أغلب قصائد الأديب جميل الدويهي منشورة في كتب، يمكن قراءتها على صفحة الموقع الرئيسة Home Page.
والقصائد المنشورة في هذا الباب هي مختارات لم تجد طريقها إلى النشر في دواوين.
العطر من أقلام حبري موكب
شعر جميل الدويهي
أين الجريمةُ يا يَدِي لو أكتبُ؟
وإذا وراءَ البحر ضاع المركبُ
وإذا اكتشفتُ، وقلتُ: هذا موعدي
وقصيدةٌ منها أدورُ، وأطرَبُ؟
أنتم معي، لا شيءَ بَعدُ يَهُمُّني
فالحبُّ أنتمْ، والجمالُ الطيّبُ
لمّا التقينا صار عُمري وردةً
ضاق المدى فيها، وضاق الملعبُ
سَدّوا الطريق عَليّ، مَن لي غيرُكم
وطَن أعودُ إليه لمّا أتعبُ؟
لا تتركوني في الشتاء، فإنّني
وحدي تحاصرُني الرياحُ، واُصلَبُ
عندي جُروحٌ من زمانِ ولادتي
ووظيفتي أنّي الجروحَ أقطّبُ
قسَموا ثيابي في المساء، وعرْبدوا
وتوهّموا أنّ الضياءَ يُعلّبُ
وتوعّدوني بالحريقِ، لأنّني
كالحور ِ، لا ألْوي، ولا أتقلّبُ
لكنّ صوتي في رُكامِ ضميرِهم
ما زال يصْرخُ، والقصائدُ تغضَبٌ
لا ينطفي مجدي، لأنّي عاشقٌ
والعِطرُ من أقلام حِبْري مَوكِبُ
وإذا افتقرتُ، فلي كُنوزُ براءتي
وسوى البراءةِ ثروةً لا أطلبُ
وحَبيبتي عنْدي، بِلادي كلُّها
نارٌ تحاصرُني، فأين المَهرَبُ؟
عصفورةٌ شربتْ مياه قصائدي
والفَجرُ يُقفلُ بابَه، لو تـَذهَبُ
عندي سؤال واحدٌ: أتحبّني؟
فهي الأميرةُ، وهْي عُمري الأعذب
ولأنّها كتبتْ حروفي كلَّها
سيظلُّ من شِعري يُضيءُ الكوكبُ
جميل الدويهي: في الروح صورته
إفتحْ جناحيكَ واصعَدْ، فالسماء لنا
وجدولُ الصيف، والتفّاحُ من يدنا
عيناك أغنية الفيروز، هل أحد
من أجل عينيك قد غنّى، وما سكنا؟
هذا الصباح أنا مشّطت غرّته
فسار في خفر لمّا إليكَ دنا
وكان يسأل: مَن أهدى له ذهبًا؟
ومَن يطوقه بالورد؟ قلت أنا
ما السرّ في الكأس، لكنْ بعدما سكرتْ
منها الشفاه، رأيت البيت دارَ بنا
وضكحة منه موسيقى الكمانِ، وما
مثلي ملوكٌ أحبّوا اللحنَ والشجنا
ٌقالوا: تمهْلْ، فهذا السيف منتقم
ولم يزل في النواحي ينشر الفتَنا
لكنْ رضيتُ به لولا جُرحتُ... ولا
يوماً شكوتُ من الرمش الذي طعَنا
ويعجبونَ لأنّي لا افارقه
ولو يغيبُ قليلاً، أكرهُ الزمنا
فكيف أنسى الذي في الروح صورته
وقبله أحدٌ في القلب ما سكَنا؟
إلى روح الشاعر الصديق عصام ملكي
شعر جميل الدويهي
معي بيضلّ تا يغيب الزمان
حامِل عصا تا يكْسر قْزاز الحياة
ومِن كلّ عمْر تْضلّ غابِة ذكريات
مفاتيح عنْدو بْيفْتحو كلّ البْواب
.وتا يْغِيب عنّا يوم، بَدْنا معْجزات
:ما عاد رقْمي يعرْفو، ولا عَاد قال
كلمة صباح الخير... واحتار السؤال
يا مَوت، ما بترتاح؟ ما عندك نعَس؟
.بين الحقيقه بتدعس وبين الخَيَال
وَين اللي كان يقول: كيفك يا جَميل؟
وكان الوفا بيناتنا عمرو طويل
ما مْنشْتري ومنْبيع... نحنا صادْقين
.وقامات تحت الشمس أعلى من النخيل
يوم التنين انهزّ عرش المِن دَهَب
والشِّعر طارت خيمْتو، وناح القصَب
الملْكي تركْنا... وراح عالدرب البعيد
.واللي انكتَب عالسطر... بدْموع انكتَب
زيارَه ما فينا نْزور... ممْنوع السفَر
نْسِينا طريق البيت، ونْسِينا القمَر
تا نودّعو ونقول: بُكرا يا عصام
...ودّي لنا مكتوب مع طَير الشجَر
بعزّي يولاندا والبَنات الغالْيين
...وزَيتون بشمزّين، والشِّعر الحزين
لكنْ معي بيضلّ تا يغيب الزمان
.وإسمو انكتب بين الرِّجال الخالدين
الناس لا يتذكّرون (الشعر المدوّر)
شعر جميل الدويهي
الناسُ لا يتذكَّرونَ، لأنّهم لا يُنظرونَ إلى الوجوهِ، وعندما يتساقطُ العصفور من أرجوحةٍ، لا يقرأون وداعَهُ، ويخبّئون غبار أعينِهم، كأنَّ الموتَ من فعلِ النيازكِ، أو سؤالٌ في تراب العمرِ… ليس له جوابْ
عيناهُ نحو الشمسِ، مثلُ منازل الفقراءِ، مثلُ الريحِ والأمطارِ، مثلُ الوردةِ العطشى، وفي أحزانه نغمٌ تحدَّرَ من سلالاتِ الرعودِ. وصمتُه أقوى من البركانِ. مَن يعطيهِ من قمحِ السهولِ مدينةً، ليعيشَ فيها، يستريحَ من الطريقِ؟ ومَن سيطعمُهُ إذا غابَ الصباحُ عن الوليمةِ؟ حائرٌ جدّاً، ومندهِش، لأنَّ الناس لا يتذكَّرونَ حديثَه أبداً، وما صنعت يداهُ من الجبالِ، وكيف كان يحبُّهم، ويسيرُ في أحلامهم، ويضيعُ. إنَّ الليل سكّينٌ تمرُّ على الحروفِ، ولا يظلُّ سوى رماد الأغنياتِ، ولا يظلُّ من الصلاةِ سوى دماءٍ خلفَ بابْ
كان المكانُ مسافراً، والريحُ منديلاً يلوِّحُ في المساءِ. وكانَ فوق خزانةِ الأيّام أفكارٌ مقدَّدةٌ، وملحٌ للشتاءِ. وكان مصلوباً على الكرسيِّ، قهوتُه السكوتُ، وعنده عشبٌ لقطعانِ الغيومِ. هو الذي يأتي إليه الناسُ من كلِّ القرى، كي يأخذوا منه الفصولَ، فمن فصولِ حياتِه شربت حقول الزهرِ... وانكسرَالغيابْ
قالوا، وقد أخذوهُ من بين السطورِ إلى حرائقهم: كأنَّ غناءَهُ سيفٌ، ونحنُ نريدُ أن تبقى الهياكلُ مثلما كانت قديماً، ليس من أحدٍ يفرِّقنا، ولا أحدٌ يصيحُ: "أبي هنا، وأنا هنا، فخذوا الحمامَ إلى منازله. خذوا خشَب الموائدِ. واخرجوا من بيت أهلي"، مثلما قال الكتابْ
إنّي أقدّر كيف ينكسر الزجاجُ، فإنّ لي جسر التخيّلِ، عندما أتصوّرُ الأشياء قبل حدوثِها، فغداً يفيضُ البحر فوق إنائه، والناس لا يتغيَّرونَ، لأنّهم لم يطحنوا قمحاً لجوع الأنبياءِ، ولم يزالوا يعبدون الله في شجر الخطايا. مرّة أحببتُهم، وتركتُهم، ورميتُ فوق دفاتري خزف الضبابْ
الوقتُ من عطشٍ، وعند البابِ مرآةٌ محطّمةٌ. هنا كان الصباحُ يخاطبُ الكهّانَ، يفترشُ الحصيرَ. وكان في أصواتِـهـم ذهباً، وفخّاراً من العصر القديمِ، وليس لي من بعدهم حجرٌ على حجرٍ... فمَن يمشي معي في رحلةٍ من أرجوانِ الدمعِ، مِن نارٍ وأمطارٍ؟... وحين دخلتُ بين الجوعِ والأوجاعِ، لم يأخذ يدِي أحدٌ، فأينَ العاشقون؟ وأينَ أجدادي، وأولادي، ومَن كتبوا إليّ، وكنت في جُزرٍ، أفتّش عن قناديلِ الخيالِ، وأقطفُ الأبراجَ من شبّاكِها؟... وغداً أعودُ كما أعودُ الآنَ. إنّ الجمرَ في عينيّ. إنّ البحرَ تحت يديّ. أعبرُهُ، ويعبُرُني، ويرميني على أكياسِ معجزتي. فليس هناكَ في الميناءِ غيرُ سفينتي، وأنا... وحين تمرُّ فوق البحر أشرعتي، يطيرُ إليَّ عن أَسوارِهِ قمرٌ، ويرمي وردتينِ على القبابْ
فستانك الأحمر
جميل الدويهي (النوع الثامن)
هيدا فستان أحمر
أو إنتي ورده لابسه ورده؟
هودي زرار
أو قمار ورده يا أغلى ورده؟
يا رفيقة ليالي السهرانين
يا قمر الحلوين
عبيرك سبقني عاالطريق، لحقتو
وقلّي: مش عبير ورده أنا
أنا سحر من عالم تاني
.من كواكب عاليين
***
مبارح كنت عم إحكي عنّك
والناس عم يسمعو
وقالو: مين هيّي؟
وليش هيّي غير الناس؟
بيروح الزمان وبتبقى
متل الوجع بتبقى
والحبر دهب عالورقه؟
كلما فكّرت فيها
الشعر بيصير ورده عا شفافي
والكلمه بتصير حديقة ياسمين
يا هالفستان الأحمر
ليش بيني وبينَك عتم السنين؟
قولك إذا حبّيتك بتخلص الدني؟
قولك لازم سكّر بوابي
وقلّك: خلّيكْ بعيد عن أحلامي
وبعيد عن إيّامي؟
قولك إذا استحليت أهرُب بغابة عينيها
وضِيع بين إيديها
بتبطّل الشمس تطلع
وبتوقَع السما بالبير الغميق؟
***
رح ضلّ إتطلّع بهالصورة
وقول بحبّك
ورح ضلّ إحكي معِك تا يضجر الحكي
وما بسألك ولا مرّه عن حالِك
ولشو بدّي إسألِك
يا قمر عا بالي
يا ضحكة اللياليوإذا بتروحي من خيالي
بينبح موالي
وبخسر زماني ومكاني
.وكل شي غالي
العالم يتّسع لقصيدة واحدة
(النوع الرابع: الشعر المنثور)
جميل الدويهي
يعْبر كثيرون في العمر
مثل أوراق الخريف
وقلائل مَن يسكنون في القلب
...حتّى آخر رمق
كم مرّ من هنا أناس
كرعاة الجبال
فأين أصبحوا؟
ضاعت العناوين منّا
وامّحت الكتب
والوجوه صور تطير في العاصفة
...إلاّ أنتِ
ليس من شيء اسمه نهاية
فكلّ البدايات
هي أسماء مستعارة لنهايات
لا بدّ أنّها تأجّلت
إلى حين
...إلاّ أنتِ
الحبّ الذي يشبهنا
هو الباقي
كنخيل عال
ثابت في الأرض
والمطر لا يُغرق
مدينة القمر والعشّاق
فلا تحزني
هكذا نحن
وهكذا هي الأماكن
التي ارتدت ضحكاتنا
وكلّ فصل يمضي
يمزّق ثيابه على الطريق
أمّا نحن
فثيابنا التقاء العيون
وشوق مجنون
وحياتنا فصل واحد
لا يخلع ألوانه
...ولا يتغيّر
:قالت لي امرأة
أنا الأجمل في النساء
:فأجبتها
لو لم تكن لك هذا الابتسامة
فستكونين أحداً آخر
قد أتشاجر معه
العالم لا يتّسع
إلاّ لقصيدة واحدة
وأنا أحبّ السهر على الحروف
وكلّ حرف ليس بلون عينيها
يصبح رماداً
وكلّ كتاب ليس فيه صورتها
يكون بلا عنوان
هل تعرفين مَن أعني؟
امرأة من حرير هو الأغلى
ويمكنني أن أحبّ كلّ امرأة ترتديه
!إلاّ أنتِ
جميل الدويهي:
رح كمّل السهر أنا ويّاك
كل قسوة الإيام ما بتعنيلي. كل رحلة العمر اللي فيها وجع، بشلحها بالنسيان. كل شي بيعذّبني بقدر إحملو وإمشي، تا يصير العذاب جزء مني. إلا عيونك وقت اللي بكيو. انجرح قلبي، وما بقدر إنسى إنّي بكيتك مرة. أنا اللي عطيتك فرح قلبي ودهب إيامي. أنا اللي سهرت الليل تا رمشك ينام. أنا اللي غنيت كلمة "حبيبي" تحت القمر، ورقـّصت الغجر... كرمالك
لا تزعل حبيبي، بتصير المدينة غياب
وعلمْني كيف بقدر إمحي الدمعة من عيونك... وأنا بيتي بمطرح بعيد، وسبقتني المواعيد
وهلق إنت وحدك، عم تتطلع بصورتي، فيك تسمع قلبي عم يحكي
وأنا تعلمت اللغة تا إحكي معك، وكانت حياتي ليل صامت.
كنت ذكريات من زمن غابر. شجرة حور تعبانه تحت التلج والريح
الدمعة صارت سيف
صارت غضب من حالي عا حالي
وعم شوفك يا قمري العالي
هلقد زعلان
وحياة نورك الحلو اللي ضوّا عا بيتي
وعا الياسمينه اللي بتحبّ لفتاتَك
رح كمّل السهر أنا واياك
ويروح ليل ويجي ليل..
ما بتروح من بالي
يا فرح الليالي
وما بنساك
قصيدة لجميل الدويهي: أنت...
لعلّني إذا نظرتُ في عينيهِ
أفهم الجهاتِ كلّها
فمنذما ولدتُ لست أعرف الطريق َ
في الزحامْ...
وعندما تبعتُه في غابةٍ بعيدةٍ
وكان فوقنا يرفرف اليمامْ...
سمعتُه يقول لي:
إلى متى تظلّ ساهراً؟
فقلت: لا أحبّ الليلَ
غير أنّهم لم يتركوا في منزلي
وسادةً لكي أنام؟
كرهتُ كيف يعبر ُالطغاةُ
في مدينتي
ويمنعونني من الكلامْ!
وأسأل المحقّقينَ:
مَن وراء هذا الموتِ، والركامْ؟
وفجأةً تطلّ أنتَ من تعجُّبي
فكيف تعرف العنوان
بعدما تغيب أو أغيب عنك
ألف عام؟
ولو بقيتَ ساكتاً
ما كان يمطرُ الغَمام...
ولا أنا خرجتُ من هزيمتي
لكي أصير مارداً
ولي حقولُ الشمعِ والخزامْ...
لولاك أنت...
ما كنّستُ هذا الخوفَ
من حقيقتي...
ولا كسرتُ في تمرّدي
أصابع الظلامْ.
قصيدة "عاشق الأرض" للشاعر جميل الدويهي عن القائد سلطان باشا الأطرش
-كتب أكرم المغوّش: 7 نيسان 2017
القائد العظيم سلطان باشا الاطرش في ذكراه العطره "عاشق الارض " للشاعر الدكتور جميل ميلاد الدويهي"
كثيرون هم الادباء والشعراء العرب وحتى الأجانب الذين تغنّوا ببطولات وأمجاد ابو الثورات العربية وشيخ المجاهدين الاكبر القائد العظيم سلطان باشا الاطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى الذي حارب ورفاقه اجدادنا الابطال بالسيوف وانتصروا بقلوبهم العامرة بالإيمان على المستعمرين العثمانين والفرنسيين والصهاينة والديكتاتورايات المتمثلة بالشيشكلي البائد وأمثاله. وكان القائد العظيم سلطان باشا الاطرش اول من رفع أول علم عربي على دار الحكومة بدمشق عام ١٩١٨ بعد احتلال عثماني لاكثر من ٤٠٠ عام وبعد تحرير سورية ولبنان من المستعمرين الغاشمين وحكم عليه عشرات المرات بالاعدام من اجل حرية الوطن والأمة ولم يتنازل قيد أنملة للمستعمرين وعاش حياة متواضعة وهو يعمل في ارضه بيديه وعرق جبينه رافضا ً جميع المغريات والمراكز فكان القائد المثالي الاكبر والأعظم في العالم كله
يقول اخي الصديق العزيز الشاعر الكبير المفكر الاعلامي الوفي الدكتور والاستاذ الاكاديمي جميل ميلاد الدويهي ابن مدينة زغرتا اللبنانية وسليل آل الدويهي الاحرار وأكبرهم غبطة البطريرك القديس العلامة آسطفان الدويهي صاحب المؤلف المرجع ( تاريخ الأزمنة ) ومدير تحرير صحفية المستقبل في سيدني / استراليا في مقدمة قصيدتة العصماء
قرأت عن القائد الجليل سلطان باشا الاطرش فتراءى لي رجلا ً قائدا ً أشم قوي الإرادة، يمضي الى القتال باسما ً ويلاحق دبابة ومصفحة بالسيف ليحطمها. وان كان التاريخ أغفل كثيرا ً من الحقائق عن شهامة هذا القائد العظيم الفذ وأعماله النادرة، فأحرى بالشعر أن يقول فيه كلمة حق ووفاء لصنف الرجال الذين يُفتقدون في الليالي الظلماء فإلى روح القائد البطل العظيم سلطان باشا الاطرش، ورفاق دربه الشهداء الابطال والمجاهدين الابرار الذين حرروا الوطن من المستعمرين وأعادوا مجده وحرية شعبه المصادرة أقول
في ذرى المجد قد رُفعت نبيّا يا عظيم الإبا وطلق المحيا
أنت سلطان ثورة ما استكانت بل أضاءت توهجا ً أبديا
أي سيف تبارك الشعر منه ما تربى على يديك صبيا
أو أطل من الدياجير برقا ً يصرع الخوف والظلام العتيا
كنتَ... ما زلت شامخا ً مثل طود يلثم الشمس أو يطال الثرُيا
وحواليك ثلة من رجال نحو ساح القتال هبوا سويا
*فالخيول أصيلة والمواضي كالخلاخيل زغردت في ( القرّيا )
غمروا الارض بالدماء فصار الموت ُ وحيا ً وشاعرا ً ورويا
من معاني رصاصهم قد ولدنا أمة حرة وشعبا ً أبيا
عاشق الارض لم يزل في تراب يزرع الورد والصباح النديا
في الحقول سمعته... في البوادي في سفوح الجبال صوتا ًقويا
عزمه الصخر كلما زاد عمرا ً ظل في العمر يانعا ً وفتيا
كل رمح من الرماح العوالي كان يفديه باكرا ً وعشيا
والعباءات ظللته فكانت فوقه العطر والغناء الشجيا
من ربى الأرز جحفل قد أتاه غاضبا ً كالرحى محبا ً وفيّا
صاح: لبيك ثورة الحق إما نسترد بها الوجود الغنيّا
أو نموت على التراب فنحيا كم شهيدا ً مضى وما زال حيّا
.إن سيفا ً يخاف ليس حديدا ً إنما كان عاجزا ً خشبيا
عُد إلينا فمذ رحلت دخلنا في السلام الجبان حيا فحيا
واختلفنا على الجِمال وصرنا نستعيد تراثنا القبليا
وتركنا عبادة الله فينا وعبدنا إلهنا الوثنيا
كل جيش عن البلاد غريب قد هديناه رقصنا العبثيا
كل حرب دخلتها قد هجونا خيلها السُمر وامتدحنا بغيا
عُد إلينا لكي نقوم جميعا ً نملًأ الارض رهبة ودويا
سيفك الآن للوغى مستعد فارفع السيف واهزم الاجنبيا
.أنت ما كنت فارسا ً من بلادي إنما كنت ماردا ً عربيا
*القريّا: بلدة سلطان باشا الأطرش
جميل الدويهي: شاهق في مكان بعيد
(مشاركة في مهرجان الجواهري العاشر، الذي أقامه الصالون الثقافيّ العراقي - سيدني 6 آب 2023)
سيّدَ الشعرِ، كم قرأتُ كتاًبا أنتَ فيه صباحُ وردٍ، ونورْ
وذراعاك ترفعان بيوتاً غالياتٍ، فأين منها القصورْ؟
تَطرُق البابَ دائماً، كيفَ قالوا: غِبتَ عنّا، وأنتَ كلُّ الحضور؟
وقوافيك تارةً من رعودٍ ألهمتْ أمّةً وشعباً يثور
ولآلي لم يعرفِ الناسُ أحلى من قديم الأوانِ، تُهدى لحُور…
قد سمعناك غاضباً من زمانٍ حدثت فيه نكبةٌ، وشرور
حُزنُ عشتارَ في الرمال طويلٌ وعميقٌ بكاؤُها من شهور…
خرج الليل في الفيافي إلينا والأفاعي تفلّتت من جُحور
شرّدونا فما عرَفنا طريقاً… هجّرونا فقد شربنا البحور…
نكتب الشعرَ بالدموع ونمحو كيف من غربةٍ تغنّي الطيور؟
أهلُ لبنانَ والعراقِ سواءٌ في المعاناة ذاِتها من عصور
غير أنّا من التراب نهضنا ومَددْنا إلى الضياءِ الجسور
موطني موطني…. تصيح الليالي ويشقّ الصدى عِنادَ الصخور
نحن جرحانِ في الكتاب، ولكنْ يكسُرُ الجرحُ كلّ سيفٍ جَسور
لو يضيعُ العراقُ منّا، تضيعُ الشمس منّا، والأرضُ ليست تدور.
جئت أهديك من بلادي صباحاً كان طفلاً مشاغباً عند سُور
قهوتي ذاب كُحلُ بغدادَ فيها وعلى نارٍ من حنيني تفور
ها هُنا البحتريُّ يختالُ زهواً إن يغِبْ طيفُه، فالقوافي تزور
وابنُ هاني يدلِّلُ الكأس،َ لمّا عند شطّ الفراتِ تلوي خُصور
والبياتي وبدرُ جيكورَ كانا عندك اليومَ، يا رقيق الشعورْ
ما انتظرناك أن تعوَد مساءً فلقد عُدتَ في الندى والزهور
في حروفٍ تسيرُ منك إلينا ومعانٍ تمرّدت في السطور…
شاهقٌ أنت في مكانٍ بعيدٍ من جَناحيكَ تستعيرُ النسور…
يا عظيمَ الرؤى، إذا قيلَ: موتٌ! فالأحاديثُ عنك غِشٌّ وزُور
كلّما ماتَ في العراق نبيٌ يطلُعُ الفجرُ من حَديد القُبور.
جميل الدويهي
لي رجاء
هذا الطريقُ الذي يمتدّ من جسَدي
أمشي عليه إلى ما بعدَ بعدِ غدي
يطولُ عمري؟ ومَن يدري؟... فقد ذهبت
مني السنينُ، ولم يبق سوى الزبَدِ...
عندي كثيرٌ من الذكرى أحدّثها
وكم صديقٍ مضى عني، ولم يعُدِ!...
وكم رحيلٍ، معي آثارُه بقيت
جرحاً عميقاً، يحزُّ الروح للأبد!...
والآن حولي عصافيرٌ ملوّنةٌ
هذا الصباحَ أنا أطعمتُها بيَدِي...
عندي الحروفُ قطيعاً ما له عددٌ
شعراً تبخترَ في أثوابه الجُدد...
عندي المحيطاتُ، أمحوها وأكتبها
ولي كنوزٌ وراءَ الغيمِ والرصَد...
وقامتي كالجبالِ السمر عاليةٌ
وضحكتي كوكبٌ يختال في صعُد...
أنا المشرّد، لكنْْ فكرتي وطنٌ
وهيبتي رايةٌ مرفوعةُ العمدِ...
ولو دمائي على كفيّ أحملُها
فلي رجاءٌُ يَدقُّ الليلََ… بالوتدِ.
جميل الدويهي: النوع السادس - التفعيلة العاميّة
وْراق منسيّين
بقَصقِص ورق بالفٓي
ْلَونو حبر أخضر
وبْصير إتذكّر
مش هون كنا نلتقي
وما كان يتأخًر؟
وعا مراية غْيابي
بصْفُن لحالي شوَي
بلاقي الشِّتي عم ينْحَت الغابه
وضوّ القمَر عا سطْحنا مْغبّر؟
بْوشوِش إلو من الحٓي
بيقول: ما بدّي معَك إسهر
!قدّيش عندي وْراق منسيّين
هَوني صُور بِقْيو معي حلْوين
وهوني صَبي
بٓعدو متل ما بٓعرفو
...مْن سنين
حْبَٓستو بِقلب كتاب
ما بريد إنّو يُهرب من الباب
.ولا بحبّ إنّو بالعمْر يكْبر
الشاعر د. جميل الدويهي
النوع الثاني (التفعيلة) اشتياقي
إبحثوا عنّي طَويلاً
...في الدروبِ الحَائرهْ
حاملٌ كيسِي على ظهري
وأولادي معي
...تحت السماءِ الماطِره
مَن يُغطّينا إذا مُتنا هنا؟
مَن يُزيلُ الرملَ من أسمائِنا؟
مَن يَردُّ الشمسَ عنّا
والرياحَ الثائِره؟
أيّها الظلُّ الذي يمْشي ورائي
هل أنا؟ هل أنتَ
إلاّ ما تبقّى من رمادِ الذاكره؟
بعضُ أسفاري التي صارت نقوشاً
في يدِي
...خَلف البحارِ الهادره
لاجئٌ في آخر الدنيا
...أُغنّي للسنين العابرَه
واشتياقي لبلادي
.خِنجرٌ في الخاصِره
الشاعر د. جميل الدويهي
النوع الأوّل - الشعر العموديّ
لا بابَ يفتح لي
دمعُ المناديلِ قد غصّ الشتاءُ بهِ
...مذْ غاب عنكِ صديقُ الشِّعر والقمرِ
وتُنشدينَ لكي أغفو، ولا أحدٌ
...سواكِ في الدارِ، إلاّ الناسُ في الصُوَرِ
لمنْ خَبزتِ لهذا اليومِ يا امرأةً؟
وهل تخيّلتِ أنّي عدتُ من سَفرَي؟
وتجمعين لنا من غابةٍ حطَباً
...حتّى لبستِ ثيابَ الغَيم ِوالشجَرِ
ولَم تنامي طَوال الليل من قلَقٍ
لمّا عَرفتِ بما واجهتُ من خطَر
وقهوةُ الصبحِ في الفنجانِ باردةٌ
...من بعْدِ أن غبتُ أعواماً، ولم أزُرِ
وكم قرأتِ مكاتيبي... وليس بها
!إلاّ حديثٌ عن الإحباطِ... والسهَر
أعيش وحْدي هنا، لا بابَ يفتح لي
...وليس لي صاحبٌ في شارعِ المطَرِ
والريحُ تصفعُني حيناً... وأصفعُها
...فبينَنا الثأرُ والأحقادُ من صِغري
كم أشْتهي بيتَنا، لو كان من تنَكٍ
...فقد أموتُ هنا في خيمةِ الغجَرِ
وأشْتهي ثوبَك المنسوجَ من تعبٍ
.وفيه بعضُ رمادِ الموقدِ الحَجرِ
الشاعر د. جميل الدويهي
المسافة
تلك المسافة لم تكن لي عِيدا،
أمضي وأمضي في الطريق وَحيدا
خلْفي العناوينُ التي ودّعتها
فالريح طارت بالبيوت بعيدا
والخبزُ مُرّ علقمٌ، ويريدُني
إن أشتري من مُرّهِ وأزيدا
وحقيقتي هذا العراءُ، فإنّني
متوهّمٌ، لمّا لبستُ جديدا
متباطئاً لاذ الصباحُ بخيمتي
فمنحتُه أرجوحة ونشيدا
قدَمايَ متعبتانِ من هذا المدى
والجرحُ في قدمِي ينزّ صَديدا...
لا تتركوني في الشتاءِ مسافراً
فلقد برَى جَسدي، ولستُ حَديدا...
أخذوا بلادي من يدِي، فأنا هنا
أطوي البحارَ جميعَها، والبِيدا...
يا عابراً في الحيّ، هل حيّيْتَني
من بعد ما أمسى الشعورُ جليدا…
منذ افترقنا، صار وجهي يابساً...
أحيا... ولكنّي قَطعتُ وَريدا.
الشاعر جميل الدويهي:
ما في حَدا
كيفُن هِنّ…
تحت الضباب تشرّدو
وما عاد دقّو عالبواب
ولا جرس بيرنّ...
الساعات هيك تجعّدو
وركضتْ فتّش عا حَدا
وما في حَدا...
وبخاف هنّي وبالسفر
لا يكبرو بالسنّ...
كلّ المطارحْ يابسه
ومغيّره عليّي الدني...
راحت سنه وجايي سنه
وسألت ناس كتار:
كيفُن هِنّ؟
ما جاوبوني...
كان فاضي الحيّ
لا بنت العرب ضحكت إلي...
ولا بعدها بتحنّ
ولا عالجرح نغمة قصب بتعنّ…
ما كان بدّي إكسر قزاز الصوَر
وتْفوت عا راسي قبيلة جنّ…
ومن ذكرياتي المالحه
خزّق تيابي وجِنّ…
كيفن هنّ؟
كيفُن هنّ؟