" البوح للورق عن أرق الوجدان في كتاب "جميل الدويهي في نثره النهضة الاغترابيّة الثانية"
للدكتورة ميرنا ريمون شويري
بقلم الأديب يوسف طراد - لبنان
كتاب "جميل الدويهي في نثره النهضة الاغترابيّة الثانية"، لميرنا ريمون شويري حمل في طيّاته تحليلاً واقعيّاً لأدب الاغتراب، فجاءت معانيه من دون مغالاة، لتبوح بما يكتنز به الأدب الاغترابي الحديث، مقارنة مع النهضة الأدبيّة الاغترابيّة الأولى
هذا الكتاب النقدي، هو وثيقة صادرة من الشرق عن أدبٍ كُتب في جنوب الكرة الأرضيّة. هدفت من خلاله الباحثة إلى تسليط الضوء على مؤلّفات جميل الدويهي، الوارفة، والملهمة، الصادرة في قارّة أوقيانيا، من خلال ثلاثة أنواع من أدبه المتنوّع: الرواية "الذئب والبحيرة" نموذجاً، وفلسفة الدويهي الروحيّة "في معبد الروح" نموذجاً، والقصّة القصيرة
لكلّ عملٍ بحثيٍّ هدف، فهل ما إبتغته الباحثة من الكتابة بأدب الدويهي، هو البوح للورق، عن ما أثخن أدب التواصل الاجتماعي المبتذل جراحاً في وجدان المعاني؟ فقد ذهبت إلى مرحلة متقدّمة من أنموذجٍ أدبيٍّ راقٍ، يقودنا إلى طريق الفرح الداخليّ. وطرحت تجربة عبر المعاني النقديّة، تتعدّى بمضامينها قواعد مدارس النقد التقليديّة
كتاب ميرنا شويري، قد تتباين الآراء حوله، كون أدب الدويهي الصادر في الاغتراب ليس بمتناول الجميع ورقيّاً. بل هو محصور بدائرة معارفه في لبنان بواسطة طريقة المراسلة الحديثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خلافاً للمهجر الذي تتواجد فيه هذه المؤلّفات. من هنا أهميّة بحث الشويريّة الذي جاء انطباعيّاً، على الرغم من استشهادها بعدّة مراجع محليّة وأجنبيّة. فلم تُكثر من التنظير، وأغنت الصفحات المئة للكتاب بالتحليل. وابتعدت عن بهرجة اللغة، فأتت المعاني بسيطة في سلاستها
وعلى الرغم من إنتاج الدويهي الثري، فلا صعوبة اعترضت الباحثة ولا معيق أعاقها. فعندما حبرّت الورق، دلّت على الكيانية اللّبنانيّة، وعلى هوية وانتماء الأدب العربيّ إلى المشرق، ولو كُتب في أقاصي المعمورة. فالأديب الدويهيّ الذي تناولت شويري مؤلّفاته، بحث عن معنى وجود الشرق في الغرب، مشدوداً للتاريخ والقيم والمبادئ التي جسّدها إيمانه بهدف دينه ورسالة وطنه. فقد أجاب في وفرة عطائه على تساؤلات نفوس متشوّقة لمعرفة خبايا الروح، وسحر وألق وأسى التاريخ، وحقيقة الحاضر المؤلمة. كونه تميّز بشفافيّة الذات والأدب المضيء. وقد نزع إلى الكتابة عن أبواب عديدة، وأشهد في محطّات كثيرة على حبّه بوطنه لبنان
لم يلتبس الماضي والحاضر والمستقبل على الدويهيّ، وهذا مردّه إلى عدم خوفه من مواجهة المجهول، أو خشيةٍ من نقدٍ. فلم يبح بأفكار في لحظة صفاء ذهني مع الذات وحسب، بل أخرج من دخيلتنا حقيقة ما يشعر به كلّ منّا. محاولاً الوصول إلى توازن الرغبات الشخصيّة مع الواقع الذي يجب أن نحياه بمحبّة. فقد ورد في كتاب ميرنا الشويري في الصفحة 25: الدويهي هنا يصف الإنسان المعاصر الذي لا يحاول أن يصل إلى الحقيقة، بل يسلّم نفسه للوهم حتى يشعر بالراحة، لأنّ الواقع صعب تقبّله
لم يطلق الدويهي سراح مخيلته بين أناس لا تقرأ، حتى لا تخطئ بوصلة كتاباته باتّجاهها نحو الحبّ والحرّيّة، وبهجة القراءة، والفرح الذي يولّده اليقين من العبادة. فقد جاء على لسان الباحثة في الصفحة 39 من الكتاب: إنّ ربط الحبّ بالحرّيّة فكرة جديدة، وربط الحرّيّة بالعبادة يكمل الثلاثيّ: الحبّ، الحرّيّة، الاتّصال بالخالق
القارئ بأدب الدويهي يدرك أنّ الأخير قد رسم في ظلال الروح ألف سؤال وسؤال، متيقناً من أنّها قد تتحرّر من قيد الجسد، عندما تستقر المنون على أعتاب المادة المنهكة المشبعة من الجشع؛ هل هذا ما قالته ميرنا شويري في الصفحة 43؟ : أن تكون الروح من غير مادّة هي لا شيء، فناء، فهذا طرح جديد يفسّر أنّ كلّ روح تحتاج إلى جسد، وإلّا فهي ليست موجودة، وهذا التوازن بينهما هو من أسس فلسفة الدويهي
..إنّ الدويهي يختلف عن أدباء آخرين في هذا العصر، فلم تتمزّق روحه الشرقيّة في الغرب، بل تتلوّن كتاباته بروحانيّة ومسحة شرقيّة، ويعيش آلام وطنه وشعبه (صفحة: 76). وعليه وعلى الرغم من تلبّد الغيوم بين الشرق والغرب، فقد غرفت ميرنا شويري وضوحاً ساحراً من أدب الدويهي من بدايته، ومن جميع المراحل التي مرّ بها، فهو الأديب الذي تسلّل إلى منبع الكلمات المرصود بدمع الغربة، وكان مرايا كلّ كاتب مبدع في الوطن والمهجر، عند انبلاج كلّ فجر أو هطول مساء على مدينة سيدني
كلمة محبّة عميقة الرؤى والأبعاد الفكريّة، كتبها الشاعر وسام زيدان
ما كدت أنشر نبذة عن الإنجازات التي قدّمها "أفكار اغترابيّة" في زمن قياسيّ لا يُصدّق، حتّى عايدني الشاعر المميّز والصديق الغالي الأستاذ وسام زيدان - ملبورن، بهدية من كلام راق، وإحساس كبير بأهمّيّة الفكر في الثقافة وبناء الإنسان
لقد غمرتَني أخي الشاعر الفاضل بكلّ خير وجمال، ونحن من الطينة نفسها، نبحث عن النور في القلوب والعقول، ونشرّع الابواب لكلّ خير وفضيلة
دمت للصدق والصداقة منارة، وأخاً غالياً لم تلده أمّي، لكن ولده الوحي الإلهيّ، لنسير معاً في طريق بعيد، نحو المدينة التي يؤسّسها الإيمان، وتظللها شجرة الحياة
:كتب الأستاذ وسام زيدان
ذات يوم بينما كنت أتأمل وأفكر سمعت صوتاً في داخلي ، فإذا به صوت الكلمة يناجيني مما أثار حفيظتي، فقلت: أيتها الكلمة أخاطبك مخاطبة العبد لآلهة، ومخاطبة التلميذ لأستاذه، ففيك القداسة واللطافة معاً وأنت الروح لنا والحياة، لأنك كتبْتنا قبل أن نكتبك، فأنت القدر والقادر، الملهم والمُعطي، لذا أستميحك عذراً وأُعلمك بأننا بتنا بحاجة ماسة إلى عظيمٍ إذا فكّر أغنانا، وإذا كتب روانا، وإذا خاطبنا كفانا، فقالت: لقد أرسلت بكم عبقرياً، مفكراً وفيلسوفاً تجاوز المألوف بحضوره الفكري، فقلت: من هو؟ قالت: أرسلت لكم مفكراً عظيماً فألبسته ثوب الحلّاج، ومُلهماً يُخيّل لك أنّه ابن عربي، وعاشقاً فأحييته بصوفية البسطامي، وشاعراً يُشعرك بروح أبي العلاء المعري
نعم وألف نعم، فهو منكم وإليكم. هو الآتي من عالمٍ خفيّ، فهو رسول الكلمة، ومفكر العصر الحديث والذي إستأْثر بمكونات الثقافة فتألّق، وهو فيلسوف إستثنائي. إنّه الدكتور جميل الدويهي، فقلت: كيف أضيف كلمة واحدة وهو الإضافة، وفي كتاباته علاقة روحية بينه وبين الآخرين، وتلك نزعة إنسانية مجرّدة من الأنا، وفكرٌ تعمّد بالوعي الخلاّق والمعرفة المطلقة، فأصبحت تلك النزعة نموذجاً ومثلاً يُحتذى به لدى الكثيرين ممن يتوقون إليها. نعم وألف نعم، إن الدكتور جميل لديه القدرة على إدخال مفهوم الإدراك والحسّ الواضح للقاصد المُرتاد في إيقاظ فكرة الإبداع والخَلق عنده، وعليه فإن من يقرأ الدكتور جميل تظهر عنده تدريجياً جدليّة العبور من حالة الفشل إلى النجاح ومن حالة الخوف والتردّد إلى الثقة بالنفس والعنفوان
إنه يختزل مسيرة أجيال يُنشدون العلم شعاراً والثقافة منارةً، وقد حمل على عاتقه مهمّة الإبداع الفكري والثقافي، لرفع مستوى الفرد والجماعة معاً، فتتناغم رغباتهم مع توجهاتهم العقلية للإرتقاء والتطور. وكأنّي به يقول ما قاله النابغة جبران: إن العلم هو حياة العقل، يتدرّج بصاحبه من الإختبارات العلمية إلى النظريات العقلية، إلى الشعور الروحي إلى الله
إنّ الرسالة التي أتى بها الدكتور جميل هي رسالة مقدّسة صِرفة ذات أبعادٍ إنسانية، وذات مزايا متعددّة التوجهات تتطابق عقليّاً وتتناغم روحيّاً مع طموحات العقل المُبصر المتحضّر والمنسجم مع هواجسه، فهي رسالة تختصر مسيرة فيلسوفٍ ومفكرٍ تفرّد خلقاً وخُلقاً، فجمع بين معرفته الدنيوية والمعرفة الآلهية ضمن حدود وضوابط رُسمت له، حيث لا يقوى على تجاوزها، وحسبي فإن ما خصّ الله به الدكتور جميل وميّزه عن غيره لم يأتِ من العدم، بل جاء ليطرح مفهوماً حضارياً جليّ المعالم، واضح المفاهيم، وليُظهر سرّ هذا الرجل ومقامه عند خالقه المُبهمْ للكثيرين ممن يتواصلون معه عبر نتاجه الفكري (شعراً، نثراُ، قصّة وفلسفة )، فما أتى به الدكتور جميل عصيٌّ على غيره، وهذا ما قاله أبوحامد الغزالي: (ليس كل سرٍّ يُكشف، وليس كل حقيقة تُعرف، صدور الأخيار قبور الأسرار)، وهنا تكمُن العلاقة الروحية الدائمة بين العبد الدكتور جميل والخالق المعبود، لذلك نجده دائماً هائماً في فضاء الفكر اللامتناهي والذي لا يحدّه مكان ولا يقيّده زمان، وهذا الفكر اللامتناهي هو بحدّ ذاته ذلك الوعي المنسجم والسابح في عالم الماورائيات. وعيٌ يجسد رحلة الذات (الفرد) مع الذات الكونية (المُطلق)، فبذلك يصعب فصل الذوات عن بعضها بعضاً لكونها وحدةً حيّة لامتناهية ولترابطها عقلياً وروحياً عبر الأجيال وفي دائرة الزمن
تلك هي عظمة الدكتور جميل وفلسفة التفاعل مع مجتمعه. إنها فلسفة إنسانية مجرّدة من الأنانية، لعلمه بأن المخلوق هو مرآة الخالق، وكون أن المعرفة هي وحدة فكرية تنصهر في المخلوق البشري لتصبح ضرورة تستوجب الغوص في خفاياها لمعرفة حقيقتها وأهدافها. وإذا ما تأملنا قليلاً نجد أن معظم المواضيع التي كتب عنها الدكتور جميل، وتطرق إليها، تشكّل إستثناءً لعبقريّ ساهم في رفع مستوى الفكر لأجيالنا ولأجيالٍ ستأتي لكي نغرفَ من معينه ومن ينابيعه المتدفّقة ثقافة ووعياً، فتغدو لها معرفة شاملة تضع الأسس لمنهجٍ علمي متقدمٍّ يُحتذى به، ويصبح مرجعاً تتناقله الأجيال عبر العصور، لما يتضمّنه هذا الفكر الراقي من مواضيع ودراسات قيمة تضاهي الأدب العالمي، بل تفوقه قيمة وأبداعاً
الشاعر وسام زيدان - ملبورن
الشاعرة المريمية، ياسمينة الشعر، تكتب من ملبورن القدوة والناس الرائعين، من طيبة قلبها، وجمال فكرها الخلاق، تتوجني بنص هو الضوء في جبين يومي. الشاعرة مريم شاهين رزق الله، ابنة الأرض النقية، من جبل الشيخ، تطل إلى مدينة أفكار اغترابية، لتغدق علي من ماء الصخور العذبة، ونسائم تلك الجبال التي لا تغيب. ومن ياسمين عرنة الأهل والبيوت ورفقة العمر
شكرا لك يا سيدتي النبيلة، وقلبي يسلم عليك
كلمة الشاعرة المريمية، مريم شاهين رزق الله
نجوم تغيب وشمس تطل
افكار اغترابية في سيدني مواسم وفاء في قمة العطاء
في وقت صارت الظلمة واقعاً لا يتغير ، لا يعرف النور إليها وصولاً، في زمن موحش غريب ، فرغت الدروب من طيف صديق أو خيال رفيق !! من يدٍ تشدّ على يدٍ بدفٍءٍ وحبٍ وأمان . في شردة فكر اضاعت الكلمة حروفها ، سقطت معانيها في سراديب العتمة ..لتبتعد عن واقع ونهج الحياة وتتوارى في لجة بحر عميق ، ضاقت الدنيا على من فيها ..تضائلت مساحة الفكر أرهقت القلوب بالركض خلف بصيص حب وشعاع وفاء
في هذه التراكمات وسكينة الروح ..لم يفقد الأمل دربه ، ولم يخبُ الضوء للنهاية ...لم تجف منابع العطاء ..ولم تقهر النفوس لدرجة الفناء
من تحت الرماد سينطلق مارد الخير والحب ، فقد تكرم الله علينا بعطفه وأبوته ، حيث منذ البدء صنعنا بعجينة المحبة وخميرة الود ..والتميز ، بقدرة لا متناهية بصورة ناصعة ازلية وعلى صورته ومثاله
ومثلما تنبعث الفكرة وتولد من رحم المعاناة ولذّة الألم ، ألم البعد ونار الحرمان ،،وثورة البقاء والثبات
وهكذا كان
جميل ميلاد الدويهي ...ومن منّا لا يعرفه !!! فيلسوف العصر، باعث النهضة الأدبية والفكرية ..بكل ما ابدع به يراعه وما جاد به فكره ..والشواهد لا تحصى ولا تعد في تلك البلاد الجميلة بلاد الاغتراب
يقف بصلابة ومتانة ..بثبات وعزيمة على صخرة الحق ليصور لنا الحقيقة بكل ابعادها ..وعلى مقاس كل قارئ له ..يوثق الكلام بمشاعر دافئة وأحاسيس صادقة ...لا حد عنده للعطاء ..يسعده ويثلج قلبه ، بأصابع ذهبية يكتب ولا يردعه صوت باطل ..ولا غمزة حاسد ..يجسد الواقع من معاناتنا اليومية ، من لهيب اشواقنا الحقيقية ، بقوة الانتماء إلى أمة ما عرفت الخذلان ولا استسلمت لهزيمة .يعلي الصوت إلى شعب عزيز النفس كريمها في كل بقاع الأرض غرس وردة ..واضاء شمعة ، لا توقفه العقبات ولا ترميه العواصف مهما اشتدّت . جذوره في أديم
جميل ميلاد الدويهي ...الدكتور جميل ، وبكل البعد عن (الانا) يعمل بكل صدق من اجل (ال نحن ) ، يكتب ، يبدع ، يداعب الكلمة يسهر على آخراجها بلياقة ولباقة ، انه مصباح لا ينضب زيته وقلم ما جف عطائه بفكر نيّر لا يعرف العودة ولا النظر إلى الوراء
تحية ، ومباركة قلبية لصبرك ، وطول اناتك ، وإلى المزيد من الثبات والإنتاج
نقدر كلّ أعمالك
نثمن جلّ ما تعطي
يا ناقوساً يدق في عالم الإنسان، مذكراً بأن العطاء لاشروط له ولا حدود لامتداده
لشخصك الكريم تحيتي الميسمنة دائماً
مريم شاهين رزق الله - ملبورن
من الأديبة الجميلة والصديقة الغالية الأستاذة عايدة قزحيا حرفوش
تعقيب على أقصوصة "صديقان" لجميل الدويهي
1- الأقصوصة
أخذ منّي الضجر كلّ مأخذ، فليس هناك شيء يسلّيني في هذه المدينة الرماديّة
أعتقدت أنّ عندي مرضاً نفسيّاً خطيراً، وقال بعض الناس إنّني مصاب بالتوحّد، فقصدت طبيباً لأسأله عن حالي، وبعد أن فحصني وألقى عليّ أسئلة كثيرة، استنتجَ أنّني لست مصاباً بالتوحّد. وأراد أن يعرف منّي إذا كانت لديّ أسْرة وأصدقاء، فأجبته بأنّني مقطوع من شجرة... أمّا عن أصدقائي، فلديّ صديق واحد لا أعرف سواه منذ ولدت، هو نفسي
تعجّب الطبيب من جوابي، وقال لي
لا يصحّ ذلك، فعليك ان تجد أصدقاء... فالوحدة هي اليأس بعينه، وإذا طالت عزلتك، تتحوّل إلى حالة مرضيّة حادّة قد تؤدّي إلى الانتحار. .. أليست لديك هواية؟
قلت: لا أعرف إذا كان تنفّس الهواء من الهوايات… الشهيق والزفير هما الشيئان الوحيدان اللذان أتقنهما جيّداً
قال: هواية لا تنفع. من الضروريّ أن تعمل بنصيحتي، وتجد مَن يكون إلى جانبك ويساعدك، ويكون وفيّاً لك… هل فهمت ما أعني؟ صديق لوقت الضيق… الدنيا مليئة بالناس الطيّبين... لا تيئس، فلديك متّسع من الوقت… والذين في سنّك لم يتزوّجوا بعد… عُد إليّ بعد أيّام، ولا شكّ في أنّك ستكون قد شفيت من عقدة الضجر التي تشكو منها
خرجت من عند الطبيب، وضربت في الأصقاع، والشوارع، والمقاهي، حتّى وصلت إلى القفار. وفشلتُ فشلاً ذريعاً في العثور على صديق
انقضى يوم ثمّ أيّام... حتّى تعبت وبكيت
وقصدت الطبيب مجدّداً وأنا أجرّ قدميّ جرّاً من شدّة الإرهاق. وكانت ثيابي مغطّاة بالغبار، وشعري فيه رمل وعشب يابس… وعيناي محمرّتان كأنّني طالع من فرن. وما إن رآني وأنا في تلك الحال، حتّى عاجلني بالسؤال: ماذا بك؟ هل وجدت صديقاً؟
قلت له: وجدته. وقد صار لي صديقان الآن، هما نفسي ونفسي
2- تعقيب الأديبة عائدة قزحيا حرفوش
نعم يا صديقي
عندما تعبرُ مرحلةَ العبادة وتتخطّاها، طبيعيّ جدًّا أنْ تبلغَ مرحلة التّنسُّك، لأنّ العبادة تفرض على المتعبّد علاقة الخالق بالمخلوق من خلال عباده، أمّا التّنسّك فهو التّوحُّد مع الله، حيث يصبح الخالق والمخلوق إثنين في جوهر واحد، يتابع صاحبه رحلته نحو بلوغ قدسيّة المماثلَة
لذا فالتّوحّد مع الذّات السّاعية أبدًا إلى التّسامي، والتّماثل بالقوّة العظمى لا يعني التّوحُّد المَرَضيّ، بل التّشافي من عقد النّفس البشريّة، والتّرقّي إلى "أنا" الذّات العلويّة حيث الصّفاء والنّقاء والضّياء
فدورانك في الشّوارع والمقاهي ليس إلّا تلك المحاولة اليائسة الّتي يقوم بها الطّبيب الّذي يحاول إسعاف مريضه بقيامه بعمليّة الإنعاش القلبيّ الرّئويّّ لإعادة ضخّ الدّم والأوكسجين إلى الدّماغ، وذٰلك من خلال توصيف الشّهيق والزّفير بمسمّى الهواية، وهذا لا يعني الضّجر بقدر ما يعني اليأس من محاولة التّعاطي مع الآخر بين أخذ وردّ، بين النّافع والمنتفع، وما ذلك إلّا لإعادة الأخذ والعطاء اللّذين تمارسهما في حياتك اليوميّة، وأنتَ تعطي لتنعش الآخرين فيصدمك الصّدود
ويأخذني ضجرك ويأسك إلى صرخة "جبران خليل جبران" في قوله ومعاناته حين يقول: التّعاسة هي أن أمدّ يدي فارغة فلا يضع أحد فيها شيئًا، أمّا القنوط فهو أن أمدّ يدي ملآنة فلا يأخذ أحد منها شيئًا
لذلك عُدتَ إلى وحدتك لأنّك لم تجد من يستجيب لدعوة رقيّ الثّقافة المعرفيّة والرّوحيّة اللّتين تقدّمهما هبةً، وهذا شأن عابدي قدسيّة الرّوح، حيث يتخلّون عن قشور المادّة فيخلعون رداء الجسد ويرتدون نفوسهم الطّاهرة الّتي تعبوا في تنقيتها من أدران الخطيئة
وما عودتك من رحلة البحث وثيابك قد غطّاها الغبار، إلّا رمز لما علِق بها من شرور البشر وآثامهم
أمّا الرّمل الّذي غطّى رأسك، فإنْ هو إلّا رمز للتّصحّر الّذي يصيب العقول بالتحجّر والجمود والتّعصّب
وما العشب اليابس، إلّا ذلك الخصب الّذي لم يُستثمَر كي يبقى مادّة حيويّة لإشعال الثّورات والفتن
لذا فما أروعكما صديقين متشابهَين: أنت ونفسك يصحّ فيكما المثل القائل: قلْ لي مَن تُعاشرْ أقُل لكَ مَن أنتَ
الأديبة عائدة قزحيا حرفوش تعقب على قصيدة الدويهي
"لم تغب عن بالي"
١- قصيدة جميل الدويهي
رَنّ صَمْتي كرنّة الخلخالِ
والسطور التي كتبتُ ظلالي
والمسافات كلّها بعضُ شكّي
وارتباكي على رصيف الليالي
أيّها البحر، لا تزرني، فإنّي
ساكن خيمة وراء الجبال
عندما كنت صاحبي، خاف منّي
الموج، واحتار من عميق سؤالي
من أنا؟ أنت؟ نحن؟ وماذا
في كتاب الغياب، والترحال؟
أعبر الوقت ذاهلاً عن وجودي
وأنا فيه صورةٌ من خَيال
والعيون التي أحنّ اليها
ودّعتني، ولم تغب عن بالي
عذّبتني، ورمشها سيف كسرى
وأنا حارسُ الرموش الطوالِ
عاشقًا، أرتدي حرير البراري
والصباح الرقيق في موّالي
ردّني مرّةً، فمنذ اغتربنا
صار جرحي كتابةً في الرمالِ
٢ - تعقيب الأدببة عائدة قزحيا حرفوش
أيّ صمت هذا الّذي لا يزال يضجّ في ذاكرة المسافات رغم بعدها؟
أيّ رنين لا يزال يدوي وقد عبر البحار وتخطّى الجبال، والصّخر موصل رديء للصوت؟
أتراه خلخال امرأة حسناء، أم جرس عنق كرّاز يقود القطيع، أم هو طنين أذنٍ نَخالُه _اعتقادًا _ ذِكرَنا على لسان حبيب أو صديق أو قريب لنا؟
وأيّة حروف تلك الّتي تحمل عدستها وترافق ظلّنا، فتلتقط صُورَهُ حيثما تغيّر حجمه في وضح النّهار أو تلاشى مع عتمة اللّيل؟
وتلاحقه أنفاس الحنين لتزيد نبض الفكر صخبًا حتّى يختلط المعقول باللّامعقول، ويضطرب اليقين، فنقع في الشّكّ إذا ما حمل اللّيل ظلّنا ولاشاه؟
ها هو البحر ينافس بأسرار عمقه أسئلة الإنسان الّذي عبر الشّواطئ، ولوى أعنق الأمواج، وامتشق قناديل فكره، غير عابئ بقناديل البحر، وحيتانه، وقروشه، وسبر أغواره، فعثر على درر قاعه، ولم يكتفِ، لأنّه لم يعثر على درّة وجود روحه وعلّة كيانه
ويعبر الزّمن سريعًا يخطف منّا أشكالنا، فيبري عظامنا، ويغيّر ألواننا، ويوشّح أفكارنا بحِكَمٍ تزيدُنا تمسّكًا بفضولنا لمعرفة حقيقتنا، وتزيدنا تشبّثًا باكتناه أسرار وجودنا، وترهقنا إصرارًا، فتذوب فينا حقائقنا، وتبقى ظلالنا تتراقص فوق صفحات خيالنا، تستحمّ بذكرياتنا، وتتجفّف بزفرات تأوّهاتنا
وتغيب عيون اللّيل والنّهار، وعيون مَن أحبَبنا ساهرةٌ أبدًا في محاجرنا لا يغمض لها جفنٌ، ولا تأخذ لها قيلولة
والشّاعر وحده تتراءى له رموش حبيبته فراشاتٍ قد غزلت سحر خيوطها الحريريّة ونسجتها حول قلبه، أسير شرنقة حبّها، يكتب آماله بحبر أمانيه وآلام جراحه فوق الرّمال المتحرّكة كالأحلام المندثرة مع كلّ يقظة واقع مرير
ويشدّني فضول المعرفة.. أتراها أصوات الحنين والذّكريات تزداد طردًا مع المسافات؟
يا لَبدعِ الحياة
ردّ من الشاعر جميل الدويهي
شكرًا للأديبة الغالية عائدة قزحيا حرفوش، لإطلالتها الرائعة في نصّ نقديّ متميز، ويعكس ذائقتها العالية
دخلت الأديبة حرفوش إلى قصيدتي من باب الأسئلة المتلاحقة، ما يدل على أن الشعر يحتمل كثيرًا من التأويلات والأبعاد. لتعلن أنّ الشاعر المهجري يعيش حالة قلق واشتياق، فيختلط المعقول باللّامعقول، ويضطرب اليقين، فنقع في الشّكّ إذا ما حمل اللّيل ظلّنا ولاشاه
فعلا ًهناك واقع صعب، لا يفهم أسراره إلاّ من يعيشه، فالغربة التي كانت في الماضي انتقالاً جغرافياً من مكان إلى آخر أصبحت الآن انسلاخاً وعقاباً متواصلاً، بعد أن تقطّعت السبل، وبات من العسير أن تعود السفينة من مدينة الضباب
لقد لوينا أعناق الموج، وصارعنا وحوش البحر، لنصل إلى الاغتراب عن الذات وعن وطن عشقناه، ولم يكن لنا حظّ أن نعيش في ظلاله. وهذا هو الحزن الذي يصرخ فينا بأسئلة، ويجعلنا نخترع وطنًا آخر يعوّضنا عن الفقدان، هو وطن الإبداع المرفوض هنا، تحت شعار المساواة الخليعة، أو "انحدِر لكي نصعد إليك". وهكذا يعبر الزمن كما تقولين سيدتي، ونعبر نحن على الأسنّة إلى الغد، فلا النسيان يعزّينا، ولا الذكرى ترحمنا
وتلك الحبيبة التي تتراءى برموشها، وهمسها، وغنجها، هي الأرض التي أصبحت حلمًا، وتكتب اسمها جروح في الرمل، وجروح على صفحات كتاب
مرّة أخرى، شكرا لقلبك الجميل، ويا لجمال الحياة، عندما يداوي أهل الحب والخير جروحنا، وتستمرّ الحياة
من الأديبة عائدة قزحيا حرفوش إلى د. جميل الدوبهي
(بعد أن تعرضت بعض أعمالي للسرقة والتحوير)
نعم... وألف نعم
إنّ ما تقوله د. جميل الدّويهي صحيح مئة في المئة
ومن يقُم بالسّرقات الأدبيّة هو واحد من إثنين: إمّا أنّه – عفوًا– من الأغبياء لأنّه يظنّ أنّ أمره لن ينكشف، وإمّا أنّه مُتغابٍ باعتبار أنّ من يصفّقون له إمّا أنّهم من المتملّقين والمُحابين
والمرائين، وإمّا أنّهم من المحبّين الّذين يستسلمون لثقتهم العمياء، وإمّا أنّهم من طبقة "أنصاف المتعلّمين" وهم الأخطر على الثّقافة والمجتمع لأنّهم يملكون صفة الادّعاء المعرفيّ في كلّ شيء
"ويتبعهم الغاوون" وقد كثر أمثال من ذَكَرتَهم وكأنّ الأدب أو الشّعر طبخة طعام شهيّة يتهافت ويتنافس الطّهاة على التّفنّن في إضافة النّكهات على أساسها ثمّ يطلقون عليها اسمًا جديدًا وينسبونها إليهم
وما بين ليلة وضحاها وبسرعة البرق ينبت آلاف الشّعراء والأدباء والكتّاب والأساتذة ومئات الدّكاترة وهم بالكاد قد أكملوا الإعداديّة.
عظيم جدًّا أنْ يقرأ الإنسان ويتثقّف، وليس العلم الأكاديميّ شرطًا ضروريًّا لمن يكتب الخواطر الشّعريّة، لأنّ الكتابة الشّعريّة موهبة، ولكن موهبة شعرائنا الأقدمين كانت مستندة إلى لغتهم الأصيلة الّتي كانت ألسنتهم تتداولها شفاهًا من دون لحن أو تحريف أو دخيل، وكان من الطّبيعي أن يأتي شعرهم صحيحًا، أمّا في عصرنا فنحن أمام لغة متعدّدة المفردات ما بين أصيل وهجين ودخيل تزداد وتتّسع باتّساع الانفتاح الحضاريّ، كما أنّنا أمام مفارقات ما بين الفصحى والمحكيّة، فمن الطّبيعيّ في مثل هذه الأحوال أنْ نتحدّث عن اللغة الأكاديميّة المبنيّة على قواعد وأصول في كتابة النّثر والشّعر الفصيحين
وعودة إلى ما سبق وذُكر حول السّرقات الأدبيّة والشّعريّة والّتي "تُفقّس" صيصان الشّعراء ما بين ليلة وضحاها، تلك الّتي تقف فوق بئر ماء فور خروجها من البيضة فترى نفسها دِيَكة
كم وكم وكم من الأقوال الشّعريّة والخواطر المسروقة! ناهيك عن القصائد المترجمة عن لغات أجنبيّة يتبنّاها بعضهم باسمه، فتبدو مفكّكة لا ترابط في معانيها إضافة إلى استخدام مفردات تخرج عن السّياق في معناها، فيعدّونها استعارات من باب البلاغة من دون وجود قرينة أو رابط منطقيّ فيقبلها الكثيرون تحت مسمّى الوحي والإلهام واللاوعي الشّعوريّ والرّمزيّة غير مدركين أنّ الرّمزية إنْ هي إلّا أصداء الواقع وهوامات ظلاله، وليست آتية من العدم، كما أنّ بعضهم يستخدم ألفاظًا ليست بعيدة عن المعنى وحسب، بل متنافرة ومنافية تمامًا لمقاصدهم، والأغرب من ذلك أنّ بعض هؤلاء يلجؤون إلى استعمال بعض الرّموز الدّينيّة في غير معناها تمامًا بشكل يفضح مستوى ثقافتهم حتّى بات القارئ يحتاج إلى مترجم ومحلّل لكي يفهم مقاصدهم وتنهال عليهم "اللايكات" والإعجابات بالمئات.
أعلم جيّدًا أنّ بعض القرّاء سيَرَوْن في كلامي وكلامكم هشاشة غضبنا على السّرقات الأدبيّة مقارنةً بما يحدث من سرقات عينيّة ومعنويّة في أزمتنا اللبنانيّة الحاليّة، ولكن أقول لهم بأنّ السّرقات المادّيّة عابرة مع الزّمن وآيلة إلى الاضمحلال مع تغيّر الأحوال، أمّا السّرقات الأدبيّة فهي تحوير مشاعر وخلط أوراق شعوريّة مرتبطة بأصحابها في المكان والزّمان، والتّلاعب بالوثائق الأدبيّة ضياع للتاريخ الثّقافي الّذي هو سجلّ لحضارة الأمم وتراثها
ولكنْ...وفي ظلّ هذه المعمعة الأدبيّة وادّعاء "الشَُّويْعَرَة" و"الأُديِّبَة" و"الكُويْتَبَة" يحضرني قولٌ لل"إمام عليّ" يجعلني أشعر بالشّفقة على هؤلاء وأمثالهم رغم الإساءة إلى الأبجديّة السّامية الرّاقية وإلى الكتّاب الأصيلين، والشّعراء الملهَمين سواء لجهة السّرقة أو لجهة التّطاول والتّعملق والتّسلّق على أكتاف المبدعين ألا وهو:
"كفى بالعلم فخرًا أنّ الكلّ يدّعيه وكفى بالجهل ضعةً أنّ الكلّ ينفيه"
عايدة قزحيّا
مريم رعيدي الدويهي تكتب
عن رواية "حدث في أيام الجوع" للأديب د. جميل الدويهي، رائد النهضة الاغترابية الثانية
للنهضة الاغترابية الثانية رائد عبقريّ، كما تسميه الأديبة كلود ناصيف حرب. فليس الدويهي شاعراً فقط. ولن نكرر ما قلناه أكثر من مرة عن جميل الشاعر بأنواعه الثمانية، وفكره، وقصصه، ودراساته النقدية. فالتكرار أصبح مضجراً، لكنه مفيد، لأنه يقرع باب الحقيقة، ويعكس أهمية وضع الأعمال في الميزان للحكم عليها. وفي روايته الرابعة "حدث في أيام الجوع" يؤكد الدويهي مرة أخرى فرادته في أدب مهجريّ متنوع وراق، وتحليقه في سماء بعيدة عن الشعر والتهويمات. فهو صاحب "المدينة الخالدة"، وقليل عليه الشعر الذي هو فرع من فروعه، وقامة من قاماته
وعندما دعا الدكتور كلوفيس كرم ، والأستاذ محمد العمري مشروع "أفكار اغترابية" للأدب الراقي، بالـ"نهضة الاغترابية الثانية"، أي بعد الرابطة القلمية والعصبة الأندلسية، وضعا نصب أعينهما بالتأكيد، رصيد الدويهي المتنوع بشكل غير مسبوق، كما وضعا الأديب أمام مسؤولية، فحملها بكل عزيمة وإصرار. ولا يزال أمامه الكثير ليحققه، وقد ينجح أو لا ينجح… لكنه يحاول مُلكاً، ويطمح، ويفكر ويعمل، ويضحي تعباً وسهراً ومالاً… والمستقبل كفيل بأن ينصفه أو يظلمه
قصّة "حدث في أيام الجوع" تبرهن أن أديبنا لم يفارق وطنه، وإن يكن غاب عنه بالجسد. فالقصّة تجري في منطقة لبنانية لا يسميها، لكنني أعتقد أنها في الشمال، حيث قلعة ذات حجارة سمراء، ونهر يجري بين البساتين. وحقول غزاها الجراد. كما تحدُث بعض أجزائها في شرق لبنان، وتحديداً البقاع. والأبطال: عبدالله ووالده ووالدته، وأخته سلمى، وأم سليمان، ومنصور، والعم أحمد، وأبو ليلى… كلهم لبنانيون أقحاح، لكل واحد وظيفة ودور في رواية متماسكة، تذكّرنا بزمن الرواية الصحيح، قبل أن يدخل عليها الشعر المنثور، والأفكار الملتبسة، فلا يبقى منها "شيء يخبّر”
الجراد يغزو البلاد، وهو جراد إنساني، في رمزية إلى الطبقة الحاكمة التي أكلت الأخضر واليابس. ويضطر عبدالله إلى السرقة ليعيل أسرته، وهو بعد في الربيع السادس عشر من عمره. ويموت والده في ظروف مأساوية، فيصبح مهرباً للآثار مع "أبو ليلى”. ويقع في قبضة السلطة الغاشمة، ويكون مصيره السجن مع العم أحمد. وينجح الرجلان في الفرار، بعد أن تُهرّب شقيقة عبدالله، سلمى، إلى السجن شفرة لقطع الحديد. وسلمى نفسها لها معاناة أخرى، فقد تزوجت من منصور البخيل واللئيم، وتحولت حياتها إلى عذاب ومعاناة، فقد أجبرها منصور على بيع جسدها ليحصل على المال، وتنتقم منه في النهاية بأن خنقته بقميص شقيقها، رمزية"قميص يوسف" الأداة للخلاص والنجاة
حدث في أيام الجوع مرآة هذه الأيام، وليست من عهد العثمانيين، والكاتب لا يشير إلى الزمان، بيد أننا نستطيع إيجاد توازن دقيق بين ما يجري في القصة وما يجري في لبنان اليوم، حيث المجاعة والفقر، والسرقة، وانتهاك الكرامة… بينما السياسيون يتمتعون بالثروات، ويذيقون الشعب مرارة وإذلالاً
الخبز في هذه الأيّام نادر وشحيح. والذي يملك رغيفاً يمكنه أن يشتري به قطعة أرض، أو قطيعاً من الماشية. والذين عاشوا في تلك الفترة يخبرون أنّ بعض الناس اشتروا قصوراً بحفنة من الطحين، وبعضهم كانوا يبيعون ذهب نسائهم برغيف”. أما على الدولة والسياسيين، فيصب الدويهي جام غضبه، وكأنه يثأر للناس، أو يقرع الرؤوس التي أينعت: “لو أنّ الدولة التي نحيا في ظلالها، تعتبرنا شيئاً مهمّاً، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه... نحن في نظرهم عدد من الرؤوس التي تلفحها الشمس، ويضربها الهواء، كما الأعمدة... أو كما الفزّاعات في الحقول... أما نرى كلّ يوم كيف يتباهى الحاكم بأثوابه الفضفاضة، وبقصوره، وأمواله وخدمه... وقد جعل البلاد ملكيّة خاصّة له ولأسرته... والأمم العظيمة لا يكون أبناؤها أرقاماً، بل يكونون حُكّاماً على الحاكمين… عندما كان الجنود يبحثون عنّي لأنّني سرقت رغيفاً للبقاء، كان السارقون يظهرون في كلّ مكان، فلا يغطّون وجوههم، ولا يخجلون من ماضٍ يدينهم، ولا يخشون من قانون، فالجنود هنا يطلقون النار على القتيل ويعفون عن القاتل... بل ينحنون أمامه صاغرين، ويدعون له بطول العمر والثراء
صورة مأساوية تتكرر مرات ومرات في القصة، ولا مجال لذكر جميع الأمثلة التي يستخدمها الدويهي، في ثورة نصية على الوضع في بلاده. ولا يتردد في الحديث عن المومياءات
المومياء هي التي وضعت لعنة، مومياء قديمة في عينيها شرور وقبائل تتحارب، وفي قلبها جشع وضغينة على كلّ ضياء. المومياءات تظهر في الليل. تقوم من الخرائب والقبور. تنفض عنها غبار الماضي السحيق، ترمي بأكفانها تحت جناح العتمة وتصيح بأفواه كبيرة. مومياءات تضرب في الدروب الموحشة، تتهامس حول البيوت، تدخل من الأبواب والشبابيك لتختطف الأطفال من أسرّتهم، وتغتصب الفتيات العذارى، وقبل أن يطلع الصباح، تعود إلى مهاجعها، في غابات الصمت، وتترك وراءها خيوطاً من الدم والدموع كآثار باقية
كم هو رائع هذا الاسقاط الرمزي - الواقعي! والدويهي من رواد هذا المنحى الذي يمزج بين الرمز والواقع في جميع أعماله النثرية والشعرية
وبلغة صريحة يدعو الدويهي إلى الثورة، لكنه لا يرجو من هذه الثورة أي نتيجة، بسبب تحجّر الغالبية العظمى في حدود الطوائف والأحزاب والانتماءات الضيقة
ثورة الجياع لا يمكن أن تطول، فالأفواه مقطّبة، والعيون مغمضة، والأصوات محبوسة في الصدور، لا تكاد تعلو حتّى تنخفض وتتلاشى، يتحكّم بها أرباب السلطة والمال، تحت شعارات كثيرة، منها الدِّين، والعقائد المتفرّقة، والتخويف من تحويل الثورة إلى حرب ضروس... وهكذا يجد الناس أنفسهم مجبرين على السكوت، ولو كانوا على أبواب القبور، ولا تفصلهم عن العتمة الأبديّة إلاّ مسافة قصيرة
فهم الدويهي اللعبة، وقد شهدنا فصولها على شاشات التلفزة، ورأينا كيف حوّل السياسيون الثورة إلى فعل جرمي، وعمل استخباراتي. وبعضهم اعتبر أنه هو قائد الثوار، وبعضهم الآخر أنزل جماعته إلى الشارع لينشروا الفوضى ويتهموا الثوار بأنهم مخربون… والأبشع من ذلك انكفاء الثورة بعد نداءات من زعماء الطوائف والأحزاب، فعاد كل ثائر إلى منزله، وتاب كثيرون
ويبدو أن عبد الله هو الباقي من قليل من الثوار، بل هو نموذج عن كل إنسان دفعته الحاجة إلى السرقة والتهريب لإنقاذ نفسه وعائلته من الموت. بينما والده هو صورة كل والد يبحث في البراري والقفار عن شيء يمكن أن تأكله عائلته
ولعبدالله هويات متعددة: سارق لرغيف، مهرب للتحف، هارب من السجن، عامل في حقل تفاح بعد ركونه إلى الهدوء، ثم منتقم لأخته من منصور، وهذا الأخير رمز السلطة الطاغية على المرأة، والنموذج لكل رجل غاشم يستهتر بجسدها وروحها، ويعتبرها سلعة من حقه أن يبيعها لمن يشاء
ولا يبدو بيع المرأة مقتصراً على حالة سلمى، بل هناك حالات كثيرة أفرزها الجوع والفاقة
ttفتيات في عمر الورود... خلقهنّ الله آيات في الجمال، تُباع الواحدة منهنّ بدراهم قليلة… وسمعتُ أيضاً عن بيع الأولاد والفتيات الصغيرات.... والمتاجرة بالفتيات لا تحدث هنا فقط... وروى بعض الناس أنّ امرأة أرادت أن تبيع واحدة من بناتها، فاستهجن المارّة فعلتها، وعرضت على أحد الأغنياء أن يأخذ الابنة هديّة لكي ينقذها من ذلّ المجاعة
لا شك في أن موضوع القصة الأساسي هو الجوع، لكن الكاتب يتطرق إلى موضوع بيع المرأة، من قبل زوجها، كظاهرة انحطاط انساني وأخلاقي. ويكون الخلاص بقميص عبدالله، كما كان خلاص عبدالله من السجن بشفرة تقطع الحديد هربتها شقيقته إليه
هي قصّة الإنسان اللبناني المقهور، يكتبها أديب مهاجر، وكأنّه يعيش في بلاده، وقبلها كتب قصّة "الإبحار إلى حافة الزمن" التي تجري أحداثها في أستراليا. وكأني به مرّة يعيش "أستراليّته" بكل ما اكتشفه من قيم ومفاهيم حضارية في الغربة، ومرّة يعيش "لبنانيته" التي لا ينساها، فيتضامن مع شعبه، ويتألم لألمه، ويشاركه تجربته الصعبة في زمن الجوع هذا
لقد انتصرت إرادة البقاء، بعد أن بشر الكاتب بأن قميص يوسف هي علامة انتصار وإظهار للحقيقة
عندما تُذكر قصّة يوسف، يُذكر معها كيف أنّ إخوته أخذوا قميصه إلى والده يعقوب، وعليه دم الذئب، كما زعموا… إلاّ أنّ رائحة يوسف التي خرجت من القميص أعادت إلى يعقوب بصره، وتبيّن أنّ يوسف لم يأكله الذئب، بل كان ضحيّة إخوته الغادرين الماكرين
ولا بدّ أن تنكشف الحقيقة ذات يوم، وتعود البصيرة إلى كلّ يعقوب، وتصير القميص أداة للعقاب، وكذلك للخلاص من الظلم والتجنّي… ولا بدّ أيضاً أن تنفتح أبواب السجن الذي دخله يوسف، فيخرج منه إلى الشمس والضياء، وتنتهي حكايته الطويلة مع الأحزان
نعم، أصبحت القميص أداة للعقاب وللخلاص، عندما تمكنت سلمى من خنق منصور بقميص أخيها، لأن قتل منصور هو قتل زمان بكامله، وخلاص من الموت المحتم، فقد كانت سلمى مخيرة بين الهوان والإذلال، أو أن تتخلص من رجل يميتها كل يوم، وينتهك كرامتها
قصة "حدث في أيام الجوع" صدرت في سيدني 2021، ونشرت على موقع الأديب د. جميل الدويهي "أفكار اغترابية" للأدب الراقي
رانية مرعي تكتب
جائزة أفكار اغترابية أيقونة حب وفخر سترافقني مدى العمر
كل التقدير لأديب من عطر .. كلماته من سحر .. ورسالته تمخر عباب الروح ليحفر اسم لبنان بأبجدية فريدة
Jamil Milad El-Doaihi
ما أبهاك!
27 حزيران 2022
الباس طنوس يكتب
لا أستطيع التعبير عن مدى سعادتي لروية وجوهكم الكريمة في هذه الليلة المميزة بعد انقطاع طويل. وشكرًا جزيلًا على هذه الجائزة التي أفتخر بها وأخص بالشكر الدكتور جميل الدويهي وهو غني عن التعريف بأدبه الرفيع وأسلوبه السلس
أدامكم الله ذخراً للأدب. ولن أنسى الكاتبة والشاعرة الموهوبة السيدة كلود ناصيف حرب التي تتحفنا دائماً بحضورها وإلقائها المميّز في سهراتنا
.الأدبية الجميلة. فلكم الشكر العميق
27 حزيران 2022
يكفيني فخرا هذا العبقري، فخامة الوطن، د. جوزيف ياغي الجميل
28 تموز 2022
كتب د. جوزيف ياغي الجميل تعليقا على قصيدتي: يا سامعين الصوت
."وأرواحنا بتموت نحن وعايشين"
صورة واقعية تجسد حياتنا
الملبدة بغيوم الغربة والضياع. نموت ولا نموت. نحيا ولا نحيا. إنها سنّة الحياة، في دورانها حول الأحزان اللامتناهية
صورة ثانية تلفت أنظارنا. إنها صورة الحنين، إلى ذكريات الأمس. والأمس هو الوطن، بكل جمالاته، والأفراح. يتغنى الشاعر الدويهيّ بأمسه السعيد الذي يتمنى أن يعود، بيد أنه مدرك كل الإدراك، أن دولاب الحياة لن يتوقف، وأن أمس الغابر قد انتهى، وانتهت لياليه وإشراقاته. الأمس الدابر باخرة عبرت واقعنا المثقل بالجراح. وهل أقسى من منفى الغربة، حيث اللا أمل، والهباء
يا سامعين الصوت... صرخة من الأعماق تستغيث بالنخوة العربية القديمة، لعلها تلقى من ينقذها من عذابها الأزليّ. ولكن عهد المعجزات قد انتهى إلى لا عودة
جميل ميلاد الدويهي، عميق حزنك يا زرقاء يمامة القرن الحادي والعشرين. وأعمق منه إيمانك بعبثية تلك الهجرة في الزمان والمكان. وطنك هو جنتك التي خرجت منها، بلا معصية، هذه المرة. وكان خروجك إراديا، لأنك لم ترد أن تكون شاهد زور، بل شهيد حرية الفكر والكلمة، فلاحقك الاضطهاد في حلك والترحال
الغربة أرض شقائك، بل منفاك. والحنين الذي في قلبك فجّر ينابيع الأمل بالعودة، وقد عاد الوطن إلى ذاته، وجنّت الخفقات، في أصغريك. سلاحك الوحيد اليوم هو الشعر، بل الإيمان أنك ستعود مظفّرا إلى وطنك الذي هجرت منه ولم تهجره، بقيت جذورك راسخة في تربته المعطاء. ولم يكن العطاء الدائم الذي تبذله في منفاك إلا رسالة محبة لأبناء أرضك الطيبة
جميل الدويهي، صرختك لن تكون صرخة في واد. لبّيك، صديقي الغالي، لبيك. وإلى اللقاء، في أرضنا الجديدة، وسمائنا الجديدة، قطعة السماء على الأرض، بل في أرض تغار منها السماء. والسلام
كتب الأديب الناقد الأستاذ سليمان يوسف إبراهيم - عنّايا لبنان
جديد كلود ناصيف حرب
في عين فرح القلوب
بالتّوفيق أيّها الغاليان
كم راقٍ هو لقاء الكرّام ببنت الخابيّة عُقارًا وسُلافَ فرحٍ تُقطّرانهما دمع سهرٍ وتسهيد جفونٍ خلفَ جني جمالات الإبداع بعدَ جمعكما لمواسمهما الغنّاء في سلال الأيّام؛ للذّواقة العارفين الّذين يقدِرون كفاحَ البُستانيّة وتسهيد عين سيِّد الأفكار سعيًا خلف قنص الجمالاتِ أَطباقََ أَطايبٍ تفرح لها الرُّوح وتذهب بالألباب سموًّا خلفَ عناق فرحٍ يحيا على الأيَّام ويستوطن القلوب دفعًا، خلف استزادةٍ واستمراريّة
فرح المواعيد"؟"
يا طيبه من طائر شوقٍ يدغدغُ آمال الطّغمة المفكّرة، مُحلِّقًا في أجواء الثّقافة والمعارف الحقّة، بجناحَي سيّدة بستان الإِبداع الشّاعرة كلود ناصيف حرب، وسيّد "أَفكار إِغترابيّة" مُطلق النّهضة الثّانية للأدب المهجري والسّاهر على سطوع نجمها من مؤسّسته للأدب الرَّاقي، الدّكتور جميل ميلاد الدُّويهي
هنيئًا لنا، وللذّواقة المتلمّسين خطوَ إبداعاتكما على دروب الكلمة، احتساء خمرة جفناتكِ وسهر عينيكِ والجفون كتابًا سيملكُُ سعيدًا على رفوف مكتبة "أفكار إِغترابيّة" ومسارح قلوب قّرائه
دعوني، أعيش معكما فرح إطلاق طير محبرتكِ صديقة كلود، من أرض الميلاد والبلاد الموعودة حنينًا ومبّةً إلى قلب سيّدة الحنين وزعيم نهضة الأدب المهجري الثّانية. مُبارك من قلبٍ مفعمٍ بدعاء التّوفيق صادقًا، وإلى مواعيد جمالٍ أُخرَ تجمعنا. عنّايا، في ٢٨ -٦ - ٢٠٢٢
ا
________
من الشاعر أحمد الحسيني
إلى جميل الدويهي
11 آب 2020
يوافقني ضميري ما أقولُ
بأنَّ الكذبَ عندكَ مستحيلُ
لذا آمنتُ فيك على التوالي
وقولُ الحقِ منْ صدقٍ تقولُ
فأنتَ الحارسُ الملآنُ حباً
وقلبٌ للأحبةِ لا يميلُ
حماكَ الربُ من سهمِ المنايا
وأعطاكَ الغوالي يا جميلُ
فأنتَ مشاعرُ الوجدانِ نورٌ
تلقَّى من قوافيِك الخليلُ
تسلقتَ الصعابَ وما تلاها
وأحمال الفوارسِ قد تشيلُ
تصديتَ المنايا أذ توالت
تأخرَ عن مدارِكها السفيلُ
كأنَّ معاهدِ الآداب هبَّتْ
تلفق علمها رجلٌ مهيلُ
ويحرزُ منْ معارِفها أصولاً
إذا ما خاضَها السبعُ الأصيلُ.
_____
هذه القصيدة هديّة
من الشاعر السيد أحمد الحسيني
إلى الشاعر د. جميل ميلاد الدويهي
من الشاعر الجميل جويل عماد - مونتريال
إلى الأديب د. جميل الدويهي - سيدني:
27 كانون الثاني 2018
في غربةِ البوحِ
تشتاقُ الروح
الى معانيها...
أيها الفارسُ الذي ترجلَ
وحيداً ..
وحملَ الكلمة
والشعر
والنثر
والأدب..
صارخاً في عتمةِ الشرود
متعملقاً كفوحِ الورود
كلنا عشقناكَ يا جميلُ
من موجِ البحرِ
حتى اقتلاعِ الحدود...
حاميكَ الرب
وجذوركَ الأرز.
____________
من الشاعر طوني رزق
إلى أفكار اغترابيذة
31 أيار 2016
بصومعة المعاني يا قصيدي
تعي نصلي بأفكار الجديدي
تعي نقدس بموقع صار أكبر
من الغربه العتيقه والبعيدي
بهاك الجرد كان الليل يسهر
ومتلو تسهر حقالي الحصيدي
وبمسبحة الندي الوردات تحضر
تا تضوي شموع نهدات الشريدي
وعند ما صارت الدمعات تسكر
عا جرح بلاد تركوها وحيدي
لبس غيم القصيده حبر أصفر
تيبكي حروف عا خدود الجريدي
تعي نصلّي عاكاس نبيد أحمر
بموقع فكر غربتنا النبيدي
بسدني في إلك عنقود أشقر
عصَرها شاعر وسكرت بإيدو
وأنا كفّيت سكرتها بإيدي.
من الشاعرة كلوديت عقيقي إلى مريم رعيدي الدويهي وأفكار اغترابية
عزيزتي الشاعرة والأدبية مريم رعيدي الدويهي . أود أن اشكرك، كما يشرفني استلامك جائزة افكار اغترابيّة التي منحتُها، بالنيابة عني. لقد تابعت حفل الفرح وتسليم الجوائز بكامله ولفتني فرحك واهتمامكِ بأدق التفاصيل، واشارتك للشاعر جميل بما يجري من حولكما فهذا ليس إلا دليلاً على سرّ نجاحكما كزوجين أولا من ثم كشاعرين وأديبين ... وانا كلّي امتنان لمحبتكما وكل ما عملتما من أجلي. دمتما بالحب والعطاء
وألف ألف شكر لكما
كلوديت عقيقي
21 حزيران 2022
من الدكتور عماد يونس فغالي، مؤسس منتدى لقاء إلى احتفالية الأدب الراقي الخامسة
احتفاليّةٌ… مباركةٌ لنا
احتفلتم بالأدب. أم احتفل الأدبُ بكم، يا سيّدي شاءكم روّادَه، بل أعلامَه تضيئون بوهج. انتظرتم الانفراجَ لتطلقوا احتفاليّتَكم الكانت عالية… لكنْ كم مدركون أنّكم كلّما ذرفتم مِدادًا، احتفل الفكرُ بولادةِ علوٍ
النهضةُ الاغترابيّة الثانية، نهضةٌ أدبيّةٌ مستدامة، الأدبُ المهجريّ علامةٌ فارقة في لسان الضاد، اليوم عنوانه أستراليا، دكتوري الجميل، فخري أنّي في دوحتكم أنتمي إليه
الأدبُ المتنوّع خاصّتُكم، شاملٌ ينبئُ بجماليا فوق حدود الزمن وعلى أفق المكانات. الأدبُ فعلُ خلود من بدعةِ الإنسان، فكيف متى امتداداته الرحُب
دكتور جميل الدويهي، عنوان. نعم، إليكَ نأتي، وإيّاكَ نصنع منزلنا، تجلّيَ الحبّ اللامحدود! ليست سيدني احتفلتْ، ولا أستراليا. هو الأدبُ الراقي في "أفكار اغترابيّة" يطالُ أربعة أقطار العالم، بجائزة، بدرعٍ وبكتاب عديدٍ عدُّه ونوعُه
مباركٌ أنتَ لنا، بلكلمة. ومباركٌ كلُّ ناعمٍ بتكريمكَ. الألق معكَ "بستان إبداع"، تقدّمه كلود وتزيّنه مريم والأحبّة، ونرفعه "لقاء" في لبنان إليكم
20 حزيران 2022
كلمة شكر من الصديق النبيل الإعلامي ميشال دمعة
شهادة تكريم مع الميدالية
الذهبية التي قدمت خلال حفل تكريم أقيم في استراليا مع الشكر والأمتنان لأبنة عمتي لونا سركيس نمير التي مثلتني واستلمت الجائزة. شكراً مشروع افكار إغترابية بشخص الدكتور جميل الدويهي، وكل من ساهم في ترشيحي لهذا التكريم الذي شرفني وهو بمثابة شهادة اعتز بها ما حييت
18 حزيران 2022
من الدكتور جوزيف ياغي
الجميل إلى احتفالية ١٧ حزيران في سيدني
سفير الحب وخمرة المهرجان
أيها السابع عشر من حزيران
يا عرسَ الثقافة، في معبد ما وراء البحار
أنت للأدب واحة، وللفكر راحة، وخمر مهرجان
فيك تطلق نهضة جديده
في مراياك البعيده
وقبلة الحنان
عرسك عرس الحرف القدموسيّ، عرس أفراحنا الأدبيّه
مباركة نهضة المهجر، في موطن ثانِِ بعيد
مباركة أحلام بحّار غاص على الدرّ، في مدينة أورفليس السعيده.
ونبحر إليكم، على أجنحة الحنين. شراعنا الشوق، وعطر الياسمين
جميل ميلاد الدويهي، أيتها الأرزة المعتّقة بالحب ، المضمّخة بالعطاء، ليتنا هناك، معك، نغرف الحبر وشهد اليراع
ليتنا نخترق محيطات أشواقنا، كي نسمعك، تهزج بألحان المدى، والمدار. تصل كتبك الهدايا، إلى كل دار. تعطي الكثير، وتبقى جعبتك مترعة بأحلام النهر والعرزال وأشجار الوزال
ستة وثلاثون كتابا وحقلك بالخير يفيض. غلالك الدهشة والألق، في راحتيك قلق، وأرق، وعلى الجبين عرق يهزأ بالمحال
ستًّا وثلاثين قبلة تطبعُها على جبين الثقافة، في عاصمة النهضة الكبرى، مدينة الجمال. ليتها كانت هنا، في خيمة النجوى، فتنتعش الٱمال
ويكبر في مٱقي انتظارنا ألف دهشة وألف سؤال
متى يولد الفينيق من جديد؟
متى يخلع القناع شرقنا المسربل بالحديد؟
متى تعود البسمة إلى قلوب الأطفال؟
عيد الثقافة، في سيدني، وفي لبناننا قنابل الحقد والفساد والوعيد
أهكذا تجري الرياح بما لا تشتهي سفن الإبداع؟
أهكذا تجري مراكب إشراقنا، شرقنا، بلا شراع؟
ونرقب في البعيد قناديل ديوجين العميد
بين سيدني ولبنان رسائل وداد واعتداد
بين عرس النهضة الكبرى وأقلام إيماننا لقاء معتق بالنقاء
من جبل التاج، إلى تاج إبداعكم ألف تحية وتحيه
سفير
الحب أنتم. وأنتم خمرة الرجاء الأبديّه
سلام لمهرجان الحب نرسله إليكم، من جبيل، بيدر الأبجديه
في السابع عشر من شهر الحصاد، لك، أيها العبقريّ اللبق، من قلوبنا والعقول خالص الشكر والإجلال. لك ولأفكارك الاغترابيّة المعطاء، أكاليل من الفداء، وسنابل تواضع عسجديه
جميل ميلاد الدويهي، باسم كل مبدع من بلادي أحييك، أناديك، من خلف بحار الشوق، والعرفان، فاقبل تحياتنا، ابتهالاتنا، وأسمى مشاعر الوفاء والتقدير، من قلوبنا النديه
د. جوزاف ياغي الجميل
شهادة أعتز بها من الصديق الغالي الأستاذ أنطوان الحربية - ملبورن
29 تموز 2022
في عالم الأقلام يستحق الحدث الناجح الإضاءة عليه ، ومؤسسة أفكار أغترابية اصبحت العنوان والعنصر الأساسي لنهضة الأدب في بلاد الاغتراب ، وحبر مؤسسها الدكتور جميل الدويهي في الكتابة يشبه عطر الأزهار المنتشرة. ومؤسسته شهدت خالات إبداع، وعملت على تعزيز التطور الاجتماعي والثقافي باستمرار، ورفع مستوى الاداء الثقافي والابداعي
وكتابات الأديب الدويهي أصبحت بتنوعها وتفردها، حديقة من العطاء في مجتمعنا ، ومواعيده السماء الزرقاء والسحب البيضاء، والجبال العالية، والمياه المتدفقة التي تقبّل الأرض
في كل عام يكون لنا موعد مع الربيع ، ومع مؤسسة افكار إغترابية في كل عام تصدر كتُب ويظهر ادب جديد، هو أدب الحياة وطليعة النهضة الحضارية
فرح المواعيد
الأديبة كلود ناصيف حرب تكرم الأديب د. جميل ميلاد الدويهي في عدة ألقاب واكثرها التواضع وأجملها العميد
9 تموز 2022
مساء الخير
فرح المواعيد، واللقاء مع بستان الإبداع و"أفكار اغترابيّة". وكل الشكر والمحبة لعميد الأدب المهجريّ، العبقريّ اللبق من بلادي. رائد النهضة الاغترابية الثانية. ومش غريبه يلقبوك كبار الأكاديميين والأدباء في العالم بسيّد الإبداع المهجريّ، وسيّد الأفكار، والأديب القدموسي، وخليفة سعيد عقل، وحامل قنديل ديوجين، والأديب القدير، وكاهن الروح، وفيلسوف العصر، وجبران الجديد، وجبران الثاني، والظاهرة الثقافيّة، والأديب الموسوعيّ، ورائد الفكر المهجريّ، ورجل في عدّة رجال، وأديب في عدّة أدباء، والدويهي المتفرّد والطليق في غير سرب، وأمير الروح المتجلّية في أدب هو من البَدع. وعشرات الألقاب والألقاب. ولكن إنت ما بيهمّك إلاّ الإبداع المتفرّد والمتميّز اللي بيعبّر حقيقه عن نهضة اغترابيّة فاعله. وكتبك اللي عرضتها بمهرجانك الأخير أكبر دليل على تضحيات إلى بعد الحدود. وأنا قلت مرّة إنّو عندما يكون الآخرون في حانة فولتير بتسكب من حبرك عا الليل تا يصير نهار. جميل الدويهي حامل مشعل الأدب في أستراليا، فيك بتعتزّ الجالية ولبنان، وأجمل شي فيك إنّك مترفّع عن كلّ غاية. ومتواضع حتى تقول: الله هو الشاعر وأنا منتحل صفة
من بستان الإبداع إلك ولأفكارك الاغترابية كل المحبة والتقدير، وكتاب حروف لا تموت هوي من سلسلة كتب صدرت لي برعايتك. وبتقول هيدا من فضل الرب علينا. لأنّك أمير الوفاء والعطاء
لو شكرتك كل عمري ما بقدر أوفيك تعبك. الرب يحميك ويحمي أفكارك الغالية
محبتي
كلود ناصيف حرب
القاضي بسّام وهبه رعيدي يكتب
هذا الرَّجل، رجل العطاء والوطنية والوفاء: جميل ميلاد الدويهي
16 حزيران 2020
الدويهي سفيرنا إلى مجاني الأدب السَّاقي ومَنائر الفِكر الراقي.. أديبٌ إهدنيٌّ، لبنانيٌّ، عربيٌّ، عالميٌّ، عَشِقَ الجَمال وتاهَ في الدَّلال وتَيَّمه الحب فكان أن قطفَ زهرةً مريميَّةً رُعَيديَّةً تنُورينيَّةً رواها محبَّةً وزادها عِطرًا وبنى معها عِشَّه الزوجي بين ذُرَى لبنان وسُهوب أستراليا وسُهولها، حتى أطراف العالم
الدكتور جميل الدويهي يَغرف الجمال من دوحة الموهبة والثقافة ويقرضُ الشعر بالطبع والطبيعة ويرميه علينا، بل على المسكونة، باقاتٍ باقات، فكرًا وأدبًا، شعرًا ونثرًا، مزيدًا ومنقحًا، فُنُونًا مُلوَّنةً وفَنًّا مبدِعًا، مشغولاً غير منقول. إنه دواءٌ جميلٌ دُوَيهِيٌّ يشفينا من كل داءٍ بِكلمة، بِفِكرة، بِصُورة، بعِبارة، بلَمعة، بأصالة، بوطنية لبنانية، بِهُوية مشرقية، بانتماءٍ عُرُوبي، بعَولمةٍ عالمية عصرية تملأ الدنيا وتشغل الناس، مشاعر وإحساس حتى الوسواس
جميل الدويهي، لكَ مِنَّا كل المودة والتقدير والإحترام، ونتمنى لك كل التوفيق والنجاح وأن يبقى صوتك والصَّدى.. صادِحًا عا طول المدى.
أُقَدِّرُ الرِّجال.. الرِّجال
أعشَق جُنونَهم وعواصِف مغامراتهم
أَهوَى لفحةَ صقيع رياح الشمال تُوَرِّدُ خُدُودهم
جميل الدويهي، مِنَ الرِّجااااال الذين إذا ذُكِرَتْ أَسماؤهم تقوم وتمشي على بُطُونها الجبال
مع أطيب التمنيات: القاضي بسام وهبه رعيدي
من سيدة الحنين، الأديبة كلود ناصيف حرب إلى جميل الدويهي، عن الرواية والنهضة الاغترابية الثانية
أتابع رواياتك الاربع بإعجاب ودهشة. تنقلت بين طائر الهامة، رائعة السلام والتسامح، والذئب البحيرة قمة الانسانية، والابحار الى حافة الزمن ذات الطابع الاسترالي، وحدث في ايام الجوع التي تواكب فيها ما يحدث في الوطن لبنان من فقر وجوع ومعاناة. واسجل لمحات من ادب مهجري رفيع، يعود بنا الى حركة المهجريبن الأوائل في اميركا الشمالية. فعلا تستحق اديبنا الكبير كل ما اطلق عليك من القاب، هي صفات فعلية تترجمها اعمالك الراقية والمتعددة بشكل غريب لا يحققه الا عبقري لبق، وعميد كبير، ورائد نهضة اغترابية ثانية من أستراليا البعيدة. وان اكثر من ٣٦ كتابا وضعتها على الطاولة تقطع الشك باليقين . وكتابي الثالث عنك ايها الجميل هو اضافة واقل الواجب ممن يقدرون الادب ويكافئون الاديب القدير على عطائه
من الدكتور الصديق جوزاف ياغي الجميل إلى جميل الدويهي والنهضة الاغترابية الثانية
عميق شكرنا ...رائعة محبتكم
ويتجدّد اللقاء، وتبحر سفينة المصطفى، إلى مدينة العطاء
بين لبنان وسيدني حوارات، حوارات قلب وعقل وضمير
حوارات فكر يحاول الغوص على المحار
وما أكثر الدرر
إنما أنا عبد بطّال؛ فالحصاد كثير والمشاغل كثيرة
حصاد قامة فكرية إبداعية تسامقت عموديا وأفقيا، خطّت بأحرف من نور اسمًا خالدًا، في صفحات الإبداع النوراني العرفاني
إنها جميل ميلاد الدويهي. وكفى
اسم غنيّ عن الألقاب والتشريفات والصفات
ومن لا يعرف الجَميل في عطائه، في أدبه الراقي سننَ المجد، وٱيات الفخر
وتسألون من الجميل؟
وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه
الحب يعرِفُ من أنكَرْتَ وَالقلم
وليسامحنا الفرزدق على تغيير بيته إكراما للأرزة الدويهية التي رائدها اثنان: الحب والقلم
أن تبدع فهذا معناه أن تحبّ؛ لأن لا إبداع بلا حب
أما القلم فهو الريشة التي يغمّسها المبدع في دواة حبه والمعاناة. ريشة عطاء تضيء في القارئ جذوة لا تنطفئ شعلتها. تقرأ كتابات الدويهي فلا تملك إلا أن تنادمها بكأس الشكر والوفاء
هي ريشة طائر يخرج من رماد أحقاد الحسّاد والناقمين. طائر يهزأ بالصغائر ، لا يقنع بما دون النجوم، على حد تعبير المتنبي. نجومه الحنين إلى مدينة فاضلة، أساساتها القيم والعطاء والسلام الداخلي
الكتابة عن جميل ميلاد الدويهي غوص في أعماق تجربة السباحة في أثير حلقة صوفية لا تدرك مقاماتها والأبعاد
وتحاول في مقالات محدودة أن تسبر غور المحيط. يفاجئك تنوّع غنيّ لا تستطيع وصفه. شعرٌ جواداه الفلسفة والحنين. قصةٌ جناحاها الفكر والروح. فلسفةٌ عمادها النور والإنسان. وتسأل من جديد: أفيلسوف هو أم شاعر، أو روائي؟ شاعر الفلاسفة هو أم فيلسوف الشعر والقصة والمقالة؟
ما أكثر ما كتب عن الدويهي، وما أقله
هو المحيط تغرف منه براحتيك لتملأ حفرة صغيرة، على شاطئ
هو القلب المحبّ الذي كلما أخذت منه يفيض عطاؤه والإلهام
بين حوارات دبّجها قلم إعجابي بأرزة لبنان، على الضفة الأخرى، وكتاباتِِ تدرس النثر الدويهي وأثره في النهضة الاغترابية الثانية، محاولات شكر لرائد من رواد الثورة الفكرية اللبنانية، بل الثروة الاغترابية، الجندي المجهول في معركة استعادة لبنان دوره الحضاري
كتابان تحملهما سفينة تبحر نحو أرض حاصرتها الأنانيات، وضيّق عليها الجشع والفساد، وسادت في جنباتها سياسة حفاري القبور
سفينة تحمل الحرف القدموسي عائدًا إلى مسقط رأسه، كي يعيد إحياء أبجدية الحب والقيم
ميرنا ريمون شويري، شكرا لميرون دراستك يُعمَّد به الإبحار في محيط الإبداع الدويهي. شكرا لإضاءاتك على من أضاء سيدني والعالم بحروف من نور لا تنطفئ شعلتها بهمّة الأوفياء
وفيّة أنت أيتها الفارسة على صهوة القلم، إلى جانب كوكبة من الملهمين المدركين حقيقة الرسالة الدويهية المبدعة. كوكبة أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مريم رعيدي الدويهي، وكلود ناصيف حرب، وأوجيني عبود الحايك، ونبيل عودة، وفواز محفوض، وسليمان يوسف ابراهيم، وعماد يونس فغالي، وإلهام سلطان، ورانيا مرعي، وندى فريد، وميشال دمعه.... وغيرهم مما يضيق المقام بذكرهم. كوكبة لا أذكر من ألقاب أعضائها سوى لقب المحبة لإنسان أعطى لبنان من قلبه وعقله الكثير، كي يشهدوا، من خلاله، للحق، وللفكر الإشراقي الرائد
جميل ميلاد الدويهي، كم كنا نتمنّى أن تكون أنت، إلى جانب الكتابين، في سفينة العودة، إلى أورفليس الوطن! لك منا كل الشكر والتقدير وأسمى ٱيات الوفاء
د. جوزاف ياغي الجميل
1 تموز 2022
كتب الشاعر فواز محفوض عن الإحتفالية الخامسة للأدب الراقي وعالم يجمع الحقيقة والخيال
27 حزيران 2022
كتبت الكثير وأحرص أن لا أكون كتبت قليلاً لوصف هذه التظاهرة الإحتفالية الثقافية الأدبية الشعرية المنظمة والرائدة على مستوى
استراليا عموماً، وخاصة سدني... حفل تكريم عام لأدباء وشعراء وكتاب
برعاية الدكتور الأديب الإعلامي والشاعر عميد أدب المهجر، جميل ميلاد الدويهي المحترم ومشروع أفكار اغترابية للأدب الراقي، مع الأديبة مريم الرعيدي الدويهي (المريمية) المحترمة، والأديبة الإعلامية شاعرة بستان الإبداع كلود ناصيف حرب المحترمة
بهيبة كبيرة من المشاركين والمدعوين، مؤسسات وفعاليات وجمعيات من الجاليات العربية والمغتربين والشعراء والأدباء المكرمين في هذا الحفل من استراليا ومن خارجها الذين زينت كتاباتهم صفحات افكار إغترابية، ونقاد وكتّاب وإعلاميين... ليس من السهل ذكر أسماء الجميع، غير انني كنت من المكرمين في هذه الأمسية وغيرها من الأمسيات. وبالمناسبة نفسها كان لي أيضاً شرف استلام الميدالية الذهبية لجائزة جميل الدويهي للعام / ٢٠٢٢ / ودرع الإبداع الثقافي، وذلك باسم الأديبة الإعلامية والشاعرة الأستاذة السيدة إلهام سلطان الموقرة
كانت لحظات سعيدة مفرحة ومصورة. مبارك للأخت العزيزة إلهام سلطان وكان تكريمها بمثابة تكريمي وتكريم كل السوريين
ومع جمال تلك الأمسية الفنية والثقافية، نتوجه بالتحية والشكر
الكبير للدكتور الأديب جميل الدويهي وكل أسرة افكار إغترابية وكل من ساعد وشارك في تنظيم وإنجاح هذا الحفل الأدبي الرائع المميز والذي قدم فيه الدكتور جميل الدويهي / ٧ / سبعة كتب مجانية هدية لجميع الحضور من إنتاجه الأدبي، لتشجيع القراء من دواوين وشعر وقصص وبلاغة
حدثٌ قلّ مثيله... تقدمة مجانية لكل الحضور والمدعوين. وكان كماً هائلاً موزعاً على عدد من الطاولات. وحسب تقديري يزيد عدد المجموع للكتب المخصصة أكثر من ألف كتاب ويحق لكل
زائر سبعة كتب. وكان نصيبنا / ٧ / كتب متنوعة، بالإضافة الى الكوكتيل، والحلويات العربية بأنواع متعددة والمشروبات
شكراً دكتور جميل الدويهي عميد الأدب المهجري
والشكر لجميعكم
تهنئة من الشاعر أنطوان أبو جودة إلى الأديب د. جميل الدويهي والأديبة كلود ناصيف حرب، بعد تقليد درع "عميد الأدب المهجري - العبقري اللبق رائد النهضة الاغترابية الثانية" إلى الدويهي بناء على مقارنة
27 حزيران 2022
أحر التهاني للدكتور جميل الدويهي العظيم في مناقبيته قبل قلمه وأدبه ونتاجه الفكري الابداعي الخلاق الرائد والغزير
الذي وسم به حقبة مشرقة على مدى عقود طويلة من العطاء المتواصل في خدمة رسالة الفكر ووجه لبنان الحضاري النقي البهي في بلاد الاغتراب
انه لقب مستحق بكل جدارة لمن حقق هذه اللائحة العظيمة من الانجازات الفكرية و الشعرية والادبية المرفقة مع بيان اختيار الدكتور الدويهي لحمل هذا اللقب
أحر التهاني والتقدير ايضا للعظيمة كلود ناصيف حرب ورفاقها في منتدى "بستان الابداع" على هذا النشاط الرائد في بلاد الاغتراب وهذه اللفتة الكريمة تجاه من حمل لبنان في قلبه وروحه وفكره، وللتجرد الواضح في عملية الاختيار وللموضوعية والتعليل المرفق ولسرد الانجازات العظيمة للدكتور المكرم مع قرار إطلاق اللقب عليه
أثبتوا ايها الاحباء في رسالتكم و في الحفاظ وتظهير الوجه الحضاري الراقي لوطن الأرز ولنؤمن معا بأن الغيمة السوداء ستزول كما على مر التاريخ ويبقى الفكر والابداع سمة اهل هذه الجنة السماوية
بارككم الله وسدد خطاكم وأقبلوا منا كل محبة ودعم واحترام
مجلّة "كواليس" تبارك للشاعرة رانية مرعي
حصولها على جائزة الأديب جميل الدويهي “أفكار إغترابية” للعام 2022
من سيدني – أستراليا
26 حزيران 2022
بفرحة لا توصف واعتزاز كبير تلقينا في موقع مجلة "كواليس" حصول زميلتنا الرائعة الشاعرة رانية مرعي على جائزة الأديب جميل الدويهي "أفكار إغترابية" للعام 2022 من سيدني – استراليا والتي تُقدٌم إلى عشرة مبدعين وأكاديميين
ألف الف الف مبرووك للشاعرة المبدعة رانية مرعي وإلى المزيد من التألق في عالم الشعر الذي تحلق نجمة مشعة في فضاءات الثقافة والادب واللغة الراقية الانيقة الهادفة
وقد علقت الشاعرة رانية مرعي قائلة
بكل فخر وسعادة تلقيت خبر حصولي على جائزة الأديب جميل الدويهي ” أفكار اغترابية ” للعام 2022 من سيدني – استراليا والتي تُقدّم إلى عشرة مبدعين وأكاديميين
أشكر ثقتكم الغالية ودمتم بهذا العطاء الفريد
وقبل تسلّم الجائزة، كتب الأديب د. جميل الدويهي على صفحته
أميرة الورد، وغادة القصيدة ذات الأبعاد العميقة. من رائدات قصيدة النثر التي تقول وتدلّ، ولا تغرق في الغموض والتعمية
طريقتها في الكتابة يؤسس عليها لبناء شعر حديث، يمكن أن تكون له ضوابط ومعايير، في مناخ من التفلّت اللغوي والمعنوي الذي يحيط بالحداثة من كل جانب
"بلا عنوان "ليس عنوان الشاعرة رانيا مرعي، فهي تعرف العناوين، ونحن نعرف أين تقيم في قلوبنا، و"خطى من ياسمين" تخطو في صباحاتها، وصباحاتنا، ولو كنا في البعيد البعيد عن ياسمين الشرفات الأنيقة
شكراً لك شاعرتنا الجميلة، لأنّنا نحبّ الشعر الذي تكتبينه، ونرتوي من مائه العذب في ظمأ العصر والأوان. وألف مبروك جائزة "أفكار اغترابية" تعلقينها على صدرك أيقونة من عبير ومحبّة
من الدكتور الكبير جوزاف ياغي الجميل الى احتفالية الادب الراقي الخامسة
جميل الدويهي...شكرا
* هي الرابطة القلمية تتجدد
*فيك التقى جبرانُ النبيِّ، ومردادُ نعيمةَ، وبساطُ ريح المعلوفِ، وثلج حنين أيوب، وصخرةُ المعلوف الأمين
*مرادي أن أراكم، في مصاف قدموس وديوجين. بكم غبطتي الكبرى، والأمل. فارفعوا الكأس عاليا، ولننادم الإبداع
شكرا أديبنا الغالي الدكتور جميل ميلاد الدويهي
شكرا لٱفاقِ ثقافةِِ مشبعة بالحنين، مرصّعة بأحلام السنين، تفيض علينا، من خلف ضفاف الشوق والحب والعطاء بٱيات الياسمين
والشكر موصول لمن استلم الجائزة عني، الصديق الغالي على القلب، الإعلامي الكبير، بادرو حجّة، له مني كل التقدير والامتنان
هي الجائزة الأولى، والمكرَّم بها أَولى، في صحوة الحبر الثمين
مبارك لكل من نال جائزة الأفكار؛ والفكر عطر النقاء
هي الرابطة القلمية تتجدد، تنبعث من رماد احتراقها، أشواقها، إشراقها الجنين
جميل الدويهي، عميق شكرنا لكم، وأنتم الأرزة الإهدنية، على الضفة الأخرى للوطن. جذورها الإيمان، رائدها الثقافة الوثقى، وأقلام النبيّين
كيف نشكرك؟ بأي لسان؟
أيها الناسك المصلي، في معبد الإنسان، لك منا أصدق ٱيات الوفاء
أبجدية الثقافة تشتاق إلى عرشك السعيد
عرزال العطاء في شوق إليك، من البعيد
ويزهر البوح، في كل عيد مجيد
فيك التقى جبرانُ النبيِّ، ومردادُ نعيمةَ، وبساطُ ريح المعلوفِ، وثلج حنين أيوب، وصخرةُ المعلوف الأمين...ولما تنته المقارنة؛ ففي القلب غلال ، وفي العقل بيادر من فتون
أفكارك اغترابية؟ لا
إنها الأرزة، في صميم العلم
أرزة في شموخها والتواضع، وفي فعل الفداء
يحضرني في هذا المقام كلام للشاعر اللبناني الخالد سعيد عقل، يقول فيه مخاطبا الله
مرادك تشوفن ولولا شوي بمقامك... كاسك يا ربي اسمع شعري اسمع
وإخالك تقول لنا، نحن المكرَّمين بجائزتك الغالية
مرادي أن أراكم، في مصاف قدموس وديوجين. بكم غبطتي الكبرى، والأمل. فارفعوا الكأس عاليا، ولننادم الإبداع، حتى الثمالة
25 حزيران 2022
من الاستاذة إلهام سلطان إلى احتفالية الأدب الراقي الخامسة
25 حزيران 2022
شكرا من القلب د. جميل ميلاد الدويهي على هذا التكريم الذي يعتبر بالنسبه لي ميلادا جديدا لانه اضاف لنا الكثير الكثير
شكرا لهذة البسمة التي نورت ارواحنا... وتكريمك وتقديرك لكل كلمة كتبت
فانت ايقونة الانسانية والعلم والادب والحضارة
ستبقى في ذاكرتنا شمساً لا تغيب
بوركت جهودك الوضاءة انت وكل كادر العمل لكل هذا التنظيم والترتيب والدقة
والشكر الكبير للأميرة السيدة الشاعرة كلود ناصيف حرب على كلماتها التي اضافت عطراً على عطر... وكل بهاء لهذا الحفل المميز
^^^
زكيّة نكد تكتب من وحي
"سرقوا الثوب الذي أحبّه"
لجميل الدويهي
دَعِ القلبَ نائماً
وعقلي في حالةِ اغتراب
عن عالمٍ يسودُه الموتُ الأحقادْ
دع حبَّنا يرقدُ في عيْنَيّ
واترك لي قبلةً خلف البابْ
فالحب يا سيّدي ضحية
و الشَّرُّ بات دينًا للعبادْ
دعني غارِقةً
في أحلاميَ الوَردية
أطوف أعماقَكَ سرًّا
أمَشِّطُ خُصَلَك الفضّية
وأنفض عن عالمي الرَّمادْ
رمادَ كُرهٍ وضَغينة
سارقي الأحلامِ و الحُسّادْ...
دَعِ القلبَ نائماً
وعَقلي في أمره مغلوبْ
فالحب يا سيدي جريمة
في عيون قاتلي القلوب
أفواههم تقدس النميمة
تُرَقِّعُ الهفوات والرَّذيلة
و تعلن على العشّاق حروبْ
فأي حرب تخوضُها فتاتُك اليتيمة
وأي دربٍ تسلُك بين الدّروبْ؟
طريقي في الأحلام أمينة
فما من قلب يا سيّدي في حُبِّهِ
يسلمُ بينَ القلوبْ!
16 تموز 2017
لحظات قرمزية ... إلهام سلطان - سوريا 19 حزيران 2019
على جنح حمامة بيضاء ، على هدب غيمة زرقاء، وعلى بساط الريح السندسي، من هناك من بلاد الضباب من سدني باستراليا، وسط حفل تكريمي مميز ،بحضور راق ونوعي كان حفل التكريم وصلنا تنظيمه وجماله وتألقه بكلمات وردية
كنا معكم لحظه بلحظة
فانتم بناة الانسانية والفكر، والانسان، والابداع والرقي ، معكم بمشروعكم (أفكار اغترابية للادب الراقي) للدكتور جميل ميلاد الدويهي للأدب الراقي
معكم دائما وبكم نكبر ونرتقي ونسمو
أشكر رائد وعميد مشروع أفكار اغترابية للأدب الراقي على تكريمي في سيدني باستراليا بمنحي وسام وشهادةتقدير فقد كانت نبضات قلبي معكم وعدذراً لعدم تمكني من الحضور، وكنت حاضرة بوجداني وفرحتى الكبيره لهذه اللحظة الهامة في حياتي كما أشكر الصديق السوري
الأديب والشاعر فواز محفوض لاستلام الدرع وشهادة
التقدير بحضوره المميز و الراقي
وأهدي هذه شهادة التكريم والوسام لبلدي سورية الجريح ولكل شهيد روى بدمائه الطاهرة أرض سورية الحبيبة ولكل شهيد حي، فهم المعنى الحقيقي لوجودنا في هذه الحياة ، ولجيشنا العظيم عنوان عزتنا وكرامتنا
ودمت د جميل ميلاد الدويهي عميد أدب الاغتراب للأدب الراقي، بعد جبران خليل جبران وميخايل نعيمة
دمت أيقونة الانسانية وحامل راية الحضارة والابداع
وجميع منظمي الحفل لانه كان على درجه عالية من الدقة والتنظيم
دمتم ودام قاسيون وأرز لبنان بمجد وشموخ
رغم العواصف والاعصار ورغم الحرب والدمار
وسيولدان من جديد بشكل أجمل وأبهى وأقوى
وهذه مقتطفات من الرسالة التي بعثها لي الشاعر فواز محفوض الذي كان لي شرف ان يستلم جائزتي
برعاية الدكتور اللأديب الشاعر والإعلامي جميل ميلاد الدويهي المحترم
ومع تكريم الأدباء والشعراء تم تكريم الأستاذة الإعلامية الأكاديمية السورية الموقرة الهام سلطان
قامة ثقافية وفكرية من بلدي الحبيبة سورية المنتصرة
وكان هذا التكريم في المركز الثقافي للجالية العربية ضاحية كلفرد سدني
أستراليا، وكنا سعداء بهذا التكريم
وكأنه تكريم لجميع السوريين
وأعلنت الأديبة السيدة إلهام سلطان بأنها تهدي هذا التكريم لأرواح شهداء سورية الحبية ورحمة لأرواح شهدائنا الأبرار
اخت الهام ان تكريمكِ عندي
بمثل تكريمي وللصدفة كان
بنفس اليوم افرحني كثيراً أن
اقوم بهذ الواجب وانني مستعد
لأية خدمة وستصلك هديتك
عند زيارتي لسورية ولكِ ولأسرتك والصديقة العزيزة الأخت ليلى رزوق
أعز السلام
الإعلامي روبير فرنجيه يكتب
20 حزيران 2022
لم أستطع أ ن اتسلمها بنفسي لكن الكل في احتفال الادب الراقي كان يمثلني في سدني كما أمثله في لبنان
في كل اتصال بيننا يخاطبني بابن العم تحبباً وخوشبوشية
الاديب الدكتور جميل الدويهي الذي أجمع الحضور على وصفه بعميد الادب المهجري
أشكرك يا صديق الشعراء والمؤلفين والكتاب وليتني استطعت تسلم جائزتي بنفسي، لكن من المؤكد ان تسلم الناشط السياسي خليل طرطق الجائزة نيابة عني أسعدني كثيراً فنحن نلتقي في حزب أسعد السبعلي
الصديق سركيس كرم نقلني بصوره وصوته وتغطيته الى منبر الاحتفال أصغي لكلمات الاعلامية كلود ناصيف حرب
التي قدمتني بحب وتقدير أتشاطره معها
شكراً لمهرجان أفكار اغترابية للادب الراقي فميداليته ايقونة تقدير ولوحته درع محبة
كلمة شكر من البروفسور رياض
عثمان
19 حزيران 2022
شكرا من القلب لعميد الادب المهجري وافكار اغترابية على تكريمي في سيدني بمنحي وسام الادب الاغترابي الراقي، فقد كان قلبي معكم وكنت حاضرا بوجدي ووجداني لتعذر حضوري من لبنان إلى سدني استراليا ، ولا يسعني إلا أن أشكر الدكتور سعيد لاغا والاخ عدنان احمد لاغا اللذين مثلاني، لاستلام الدرع وشهادة التقدير بحضورهما البهي واللذين أبديا غاية الاعجاب بالتنظيم والتكريم وحسن الوفادة والشعور بالاعتزاز بهذه النهضة الرائدة الحديثة
دكتور جميل دمت بهذه الهمة
علما رائدا من بلادي
^^^
كيف ينامُ الدمعُِ
وبين الجفونِ لهيبٌِ ونارْ
وحولٓ الطريقِ صقيعٌ
.يلفُ القلوبْ
أيا طفلتي
بحثتِ وراءَ البابِ
عن بابٍ
يقودُ إلى حارةٍ
إلى ذكريات
وجدتِ بقايا دميةٍ
.حذاء وثوب قديمْ
هل تذكرين
فستانكِ الزّهريِّ
بلونِِ الشَفَق
كم كانَ يرقصُ حينَ
يلامسُ هذا الجسد
وكنتِ معه
.آيةٌ في الفرحْ
أيا طفلتي
هل تذكرين
كيفَ كبرنا معاً
...ما زلت ابحثُ منذ الغياب
عن يدي
وأذكرِ آخر مرّة رأيتها
كانت مُمسِكة
.بيدِكْ
أعيدي إليّ طريقي وهاتي
نورك يلغي ظلامَ السنين
يا أيها الفجر الذي
.سيولد عمري الجديدُ معه
هذا اشتياقي رسولٌ إليكِ
ففُضّي الجوابَ
فيه حنين وشوقٌ وليلْ
وفيهِ إليكِ
.ألوفَ القُبَلْ
16 تموز 2017
من كلود ناصيف حرب وسايمون مارون حرب إلى الاديب د. جميل ميلاد الدويهي، لحظة تكريم وتقدير لشخصه الكريم
لقب عميد أدب المهجر من بستان الابداع. رفقة العمر، وعربون محبة دائمة من سايمون وكلود، وتكريم مستحق لباعث نهضة اغترابية فاعلة. من بستان الابداع كل محبة وعرفان لأمير الابداع الذي واكب مسيرتي الأدبية وغمرها بالمحبة والتقدير والاحترام. معا إلى كل خير وفضيلة، وإلى اللقاء في احتفاليات اخرى، مع المحبين والطيبين. ألف مبروك كل نجاح وعطاء وفرح من بستان الإبداع
^^^
الراحل فضل عبدالحي يكتب
من وحي في معبد الروح
لجميل الدويهي
من وحي كتاب "في معبد الروح" للأديب الشاعر الدكتور جميل الدويهي المبدع
سأجعل الحكمة لساني وأجعل المحبة سيفي فأصبح من نشوة السعادة سكراناً
عندما اكتشفت الخير في نفسي كرهت نفسي الماضية وعلمت بأن التسامح قنديل المعرفة
عندما تعرفت على الحب وُلدت من جديد ولكن ولادتي الجديدة تعذبت فيها كثيراً، كما المرأة تتعذب بالولادة ولكن عندما يضعون مولودها بين يديها تنسى العذاب وتعلم بأن سعادتها أتت من عذابها بالمخاض
عندما خلعت رداء الكراهية ولبست رداء السلام أصبح جميع الناس أهلي، وعلمت بأن السلام الذي أعطيه للناس هو الذي يشعرني بالسعادة، وأصبحت أأخذ ما يفيدني من الماضي وأنا أخطو الى المستقبل، واصبح المعلوم عندي هو الذي جعلني أقتحم المجهول، وعلمت بأن الناس يختلفون لأن الضعف يمتلك نفوسهم
تعلمت بأن أعترف بأخطائي لأنني كلما أصلحت خطأ بنفسي أجد خطأ آخر، فأنشغلت بأخطائي عن أخطاء الآخرين
وعلمت بأن المحبة موجودة في كل مكان أذهب اليه، وعندما أهاجر لا أحزن لأني بكل مكان أنزل فيه أجد فيه أهلاً وأقارب لأنني بالمحبة متسلح، ومن يتسلح بالمحبة في أية بلد ينزل فيها تصبح وطنه، والبلد الذي أجد فيه المحبة والسلام هو وطني، بل إن الكره الأرضية وطننا وعلينا أن لا تتعصب لأي وطن
وعلمت بأن المحبة تعطي ولا تأخذ، فمن قلبه مملوء بالسعادة اصبحت المحبّة عشيقته بل أصبح هو المحبة ذاتها لأن من يتكلم عن المحبة فإنه هو المحبة
وتعلمت بأنّ من فعل معي الشر فانه فعله لنفسه اولاً ثم فعله لي، فكم هو في وحدته تعيس شرير، والمحبة لا ولن تعرف طريقها الى قلبه، والشرير يجب ان يحاسب نفسه لأنه جعل الشر ينتصر على الخير في نفسه
وعلمت بأن الخير والشر يتعانقان كما تتعانق الوردة والهواء، وما أعظم الانسان الذي كثر خيره وقتل الشر في نفسه
وتعلمت بأن أحب الحياة والموت لأنهما واحد، وبدلاً من أهرب من الموت وهو يلاحقني أصبحت انا الاحقه وهو يهرب مني، فانتصرت حتى على الموت، وبدلا من ان كنت له كارهاً اصبحت له محباً، وبدلا من ان يكون عدوي جعلته صديقاً
وقبل او اودع هذه الكره الأرضية سأتمتع بها حتى أسكر من رحيقها فأموت سعيداً بدلاً من ان أموت حزيناً، وكما سُعدت بحياتي سأسعد بمماتي
11 أيلول 2015
^^^
فضل عبد الحي يستوحي مرة أخرى
من "في معبد الروح"
4 حزيران 2015
سامحكم الله أيّها الأحبة الجاهلون!
(د. جميل الدويهي)
- انني لأطرب لهذا الكلام من كتاب "في معبد الروح" للأديب الدكتور جميل الدويهي.
هكذا يتكلم الادباء، لا ان نشتم بعضنا بعضاً.
افلاطون: "ليس الأديب بكثرة العلم بل ان يكون الأديب مُعرّى من الشتائم".
السيد المسيح: "من قال لاخيه يا غبي، فقد زنى" - أحبوا اعداءكم قال لنا، واذا احببت عدواً يدعونني غبياً، كيف هذا؟
- قرأت حكمة: الحاسد يحسدك بدون ان يعلم، فيجب ان نشكره لانه يمدحنا ولكنه لا يعلم ويظن بأنه يهاجمنا. فشكراً لك وسامحك الله ايها الحاسد المحب الجاهل.
ثم قرأت: ان الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر، فشكراً لك ايها الفاجر لانني منك علمت بأنني مؤمن، والمؤمن لا يشتم فليسامحك الله ايها الفاجر المحب.
- ثم قرأت: تريد ان تهدي من أضله الله، ان الله الذي أضله، فلماذا اريد ان اهدي من اضله الله، فليسامحك الله وشكراً لك ايها الضال لانني منك عرفت بانني مهتدٍ.
- ثم قرأت: هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن، الكافر... الله الذي خلقه كافراً فكيف اهديه، حسابه عند الله يعذبه او يغفر له، نحن جميعنا عيال وابناء الله، فليسامحك الله ويسامحني ايها المحب الكافر، ان الله دعاه كافراًً ولكنه بالنسبة لي من خلق الله، فابداً ولا ولن ادعوه كافراً.
- تكذبني الحديث، اصدقك الحديث، فمن صدقي لك انا سعيد ومن كذبك لي انت حزين، ثم تسأل لماذا انت حزين؟ بكذبك في البداية تكون فرحاً ولكن بعده يجيء الحزن، وتقول: هكذا اراد الله، لا... هكذا انت اردت اما الله فيحب الصادقين.
واذا كان الله قد خلقك كاذباً، فشكراً لله لانه من كذبك تعلمت الصدق، فشكراً لك وليسامحك الله ايها المحب الكاذب ويسامحني، من قال انه لا يكذب قل له: هذه كذبة.
- تهاجمني اشفق عليك لان الضعف يمتلك قلبك، فلا يهاجم الا الضعيف.
- قرأت مقاله: من قال انه يستطيع ان يحرر المرأة فهو مخطئ، ثم قرأت لنيتشه في كتابه هكذا تكلم زاردشت: لا يحرر المرأة إلا من تكاملت الرجولية فيه، وتسترجل النساء عندما تخف الرجولية بالرجال، فمن هو المخطئ يا ترى؟ لا يوجد خطأ أو صح لان الصح اتى من الخطأ والخطأ اتى من الصح، لو لم يوجد صح لما وجد الخطأ ولم لم يوجد الخطأ لما وجد الصح. فالمخطئ على صواب، والذي على صواب هو مخطئ، فكيف هذا؟
- جيشان يتحاربان وكل واحد منهما يدعو الآخر بالعدو، فأيهما العدو يا ترى؟
اننا اعداء لانفسنا، في البدء نكره انفسنا ثم نكره الآخرين، انني عدو لنفسي لذلك انت عدوي. اذا احببت عدوي فانا المحب وعدوي يكرهني فهو الكاره المتألم.
- السارق يريد ان يعلمك السرقة لانه يحبك، والكاذب يريدك ان تكذب مثله لانه يحبك، فليسامحكم الله ايها الاحبة الجاهلون.
قرأت: ان الله لا يمحو السيئة بالسيئة بل يمحو السيئة بالحسنة، فاذا محوت السيئة بالحسنة قالوا عني: مجنون كيف هذا؟
ان الله هو الذي قال هذا فهل الله مجنون ام هم المجانين؟ فليسامحكم الله ايها المسيئون المحبون، يا محسن لما الاساءة؟ كفى المسيء فعله.
- قرأت مقالة وتوقيعها بكل محبة: كما يقول الجهلاء، "هون الجنة وهون النار".
اذا كان يوقع مقاله بكل محبة فكيف يشتمنا ويدعونا جهلاء؟ فأين المحبة؟ كيف هذا؟ فليسامحك الله ايها المؤمن المتعلم المحب الجاهل، وليسامحني ايضاً لاني ما زلت جاهلاً.
- قرأت مقالة قال فيها صاحبها: الجميع كاذبون، فعلمت بانه كاذب ولم اعد اقرأ له شيئاً لانه هو ايضاً من الجميع.
- قرأت مقالة يدافع فيها صاحبها عن شخص ويهاجم شخصاً آخر، فتذكرت الامام ابو حنيفه النعمان: الاختلاف رحمة، فاين الرحمة في الاختلاف؟ كيف نشتم ونهاجم؟ فهل الكتابة والادب فيهما شتائم، كيف هذا؟ إنه ادب، فلنتأدب ليدعونا الناس ادباء.
تذكرت افلاطون: "ان أهون الاشياء لائمة الجهال"، لأن الأديب لا يشتم ولا يهاجم ولا يعرف إلا المحبة.
فليسامحكم الله ايها الأحبة الجاهلون.
ندى عزّت يونس - الزعروريّة
تكتب من وحي نصّ لجميل الدويهي بعنوان "تحت المطر"
2 شباط 2021
نص جميل الدويهي: تحت المطر
قالت لي امرأة كانت تسير تحت المطر: هل تأخذُني من يدِي؟
تعجّبتُ من سؤالها، وقلت لها: لا أعرفك يا امرأة، ولا تعرفينني، فمن أين أتيتِ؟ ولماذا آخذ بيدِك؟
قالت: جئت من داخلك... من أفكارك، من رأسك الذي لا يتنجّر. ألا تقول إنّ رأسك من خشب؟ أنا الشجرة التي أطلعتك، والأرض التي ولدتك، والشمس التي لفحتك، والسماء التي ظلّلتك. فإذا طلبتُ منك شيئاً بسيطاً، تواجهني بكلام قاس، وتتجاهلني
قلت لها: اعذريني أيّتها السيّدة الجميلة، فقد يكون لك زوج، فإذا رآني أسير معك، غضبَ، وانفعل، وربّما سيضربني
ضحكتْ وقالت: تبّاً لأزواجي، وأنت أكثرهم وسامة. لقد تزوّجتك منذ أن خلق الله العالم وأنت لا تعرف، وسأتزوّجك في كلّ يوم... حتّى نهاية الزمان... وعندي منك أولاد كثيرون... قبيلة من الجنّ
انهمر المطر غزيراً في تلك اللحظة، فالتمعت مقلتا المرأة تحت كحلها الأسود، وهمست: أنظر إلى هذا المطر الذي يغمر الشارع... يكاد أن يصبح نهراً... فلعلّني لو أردت أن أذهب إلى الرصيف الآخر سأتعثّر وأسقط في الماء
قلت لها: ولعلّك أيضاً لا تتعثّرين وتسقطين. عندك فرصة للنجاة وأنت وحيدة، فلا تعتمدي عليّ، فليست عندي أيّةُ فرصة للخلاص
نظرتْ إليّ بتعجّبٍ، وقالت: أنت أوّلُ رجل تزوّجته يقول عن نفسه ما تقول... فالجميع كانوا يزعمون أمامي أنّهم أغنياء، ونبلاء، وعباقرة، ومغامرون، وأصحاب إرادة... ولا يسقطون لا في الصيف ولا في الشتاء
قلت لها بعجل: أنا أسقط في كلّ الفصول، في اليقظة والحلم... وبين السطور... وبين الثانية والأخرى أسقط مرّتين... أتعثّرُ بقرار إلهيّ... ولو أمسكتُك من يدِك، وعبرتُ معك هذا الشارع في الماء، فسأسقط وتسقطين معي، ويغرق هذا الثوب المخمليّ الأنيق الذي ترتدينه... لست خائفاً إلاّ على هذا الثوب... صدّقيني
رمقتْني المرأة شَزراً، وأخذتني من معصمِي بقوّة، لنسير معاً، وهي واثقة من ثباتي، وعنادي، وقدرتي على تخطّي الصعاب... وكم كانت خيبتها كبيرة عندما سقطْنا، وكان سقوطنا عظيماً
نص ندى عزّت يونس
كان بإمكانك أن تفصح لي عما في قلبك، وعن أصغر بنات أفكارك... عن حبك، عن جنونك... ظنونك... مخاوفك... مشاريعك القادمة
إنتصاراتك لا هزائمك... انتظارك في الشارع على ناصية الطريق، في ممر ضيق تحت المطر
اما سمعت الاديب الجميل ماذا قال؟
هل تأخذني من يدي؟
فمن أين أتيت.ِ ولماذا؟
ومن هي هذه المرأة الجميلة التي خاف منها؛ فقد يكون لها زوج، فإذا رآها تسير معه غضب وانفعل وربما ضربه؟
فكان منها الضحك، وقالت: تباََ لأزواجي. أنت أكثرهم وسامة... وفي هذه اللحظة إنهمر المطر
الله... ما اجمل عبير المطر
وانا لم أكتب في أوراقي عن باقي حكاياتي
هناك وددت لو أمتطي صهوه جوادي، وأسافر تحت رذاذ المطر، وأرقص بجنون في طبيعة حافية القدمين
هناك لن أكترث لأحد
هناك لن يهمني أحد
هناك سأرتدي ثوباََ من غزل الامطار
وسرعان ما أعود من رحلتي، لأشرب قهوتي بهدوء امام صورة احبها
وأشعل نيران مدفأتي، وأركن كطفل أدركه النعاس، قبل ان يبدأ المطر بالهطول
***
قال لها في عجل: انا أسقط في كل الفصول. في اليقظة والحلم... وبين السطور... وبين الثانية والأخرى أسقط مرتين... وتسقطين معي
هكذا تكون رحلتنا، انا وانت، تحت المطر
ندى عزت يونس
^^^
كلمة الشاعر حاتم جوعية - المغار الجليل
إلى مهرجان الأدب الراقي
9 تشرين الثاني 2015
أرسل الشاعر العربي الكبير الأستاذ حاتم جوعية كلمة إلى مهرجان الأدب المهجري الراقي "أمسية لا تفكري صار الهوى ذكرى" للشاعر والأديب المهجري الدكتور جميل الدويهي، هذا نصّها
يُسعدُنِي وَيُشَرِّفُنِي أن تكونَ لي كلمةٌ في هذا الحفل الذي أقيمَ لتكريم الأديبِ والشاعر الكبير المبدع الصديق الدكتور جميل الدويهي ..وكم كنتُ أتمنَّى أن أحضرَهذا الحفل التكريمي ولكن لأسبابٍ وظروفٍ عديدة لم أتمكَّن من المجيىء
لقد عرفتُ الدكتورَ جميل الدويهي في البدايةِ من خلال كتاباتِهِ وأشعاره الراقيةِ والرائعةِ المنشورة في المواقع المتعدِّدَة وأصبحَ التعارفُ بيننا ثمَّ المراسلات عبرَ البريد الألكتروني...وكان لي حَظٌّ وشرفٌ كبير أن يكتُبَ دراسَةً مطولة وينشرَهَا في صحيفة "المستقبل " لإحدى قصائدي الشعريَّة التي نالتْ إعجابَهُ . لقد وَجدتُ فيهِ الناقدَ المُتَمَكِّنَ والمُتَمَرِّسَ والقديرَ والموضوعي حيث يُحَلّلُ النّصَّ الأدبي الذي يتناولهُ تحليلا شاملا عميقا ملتزما وَمُغَطّيًا جميعَ النواحي والجوانب: الفنيَّة والجماليَّة والبلاغيَّة والفلسفيَّة والنفسيَّة فيعطي للنصَّ الأدبي حقه كاملا دونَ زيادةٍ أو نقصان
إنَّ للدكتور الدويهي أيادي بيضاء ولمسات ساطعة في كلِّ المجالات : الأدبيَّة والثقافيَّة والإعلاميَّة، وصحيفة المستقبل تغطي أخبارَ ونشاطات الجالية اللبنانيَّة والعربيّة في إستراليا:ثقافيًّا وأدبيًّا وفنيًّا واجتماعيًّا بالإضافةِ إلى موقعِهِ الألكتروني الجديد أفكار إغترابيَّة. فهو إنسان يستحقُّ كلَّ إحترام وتقدير وتبجيل لأجل جُهودِهِ الدَّؤُوبةِ والعظيمة والرائدة في نشرِ الثقافةِ والفكر والأدب الإبداعي الراقي في بلادِ الغربة،ومن هناك في إستراليا يستقطبُ الكثيرَ من الأقلام الإبداعيَّة من لبنان ومن سائر بلدان الوطن العربي . إنَّهُ يذكرنا بالأديبِ اللبناني العالمي"جبران خليل جبران " وبالرابطةِ القليميَّةِ التي كان لها دور طليعيٌّ رائد في مسيرةِ وتطوُّر الشعر والأدبِ العربي الحديث في المهجر وفي جميع الأقطار العربيَّة
في شعرهِ وكتاباتِهِ النثريَّة يُلخِّصُ الدويهي تجاربَ وإبداعات كبار الكتاب والشعراء ورجال الفكر العرب والعالميِّين، مثل : دانتي ونيتشه ، وجبران خليل جبران وشكسبير والمُتنبِّي ..إلخ . وكتابُهُ "في معبد الروح" نلمَسُ ونستشفُّ منهُ اللغة َ الجميلة َ العذبة َ الساحرة َ والمُترَعة َ بالمعاني الفلسفيَّة والمُسَربَلة والمُشِعَّة بالإيمانِ العميق بالخالق - جلت قدرتهُ - ونتذكرُ بشكل مباشر كتابَ "هكذا تكلّمَ زرادشت" للفيلسوف الألماني "فريدريك نيتشه " . ولكنْ هنالك فرق بين نيتشه والدويهي ..فالدكتور الدويهي يسعَى ويهدفُ في هذا الكتاب القيِّم وفي جميع كتاباتِهِ وأعمالِهِ إلى الحقيقةِ والعدالةِ الإجتماعيَّة والعدالة المثلى السَّماويَّة وللمحبَّة والسلام وتحقيق مشيئة وخطّة الربّ في النهايةِ على الأرض، مهما تعمَّق وتوغَّلَ في تحليلِهِ لقضايا الحياةِ والوجودِ والإنسانيَّة والأمور الفلسفيَّة والميتافيزيكيَة . فصبغة ُ الإيمان تبقى هي، في الأساس، السَّاطعة والمتألقة في كلِّ ما يكتبُ ..وهذا إنعكاسٌ لشخصيَّتِةِ ونفسيَّتِهِ وَمَعدَنِهِ النظيف والشَّريف..وهو مثلي مُتَأثَّرٌ بالأجواء المسيحيَّة وبالفكر والإيمان المسيح.. وشخصيَّة ُ كاهنِ المعبد في هذه القصَّة تنطبقُ على الدكتور جميل الدويهي الشَّاعر والفيلسوف والمفكِّر والإنسان الحكيم والمبدئي ، وقد تكونُ رمزا وتوظيفا لشَخصِيَّةِ السيد المسح عليه السلام الذي جاءَ لأجل خلاص البشر ( الخلاص الأبدي ) ولتحقيق العدالة الإجتماعيَّة ..وموضوع تحقيق العدالة يظهرُ بشكل واضح في قصَّتِهِ "طائر الهامَّة " التي كان لي الشرفُ في كتابةِ دراسةٍ عنها
وبالنسبةِ لمجالِ الشعرِ فقد كتبَ الدكتورُ الدويهي الكثيرَ من القصائد على جميعِ الأنماطِ والألوان .. كتبَ الشعرَ الكلاسيكي (العَمُودِي) وشعر التفعيلة والحديث وكتبَ الشعرَ العامِّي والزَّجَل وأبدَعَ إبداعا كبيرا في جميع هذه المجالات ، وخاصَّة في الشعر الكلاسيكي . فهو من أبرز شعراءِ المدرسةِ الكلاسيكيَّة الغنائيَّة ِالحديثة الآن في وقتِنا هذا إنَّ شعرَهُ قويُّ النّبرةِ وَمَتيِنُ السَّبكِ ويمتازُ بجزالةِ اللغةِ وبالعذوبةِ والجمالِ اللفظي وبالمعاني المكثفةِ والعميقةِ وبالتوظيفات الدَّلاليَّة المُسْتَوْحَاة والمُسْتمَدَّة من التاريخ والتراث والأساطير وغيرها... وبالصور والأستعاراتِ البلاغيَّةِ الجديدة ِ المبتكرةِ وبالنظرةِ الإنسانيَّة والفلسفيَّة الشُّموليَّة للحياةِ والوجود . ويدخلُ في أشعارهِ جميعها الكلاسيكيَّة وغيرها كلَّ التقنياتِ الجماليَّة والبلاغيَّة الحديثة...واليوم وللأسف الشديد فالقلائِلُ هم الذين يكتبونَ الشعرَ الموزون سواء الشعر الكلاسيكي أو شعر التفعيلة على إمتداد الوطن العربي وذلك لعدم معرفة الكثيرين بالأوزان الشعريَّة ولعدم قدرتهِم الشعريَّة واللغويَّة .. لأنَّ الشَّاعرَ الحقيقي المُبدع تظهرُ قدراتُهُ من خلال القصيدة ِ الكلاسيكيَّة الإبداعيَّة
إنَّ الدكتورَ جميل الدويهي واحدٌ من قلائل على امتدادِ الوطن العربي الذي توجدُ عندهُ النّبُوءَة ُ الشعريَّة... أي أنَّه ُ شاعرٌ من الفطرة ِ والولادةِ وموهبتهُ هي ربَّانيَّة .. وكما أنَّ ثقافتَهُ الواسعة والشاملة في شتّى المجالاتِ لعبت دورًا كبيرًا في صقلِ موهبتِهِ وأدواتِهِ الكتابيَّة ِ وفي سُموِّ وارتقاءِ مستوى كتاباتهِ الشعريَّه والنثريَّة إلى مستوى العالم العربي والعالمي
ونظرا لضيق الوقت في هذا الحفل فعليَّ الإيجاز والإختصار..ومهما تكلمنا وتحَدَّثنا ومهما كتبنا عنه لا نستطيع أن نعطيه حقَّهُ وما يستحقّهُ أدبيًّا وثقافيًّا وإعلاميًّا
وأخيرا وليس آخرًا - أقولُ : ألفُ مبروك للصديق الشاعر والأديب والإعلامي اللبناني العربي الكبير الدكتور جميل الدويهي على هذا الإحتفاء والتكريم والعقبى لأمسيات وحفلات تكريميَّة أخرى كبيرة تقامُ لهُ في بلدان وعواصم عربيَّة وأجنبيَّة . وأتمنَّى لهُ من أعماقِ أعماقِ القلبِ التوفيقَ والنجاحَ والتألقَ الدائم وأن يمنَحَهُ اللهُ الصِّحَّة َ والعافية والعمرَ المديدَ ليعطي ويقدِّمَ لشعبهِ وللبشريَّةِ جمعاء المزيدَ من الإبداعاتِ والروائع الأدبيَّةِ والثقافيَّة
من الدكتور جوزاف ياغي الجميل إلى احتفالية الادب الراقي الخامسة
احتفالية الحب في مهرجان الأدب الراقي
اللقاء العظيم وأمنية ذاتية مشبعة بالتوق
معجزة إرادة عصامية تحررت من نرجسيتها
جوائزك الأدبية دين إلى يوم قيامة لبنان
18 حزيران 2022
مهرجان الأدب الراقي، احتفالية النهضة الاغترابية، عرس الثقافة من سيدني إلى العالم، شعلة إبداع الحضارة اللبنانية، خلف البحار، على ضفّة الحنين... أسماء وصفات نطلقها اليوم، على ما حدث في لحظة حب ذرّية فجّرها الأديب والمفكر اللبناني، الأرزة الدويهية التي رسخت جذورها، خلف محيط الذكريات
كوكبة من المبدعين جمعها الإيمان بالحرف القدموسيّ والوطن الغارق في أزماته، حتى الجذور. تسامت كشجرة الخردل. ألقت على كتف الإبداع شال الحضارة الإنسانية. حاكت بأنامل النور عباءة الأمل. وفاض عبير الرسالة الدويهية
رسالة الحب هي تجسّدت في أرقى مظاهرها سحرا وعبير رجاء
هو الحب ألقى ظلاله على أبناء لغة الضاد المنتشرين شرقا وغربا، والمقيمين فخرا، في أرض الرسالات والأنبياء
جميل ميلاد الدويهي، مريم رعيدي الدويهي، كلود ناصيف حرب، عماد يونس فغالي، وغيرهم من الأدباء الغارسين جذور الأرز، في عمق الضفة الكبرى كانوا هناك
شلة من أنصاف ٱلهة الكلمة شاركوا في إحياء احتفالية الحبر العسجديّ الذي تقنا إلى لقائه منذ سنوات ولم نفلح بسبب الجائحة الكبرى. وقد تمّ تجاوزها اليوم بفعل الإرادات الخيّرة، وكان اللقاء المنتظر
كان اللقاء العظيم... وأمنية ذاتية، مشبعة بالتوق: ليتنا كنا هناك
وأتى الجواب سريعا: لم نكن غائبين عن احتفالكم الكبير. كنا هناك معكم، بالشوق والتوق والحنين
كنا حاضرين في احتفالكم المهيب بالقلب والعقل والضمير. كانت مشاركتنا في احتفالية القرن أشبه بالمناولة السرية
تناولنا معكم قرابين الفرح والرجاء، في أبهى حلل قداسة الحرف والكلمة والعطاء
احتفاليّة الإبداع في مهرجان الحضارة والحب، في السابع عشر من حزيران ٢٠٢٢، تاريخ لن ينسى، في ذاكرة العمر الخصبة بالحياة والسعادة والأمل. وإن كان أملا مضمخا بالألم، لأن بلدنا، مصدر الإلهام والفكر العرفاني الإشراقي ليس بخير
في احتفالية الأدب الراقي فعل فداء، وصدى جلجلة الفداء
كلمات كثيرة قيلت، وتقال. وتمتدّ الأصداء إلى ما خلف البحار. أصداء فعل عطاء لا ينتهي في احتفال وتكريم وجوائز ولقاء
نهضة الأدب المهجري حبة خردل، تسامت بها القلوب والإرادات الخيرة وأحلام إبداع بلا حدود
الأدب المهجري نهر كم غيّر مجراه بالطوفان. طوفان فكر تجاوز الحدود والسدود
آنه المعجزة الكبرى، في زمن لم يعد يؤمن بالمعجزات. معجزة إرادة عصاميّة تحرّرت من أنانيتها ونرجسيتها لتعلن فعل مشاركة في عملية تأليه الإنسان
جميل ميلاد الدويهي، أيها المكرِّم والمكرَّم في ٱن
جوائزك الأدبية دَين في أعناق من نال جائزة أفكارك الاغترابية. دين إلى يوم قيامة لبنان، وعودته إلى أمجاده، من تحت الرماد
جائزتك والتكريم رسالتان تهيبان بنا أن نحمل دائما قناديلنا الديوجينية بحثا عن إبداع خالد، حدوده الإنسان، في مدينة القيم والحياة
هداياك من الكتب لا توازي ما أهديتنا إياه من فكر ومحبة ورجاء
أيها الأورفليسي الجديد، سفينة محبتك أقلعت. ولكنك لن ترحل وحيدا. نحن جميعا معك، إلى جانبك، تبحر بنا أشرعة محبتك، إلى عوالم من فخر وشكر لا ينتهيان. في عملك تفانِِ لا محدود، وفي جعبتنا وفاء لا ينتهي
حسْبنا أننا معك، في مركب قبطانُه النور الأسمى والأسنى. وإلى اللقاء في احتفاليات جديدة، على أرض الوطن
شهادة من الناقد نبيل عودة - فلسطين
12 حزيران 2022
الأديب الموسوعيّ جميل الدويهي هو أديب مهجريّ موسوعيّ أرى بنشاطه الثقافيّ الأبرز في عالم الثقافة العربيّة، شعراً ونقداً وقصّة ورواية ونشاطاً ثقافيّاً متعدّد الوجوه، لدرجة أنّي أرى أنّه حوّل مهجره في أستراليا إلى عاصمة للثقافة العربيّة
هذه القصيدة (إذا رجعت إلى لبنان) سحرتني بعمقها المأساويّ، ورأيت مأساة فلسطين بكل عمقها، رغم أنه يكتب عن الواقع اللبناني، وكم مؤلم أن يصبح عالمنا العربي تكراراً
للماساة الفلسطينية
^^^
من الشاعر الراحل جوزيف عقيقي
إلى جميل الدويهي
29 أيلول 2015
مش دارس التدجيل والنصب الظريف
حتّى عن المسموع ما بعْطي دليل
.بحبّ النعومه بحضرة الجنس اللطيف
وبـِعشق ثقافة شاعر القمِّه الجميل
ما بْقدِّر الإنسان عا لْسانو الطويل
بقدِّر مزايا العلْم بالشخص الذكي
واللي بيعرف موقعو، شاعر أصيل
.يْخلّي البقيِّه عند تجّار الحَكي
طيور الذكيِّه بتعرف حبوب السبَل
وبْيعرف الحصّاد شو شمَّل غْمار
وبيعرفو العشّاق طعمات القُبَل
.وبيعرف النحّات صوّان الحجار
الشاعر إله زغير عا أرض الوجود
بْيحكي حلا، بيكتُب صلا لمجد العُلى
وهالشاعر البلمعرفِه اجتاز الحدود
.بْيبقى بأعلى مرتبِه بعصر الغَلا
الله عطاك وكنت للعاطي وَفي
وحلوِه الجواهر يلْبسوها صْحابها
شو قيمة المليان قلبو عاطفِه
خزانِه ملانه مسكّرين بوابها؟
شفت القلم مقهور من حظّو القليل
بالشغل ليل نهار راحه ما إلو
:فزعان يسأل حضرة الشاعر جميل
لولا أنا دشّرتكن، شو بتعملو؟
:الدكتور جاوب بعد تفكيرو العميق
روحو اتركولي هالقناعه بمسلَكي
:لكن أنا رح قولها لشاعر رقيق
صَفّى قليل عليك تاج المملكِه
انْ حكمو دقيقه عليك بالصمت العميق
.بتطلع قصيدة شعر من صمت الحَكي
^^^
الأديبة أمان السيد تكتب
عن مهرجان الأدب الراقي
للأديب جميل الدويهي
27 تشرين الأول 2015
في احتفالية مهيبة حلّقت الأمسية، وكطائر النورس فردت جناحيها في كاتدرائية سيدة لبنان في هاريس بارك... الجو الخاشع كانت ترتل فيه الصلوات للإنسان، للسلام، للمحبة... أمسية نادرة الحدوث في المهجر جمعت بين جلال المكان، وسمو الحضور... تلك كانت أمسية الأديب الكبير الدكتور جميل الدويهي
عندما يفوز المتلهف للألق بأمسية تجمع بين تميّز الكاتب، ودأبه المستمر نحو المجد الأدبي النقي المبني على المثابرة، والثقافة، والاحترام للقارئ الذي أزكمته ما تحفل به الساحات الأدبية من غث الكلمة والمقصد، والاستهتار المتوالي بفكره، وبمشاعره يغفل فيها المدعون بأن القارئ تظل فطرته في توق إلى الصدق، رغم ما يتكاثر في الساحات الأدبية من القذى، لذلك فحريّ بهذا القارئ أن يقف باحترام لأديب متميّز نادر الحضور كالأديب الدويهي الذي نبت على قمم لبنان، وحمل الأرز بشموخه، حمل عطر المعرفة، وشعاع المحبة، ورحمة الله، وسماحة المؤمن إلى ديار الغربة، حمل وطنه كما يقول أنّى ارتحل، لا يعترف بغربة الوطن عنه، لأن الوطن الذي غرس قمحه بين مساماته يأبى إلا أن يفوح شذا في ما يكتب حتى، وإن كان الجسد قابعاً وراء البحار
هذا الأديب الذي حافظ على لغته الأم ناصعة البيان، والسطوع لم تشوشها لكنة العجم، وظلت كالسيف تلتمع على لسان حكيم، وفي كتابة أقل ما يقال عنها إنها تعرف كيف تسري كالماء العذب إلى قلوب الحاضرين، لتلقي عليهم أردية من البهاء، ولترطب قلوبهم بحميمية الفكرة، ووعي الكلمة
أمسية أكثر من حافلة... توصف بأنها تزف الأديب، صاحبها، إلى المجد في عرسين في مكان واحد... عرس الوطن الذي يثرى به، ولا يفارقه، وعرس الأدب الذي يتنوع ما بين المحكي والفصيح، ما بين الرواية والقصة القصيرة، والشعر الكلاسيكي، وشعر التفعيلة، وشعر ابتدعه الأديب بنفسه ليبثق نوراً جديداً في عروش الإبداع والمبدعين، وكان زهو هذه الأمسية أيضا بالأصوات الشجية التي صدحت بأشعار كتبها الشاعر صاحب الأمسية نفسه... أصوات يصرّ الأديب فيها أن يوثّق حبه لإهدن مدينته الجميلة بأن يترافق النغم، والشدو، والشعر في احتفاء بالوطن، وبالجمال الإلهي الذي إن أعطى أغدق، فوهب العطاء لمن يستحقه، فكان هذا الأديب الأمين على هذه الثقة حين أضاف في مؤلفاته التي تجاوزت الخمسة والعشرين، سفرا إلى الحياة موردا بالنقاء والخير والمحبة، وما هو للبشرية جمعاء
لم تكن أمسية عادية، الغاية منها توقيع أكثر من كتاب لرفد الأدب الإنساني، فحسب، ولا بهواً عرض فيه الأديب سخاءه حين وزّع كتبه على الموجودين الذين اصطفوا في رتل كبير للفوز بإبداعات قدمها بكل شفافية والبسمة تسبقه، بل إنها كانت حقا وردة بيضاء في وسط أستراليا حرص فيها الدكتور الدويهي على أن يؤكد أن الأديب الحقّ يستطيع أن يضيف إلى مواكب البشرية من أي موقع في الكون، حتى وإن قدرت له المقادير أن يغرد من منصات
الاغتراب في أستراليا
^^^
رندة أبو نادر تكتب عن مهرجان الأدب الراقي
3 كانون الأول 2015
بداية كل عطاء إنساني هو إبداع بحد ذاته... لدى الانسان حاجات أساسية ويومية متكررة طوال حياته. فالانسان المبدع يستفيد من عبر الماضي لصناعة الحاضر والتطلع بأمل نحو المستقبل والعطاءات. فمسلسل العطاء لدى المبدع هو حلقات متتالية ومتواصلة تبدأ مع ولادته ولا تنتهي بعد رحيله. وشاعرنا الدكتور جميل يرى الشعر إبداعا وتغييرا للواقع وليس مجرد عدسة كاميرا تصوره لا أكثر ولا أقل... فمهمة الشاعر الدخول الى قلب الواقع وتغييره لخلق واقع آخر أكثر إنسانية وجمالا، فبعد المهرجان- الأمسية الشعرية التي حضرناها وبعد نظرة عن كتابه "لا تفكري صار الهوى ذكرى" لمسنا المهمة الشاقة التي قام بها الشاعر ورؤية الحياة على حقيقتها دون "ماكياج" ومن دون مجاملة ومن دون مواربة، حقيقتها المرة أو العذبة وحقيقة البشر بها، سواء بنبلهم أو بانحطاطهم.
الشاعر الدكتور جميل الدويهي بصراحته وتواضعه حاكى الانسانية والاحترام في كتابه "لا تفكري صار الهوى ذكرى" خلق من خلال النّظريّات والآراء، ومخزون الثّقافة الّذي اكتسبه في مسيرة حياته مجموعة من كتبه (طائر الهامة، في معبد الروح، لا تفكري صار الهوى ذكرى، وتاريخ اهدن باللغة الانكليزية) تمكّنه من معرفة ذاته، ويتميّز كلّ واحد عن الآخر من خلال تجاربه الخاصّة خلال مسيرته الإنسانيّة والشعرية والأدبية.
حين نقرأ الخطابات السياسية المعاصرة نشعر بمدى جفافها وغرقها في كل ما هو مادي وما له صفة المصلحة. اما بالنسبة للشعر والأدب فيشعرانك بحب الحياة من الناحية المعنوية فإن الشعر مأخوذ من كلمة الشعور أي الإحساس، وعادة يحاول الشاعر إيحاء أو زرع بعض الأحاسيس أو المشاعر في القارئ.
لقد كانت سهرة رائعة بكل معنى الكلمة، ويطيب لي ان أقول فيها هذه الأبيات الشعرية:
هالسهرة كان إلْها لون
مزيّنها وهج الأشعار
فيها فكر يوعّي الكون
فيها كتـّاب وشعـّار
فيها الأصحاب الحلوين
وفيها الزنبق والنسرين...
وفيها الكلمِه نُور ونار.
فقد حجز الدكتور جميل الدويهي من خلال كتبه الأخيرة مكاناً واسعاً على الساحة الشعرية العربية، ونستطيع القول بكل صراحة انه يحق للديوان "لا تفكري صار الهوى ذكرى" التربع بفخر على رفوف المكتبات العربية. فهنيئاً لجميل بديوانه الأخير وإلى المزيد من العطاءات والابداعات.
سليمان يوسف ابراهيم يكتب
الجميل في بوم ميلاده
يومٌ ميّزه الرّب في حياتي من يوم تعرّفتُ إلى رفيقة العمر لور
وجرت بيَ الأيّام لأن أقع وأنا أجاهد على دروب الثّقافة على صديقٍ عرفته عاشق كلمةٍ، ينسج منها أثواب جمالٍ وعباءات بقاءٍ "بخيوطٍ من نور عينيه"؛ ليس'لنفسه وحسب، بل لكلّ مَن راقه أدبه بنثرٍ أم بشعر أم بدراسةٍ
أسّس موقع "أفكار إغترابيّة"؛ ليس لإشباع نهم شخصيّ بلغته الأم وأدبها، بل حوّلها إلى مراعٍ خصيبةٍ نبتَ في بساتينها أغراس أهل الكلمة المهاجرين دانت أن يطال غرس أقلامها مسكونةً بأسرها، وراح يسهر على النتاجات التي تصله، يشذّبها، ينظّمها؛ يسني على عطاءات أسيادها الجيدة، ويأخذ بيد المٌحبّ الحريص بأقلامٍ ناشئةٍ؛ أخرج من بينها شعراءَ وكُتّابًا، ولم يكتفِ
تابع حضوره إلى جانبهم بتواضع الكبار، مُشجّعهم على متابعةٍ ليس فقط بدعوتهم إلى طباعة نتاجاتهم، بل أكثر: بطبعها على نفقته الخاصّة وتوزيعها بالمجان، بانيًا بذلك مكتبةً عامرةً، هي مكتبة مؤسّسة "أفكار إغترابيّة" تدوّن؛ تؤرّخ وتمهر الزّمان بأدب نهضة الأدب المهجري في حركته الحديثة، ولم يكتفي سيّد نهضة الأدب المهجري، فأقام في العام ٢٠٢٢ مؤتمرًا عالميًا للأدب المهجري الحديث، انبرت حوله بالدراسة والبسط والتحليل والدراسة أفذاذ أقلامٍ من دكاترة الإختصاص وسادة الأقلام النّاقدة وعارفين في إنشاء الدراسات الحضاريّة حول الحركة الأدبيّة المعاصرة والحديثة، بحيث تولّد عن المؤتمر كتابان يجمعان اوراق المؤتمر والمداخلات التي تولّدت من رحم الأقلام؛ في جزئين سيصدران عن المؤسّسة نفسها إبّان هذا الصّيف. ناهيك عن جائزة د.جميل ميلاد الدّويهي للادب المهجري الرّاقي، التي ستوزّع على بوتقةٍ من أئمة الكلمة المرشّحين للجائزة من لبنانيين، واهل الضّاد الموزّعين في بلادالإنتشار، ضمن المهرجان الخامس الذي سيقيمه في سدني - استراليا؛ في السّابع عشر من الشهر الجاري
هذا بعض ما هو صديقي منذ ٢٠١٣، صاحب العيد اليوم
أتقدّم من شخصكَ الغالي، بأصدق الأماني بدوام الصّحة وطول العمر لتبقى حيّةً في نفوسنا الأماني بقطاف المُنى معًا مواسم جمالات، إبداعاتٍ ونجاحاتٍ لا ينقضي لها زمن ولا يخفت في سرج أيامنا معًا من وهجها شعاع
يوم ميلاد الجميل، جميل القلب والفكر والرّوح ؛
د. جميل ميلاد الدّويهي، زعيم النّهضة الإغترابيّة للأدب المهجري المعاصر
سليمان يوسف إبراهيم
عنّايا؛ ٩_٦_٢٠٢٢
د. ميرنا ريمون شويري: كتاب جديد عن الأدب الاغترابيّ
4 حزيران
تكتب الأديبة د. ميرنا ريمون شويري قصّة أدب المهجر التي كان أبطالها كثيرين، أهمهم جبران خليل جبران وأمين الريحاني وميخائيل نعيمة. وتقول إنّ هذه القصّة لم تنتهِ بعد. الدكتور جميل الدويهي، الملقب بعميد أديب المهجر يتابع مسيرتهم، وهو لبناني هاجر من شمال لبنان إلى أستراليا. وقد عانى وعايش ظروفاً مشابهة للظروف التي عاش فيها أدباء المهجر الأوائل. وهذه الدراسة تضيء على تجربة الدويهي في متابعة مسيرة أدباء المهجر، كما تبرز ملامح قلمه الذي تفرّد فيه عنهم، إلا أنها تركّز أيضاً على تجربته النثرية، وذلك لأنه كالأدباء الأوائل، تميز أدبه بتنوع الشعر والنثر. كما أن أديب المهجر المعاصر حوّل الأنظار إلى أستراليا، بعد أن كانت حركة الأوائل في أميركا
تقسم د. شويري بحثها الأكاديمي إلى 3 أقسام: الرواية، الفكر والقصّة القصيرة، وتناقش نماذج من كلّ نوع، وصولاً إلى خاتمة، تقول فيها: "إن الدويهي ركز على القضايا الإنسانية والإجتماعية، ومن النادر أن نكتشف أية ملامح لانتمائه السياسي
و أخيراً يمكن القول إنّ أدب الدويهي تكملة لمسيرة بدأت مع أدباء المهجر الأوائل. و هذه المسيرة لها جذور في الشرق والغرب، وتحضّر لإنسانية جديدة. و في هذا العالم المظلم الذي نعيش فيه اليوم، لعلّ الأدب أصبح أملاً لنا أن يتغير مصير هذا العالم الذي يملأه الحقد. من هنا تكمن أهمية الإضاءة على أدب الدويهي، أدب القيم والمبادئ السامية، والوئام والمحبة الحقيقية... وسيمضي وقت طويل قبل أن يغطي النقاد جميع ما كتبه أديبنا المهجري شعراً ونثراً وفكراً وتأريخا ودراسات، بالعربية والإنكليزية… وأتمنى أن تُكتب دراسات أكاديمية عن نثره وشعره على حد سواء،لأنه يمثّل ظاهرة نادرة، هي ظاهرة التعدد في الأدب، وقد ترك لنا أيقونات في جميع الأنماط التي كتبها
وتقول عن تنوّع الأدب الدويهي
والدويهي كأدباء المهجر الأوائل، يلجأ إلى عدة أنواع أدبية، بعكس أدباء كثيرين في مجتمعنا العربي يكتبون نوعاً واحداً، كالشعر، والرواية، والقصّة القصيرة، والمقالة، ولا يحيدون عن النوع الذي يعرفونه، وهذا التخصص لا يتبعه الدويهي، فتخصصه في جميع الأنواع التي يتجوّل فيها بحريّة. وكأنّي به يطبق ما جاء به مايكل باختين Mikhail Bakhtin، وهو تقنية Hetroglassia التي تعني أنّ أيّ عمل أدبي يجب أن يشمل كل الطبقات والفئات الاجتماعية واللهجات وأنواعاً أدبيّة كثيرة. وهذه النظريّة تتصدّى لدوغمائيّة الأدب في الاتحاد السوفياتي والذي تميّز بأحاديّة النظرة والإيحاء. وهذا النوع من الأدب التعددي ينتصر الآن
الدكتور جوزيف ياغي الجميل يكتب عن المريمة، وسيدة الحنين، ومؤسس الأفكار، وكوكبة المبدعين على الضفتين
ياسمين وحنين وبنفسج حكايات
29 أيار 2022
هو الحنين يقودنا إلى أفكار اغترابية، إلى لقاء متجدد بين أمير الياسمين، وسيدة الحنين، فضلا عن كوكبة لا يمكن حصرها، من المبدعين، على الضفتين. وليس غريبا أن يتعانق الإلهام والإبداع، ويفيضا عبق عطاءات تتجاوز المحيطات إلى وطننا الحزين، المثقل بالدموع
د. جميل ميلاد الدويهي، كلود ناصيف حرب، مريم رعيدي الدويهي، بأي لسان أصف عطاءاتكم، في حقل الأدب والفكر والجمالات؟ الشكر وحده لا يكفي، ولا الإضاءات
هي جنة الأفكار تجمعنا معا، ولكن الشمس واحدة. وتفاحة حواء أصبحت تجمع ولا تفرّق في بحر الصبابات
بين استراليا ولبنان فيض من الأحلام تتجسد في شخص يحمل هاجس العطاء المجاني اللامحدود. والعطاء من الروح والقلب أسمى وأسنى، من أي عطاء
بين إهدن وسيدني لقاء يتجدد ذكريات يبوح بها القلب حنين ياسمين. والياسمين يضوع انتشارا يعطّر الشاطئين، فتنكسر أمواج المحيط اعترافا بالهزيمة أمام مارد الإبداع الجميل
أيّ بحر حملك إلى الضفة الأخرى ليعيد صورة قدموس التليد؟
أية رياح حملت بساطك السحري من ألف ليلة وليلة، ليصبح السندباد رائد النهضة المهجرية الجديد؟
والمارد الدويهي إلى القمقم لن يعود
أيمكن حبس النور في الجرار؟
أتستطيع الخمرة النؤاسية ألا تمنح القارئ ، في حانة السكر اللذيذ، نشوتين، وهي بين يدي الخمّار؟
ولي- أعترف- من خمرة الدويهي نشوتان: القراءة والقراءة
ولكني أتساءل أحيانا : من يقرأ من؟
أيكون الأدب الاغترابي هو الذي يقرأ توقي إلى الجمال، وأنوار الخيال والظلال؟
لكل ثمرة من أشجار أفكار اغترابية مذاقها المميز. ولكن الجامع المشترك بين الثمار هو اثنان: الحنين والحب. ولعل الحب هو الأنقى والأبقى، وأكاد أقول الأشقى؛ لأن الحب في الأفكار مرساة ومأساة في آن
الحب والصلب وجهان لعملة واحدة
وفيهما سر الفداء
والفداء والعطاء توأمان . عطاء من القلب حتى الشهادة، وبذل الذات
أيها الكرّام في حقل الكٖرام، لنا من دواليك أشهى ثمار الجنون الحنون. جنون يتفجر بخورا في معبد الروح، وفي قلائد من الإبداعات مشرقات
أيتها المريمة في هيكل البنفسج، تحيكين الياسمين عباءات وغلالات
يا سيدة الحنين، وأميرة العاشقين، كلودة العزيزة، لأنت في سماء الأفكار قمر لا يهدأ ولا يستكين. بستانك الإبداع شعلة في ليالي الشرق الحزين، حتى ثمالة الآهات
وعلى الضفة المقابلة، بساتين من الإشراقات لها في اللقاء أروع الحكايات
هي النهضة الكبرى، تجمع بين الضفتين. تجمع ولا تفرق. إكليلها الشوق المعتق بالبوح العرفاني، فلسفة ونقدا، خواطر، قصصًا تحمل لديوجين في ثناياها قناديل الذكريات
والذكريات صدى السنين والحنين والياسمين والجمالات
أيها اللحن الحزين ما أبهاك، وما أشهاك
ويا قيثارة الأفكار، لأوتارك الاغترابية الطوبى، تخطّ على سطور أرواحنا سمفونيات خالدة، فنعزف لك الشكر رياحينٗ وفاءِ وقراءات
د.جوزاف ياغي الجميل
من االدكتور جوزاف ياغي الجميل إلى مريم رعيدي الدويهي سيدة الأفكار
أيقونة الحنين*
أرزة من لبنان
موطنها الحب والحنان
وفي القلب أنشودة، لحن، من الأمس المجيد
إنها مريم رعيدي الدويهي، أميرة النداء البعيد، مليكة العيد، وسوسنة الجنان
مريم وجميل غصنان وارفان، في دوحة الفكر الإنساني الراقي
مريم أميرة تدخل حكايتنا، من خلف البحار، محملة بالدرر
جميل فارس يمتطي الموج إلى أرض يباب، تحلم بالمطر. يحمل كيس الصمت على ظهره، ويعتقل المستحيل
وعلى وسادة الحنين يلقيان، جنبا إلى جنب، عصا الترحال
وتحت نخلة البوح يفيض الزوجان عبق انتظار
وتتسامق نخلة الرحيل
وتفيض أعماق الآفاق بالأشفاق
هي الكأس مترعة بالحنين
هو النور معتصماً في سكرة الظنون
وعلى أبواب المدينة الفاضلة يلتقيان ولا يتقيان
ما أضيق العيش لولا ...فسحة القلق
بالقلق بنى الإنسان جسورا إلى عالم الفضاء والضياء
بالقلق يختصر السندباد رحلة الليل الأخير
والقلق ليلكة الأمس، على جدران الغد المسحور
وعلى المسرح الدويهي تقف عروسة الشعر، حورية الإلهام
تقلق. تأرق. تفترق. تحترق وترخي مرساة الكلام
خمسة كتب يخرجها بوسيدون، من عمق البحار. درر من صميم المحار. والحبل على الجرار
أي شراع يخترق الموج الناري ولا يحترق؟
أي بحر سحره الناي قدموسا ولا يستفيق به الرحيق؟
وتخترق الأميرة ألحكاية. تضيء على الفكر الدويهي أنوارا معتقة بالعبير
وإذا الفكر عين تكتنه ذاتها، في خفر
يطيب في الأدب الجميل السفر. يصل القارئ على متن السفينة المريمية إلى مدينة القيم الخالدة. ويعود مثقلا بالغلال
ويمتد الجسر العتيق بين أرض وسماء. إنه جسر الشوق يعيد السندباد ، بعد كل مغامرة، إلى أرض الأحياء والأحبّاء، إلى "المطارح" السميراميسية الجنان
وبين شجر الغياب وبنفسج الضحكات، رسالة عنفوان وتواضع. ويمتد السؤال جنينا إلى عمق رحم السجود النوراني. يسأل الغدُ الأمس عن واحة الصمت العرفاني المرصود. يتسامق الشجر انتصارا لعالم من تنهدات خافق حزين. ويكتشف البنفسج أحلام عشب الأرض يرتديه ساحر من أرض مجنونة بالوعود
أيها الدويهيان المسكونان بالحب والعطاء، تحية لكما مكرّٖمًا ومكرّٗمة. وما التكريم في الحالين إلا اختمار الذات الهيولية، في فلسفة ثالوث أعراس الحصاد
جميل ومريم أرزتان من جبال إهدن النقاء، هدية البحر، إنجيل الشواطئ، في قبلة الظنون
كان ما كان في قديم الزمان أميرة، في قصرها المرصود، ترخي جدائل البوح البنفسجي الهديل. تنتظر أميرها الجميل، يوقظ في فؤادها السكران أحلام الضياء
كان ما كان وتبدأ حكاية بحّار، في خضم الأنواء. مجذافه الإيمان. شراعه أفكار اغترابية ظمأى إلى جنون إبداع حنون
كان ما كان أمير حاتمي يقرأ الحرف قربانا وصلاة. والحرف بين يديه ألواح من وصايا العطاء
أيها الصديقان العاشقان، طوبى لكما، في هدأة ليل الأحلام، تعانقان نجوى وفائنا والحب. وهنيئا للمشاركين في مهرجان الحرف/الحب اللبناني الأصيل، الماخر عباب محيطات، بلا حدود، على متن سفينة أورفليس إلى محيطات النهضة الاغترابية الثانية
مريم رعيدي الدويهي، يا حورية الحنان والجنان، آن نقرأك يتجدد فينا نبض الحب الدويهي، يخترق الأشواق، إلى عمق أيقونة الحنين
د. جوزاف ياغي الجميل
١٣ أيار ٢٠٢١
الإعلامي نزار جمول يكتب :12 أبار
جائزة لجنة “أفكار اغترابية” للأدب الراقي تمنح للأديب الراقي الأستاذ الدكتور جودت ابراهيم ..
. . .
منحت لجنة “أفكار اغترابية”، ومقرها مدينة سيدني بأستراليا، جائزتها الأدبية هذا العام لعشرة مبدعين وأكاديميين، من بينهم وجه سورية وحمص وجامعة البعث الأديب الدكتور جودت إبراهيم الذي اعتبرته اللجنة في طليعة المثقفين الأكاديميين الكبار وأستاذاً جامعياً ساهم في الحركة الثقافية من خلال نتاجه الأدبي والفكري الغزير.
وفي تصريح لـ “البعث” اعتبر الدكتور جودت أن اختياره من قبل لجنة “أفكار اغترابية” سيحمله مسؤولية كبيرة للاستمرار بتقديم نتاجات أدبية وفكرية، لعلها تسهم ولو جزئياً في إنجاح هذا المشروع الذي يعبّر عن النهضة الثقافية الاغترابية، مؤكداً أن هذا المشروع ومن خلال أهدافه النبيلة سيكون لكلّ الأدباء والمفكرين العرب والسوريين على وجه الخصوص.
يُذكر أن الدكتور جودت إبراهيم هو عضو اتحاد الكتّاب العرب في سورية، وله العديد من المؤلفات الأدبية والفكرية.
ولجنة “أفكار اغترابية” مشروع أدبي يتميّز بحضور غير مسبوق ليس في أستراليا فحسب، بل على مساحة كبيرة من العالم والوطن العربي، وقد أصدرت الكثير من المطبوعات الشعرية والقصصية والروائية والفكرية، وأنتجت أكثر من ٣٥ كتاباً في خمس سنوات، وتعتبر جائزتها التي تقدّمها للأدب عنواناً رئيسياً لعملها في بلدان الاغتراب، وهي جائزة باسم الأديب اللبناني الدكتور جميل الدويهي، صاحب هذا المشروع، ويقيم في مدينة سيدني التي حصل منها على شهادة الدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية.
المصدر: الصحفي نزار جمول .
من الأستاذة الأديبة حنان شرارة إلى10 أيار جميل الدويهي
باسمي واسم المركز العربي الأميركي للثقافة والفنون أتقدم من الدكتور جميل الدويهي بخالص الشكر والتقدير ونتمنى لمشروع "أفكار اغترابية "للأدب الراقي مزيداً من التقدم والنجاح.
كان مشروعكم وسيبقى علماً يرفرف في سماء الإغتراب برغم كل ما يجري حولنا.
معاً سنبني جسراً متيناً نعبر من خلاله الى النهضة الإغترابية الثانية التي نحن بأمس الحاجة إليها في زمن القحط الفكري والنصوص الهابطة …
أكرر شكري وتقديري ودمتم للثقافة والأدب الراقي عنوانا…
"حنان شرارة "
من د. جوزاف ياغي الجميل إلى د. ميرنا8 ايار شويري، تعقيباً على خبر إنجازها كتاباً عن النثر عند جميل الدويهي:
أرزة دويهية من بلادي، بها نعتزّ ونفتخر. في الرواية غوص على محار، وفي القصة عذب الإبحار. والغلال وافرة.
بالله قولي لنا، د. ميرنا شويري، كيف استطعت حفر الجبل بإبرة؟ كم من الشهد قطفت يداك وأنت تغامرين في خليّة الجميل؟
التجربة الروائية لدى أديب بوزنة الدكتور جميل ميلاد الدويهي مغامرة تستحق أن تُخاض، بعدّة أكاديميّة بارزة، بحثًا عن كنوزِ تجربة إنسانية رائدة، عنوانها، بل منهلها، الإنسان، قيمة القيم.
د. شويري، روائيّة تبحث في الرواية، "خبازة" لا تأكل نصف الخبز، ولكنها شاهدة من أهل الفكر الإبداعي تدرك عمق التجربة، لذّة الإبحار، صعوبة اختراق البحر المحيط، مقاومةً أمواج المسافات، بين الضفّة والضفّة.
وفي لجّة البحث الأكاديمي الرصين مَن يجرؤ أن يقول إنّه وصل إلى شاطئ الأمان؟ وهل تستطيع دراسة واحدة الادّعاء أنها أحاطت بفكر موسوعيّ متعدّد الأنواع؟
أكاد أقول إنها البداية. فالرواية الدويهية قصيدة، والديوان رواية أزلية الخفقات. أدب يجمع الفكر، وفكر يتجاوز النسبيّ إلى فلسفة المطلق، في محاولاته الجمع بين أنا الكاتب التي لا تموت والأنا الكبرى التي تسيّر الوجود وفقًا لمعادلة الإنسان، سيّد الكائنات ومحور الوجود.
د. شويري، د. الدويهي، عميق نضالكما معًا من أجل نهضة اغترابية، في سبيل الحضارة والإنسان، على أمل أن تُزاد هذه الدراسة إلى حلقات عميقة الأغوار، تُعنى بأدب الجميل الجميل، وتفيه بعض ما له على الأدب والفكر من ديون لا تحدّها دراسات.
قلتُ في مقالة سابقة: إن أردتم تكريم أديب فخذوا منه ولا تعطوه. وأضيف اليوم: اسمح لنا، صديقي الجميل، أن نغرف من منهلك العذب بعض عذابك، ناسجين منه غلالات الحبّ، في هيكل النور الأسمى والأسنى.
تجربة الدويهي الروائيّة تجربة لدراسة أكاديمية رائدة، نأمل أن تليها دراسات أوسع تقول للجميل الدويهي، وللأدب المهجري في نهضته الثانية شكرا وإلى اللقاء.
د. ميرنا شويري، شكرا لأنّ دراستك كرّمت نبيا، في وطن الكلمة، وغيّرت المعادلة القديمة.
من الشاعرة الجميلة رانية مرعي إلى د.8 ايار جميل الدويهي
رائد النهضة الاغترابية التي تحافظ على موقع لبنان السيادي في ميدان الثقافة .
حصولي على هذه الجائزة لهذه السنة لهو وسامٌ أعتز به لمدى العمر ، وأنا إذ أشكرُ هذه اللفتة الكريمة منكم ، أشدُّ على أيديكم لتبقى هذه المسيرة مستمرة لأنها لا تعني الاغتراب فقط ، بل تلامسنا نحن في داخل لبنان الذين نسعى جاهدين ليبقى منارة علم وحضارة .
نفخرُ بك وبكل عطاءاتك التي ما زالت تحيي فينا الأمل ، وبانتظار اللقاء في ربوع الوطن تقبّل مني أسمى آيات المحبة والتقدير أيّها الحرّ، كما الكلمة المسافرة على أجنحة الحقيقة .
رانية مرعي
7 ايار بعد حصوله على جائزة الأديب د. جميل الدويهي "أفكار اغترابية" للأدب الراقي، بعث الأديب سهيل مطر برسالة إلى الإعلامية كلود أبو شقرا، شاكرا لها ترشيحه للجائزة، وقال في رسالته: "كل تقديري ومحبتي وامتناني للأديب جميل الدويهي، ولهذه الخطوة التي يقوم بها، سواء تجاهي او تجاه الكثيرين من المبدعين الذين يستحقون ربما أكثر مني، أن ينالوا نوعا من التقدير أو الجائزة. أعرف أن كل هذا يعبر عن روح لبنانية عميقة. وهذا ما يهمني أن يصل إلى أخي جميل، فلو كان في أستراليا، فهو يمثل الأصالة اللبنانية والابداع اللبناني. وإن شاء الله يكون هذا طريقا لعودة لبنان إلى مركزه الحضاري وحياته الطبيعية، بوجود أشخاص مثل جميل، إن كان في لبنان أو خارجه. وأنت أستاذة كلود تلعبين الدور الكبير لبنانيا في هذا الإطار وهذه المساحة. الرب يعطيك كل عافية وكل توفيق. أشكركم والرب معك."
من الشاعر الراحل جوزيف عقيقي
إلى جميل الدويهي
5 حزيران 2016
الله معك يا ابن لبنان الرهيف
مهما عليك يجدّفو بتبقى شريف
انت المحجّ لكل كلمة فلسفي
.ولولاك طمرو الشعر بحجار الرصيف
يا مسكبة ازهار بيضا مهفهفي
يا معْجم الكلمات يا كف النضيف
كان انكسر لولاك بنك المعرفي
لو ما النبوغ الفيك والظل الخفيف
عندك مناعه ضد حب العجرفي
وسبحان الله نحْت هالشكل الظريف
شعرك صلا وغمار ورد مستفي
.لو شافها جبران زلغط: يا لطيف
عا كل حال الذوق يا دويهي حلو
بإنسان يعرف كيف عم يستعملو
وما كان قمح الشعر شاف المطحني
لو ما البيادر من عطاك ترسملو
ولو ما الحضاره تكون فيك معنوني
ما كان مجد الشعر شخصك حاملو
دكتور راقي ومخلص وطيب هني
وتا يحجّموك كتار تعبو وجاملو
لكن شموخ الأرز صعبي ينحني
مهما عليه من الدهور تبدّلو
وكلما طبعت كتاب سكّان الدني
.بيدْعو بطول العمر للي موّلو
انت وانا والنحل عا مفرق طريق
ونمله عتيقه مخزقين تيابها
عم ترجف من البرد والدنيا حريق
راحو الحبايب بس فضيو جيابها
لكن أنا فرحان بأحلى صديق
متل السفيني الحاضني ركّابها
مهما الكوارث عرّضوها للغريق
ومهما فسد بالمي ملح التجربي
.بيضل فيها تنتصر عا مْصابها
الله معك يا شاعر العصر الأصيل
شو ما حَكينا بحقّك بيبقى قليل
الله عطاك الموهبه وهديَك قلم
.تا تكرّمو بالشعر يا دويهي جميل
علي وهبي - سيدني يكتب عن رئائية جميل الدويهي في الشاعر سعيد عقل
أقول يا من
(غنّيت مكة واهلها الصيد قد خلد شعرك لا سواك)
(أيقنت أنك للمجد مصاحب وأنك للمجد مجد في علاك)
ان تنتزع عنا الحياة أسباب بقائنا وديمومتنا ونعتقد غير ما كنا نعتقد، نبصق بوجه مرآة تتقدم معنا بالعمر. أحد المعترضين او المعارضين لا فرق. بعد تحول الخطاب الى ما لا تصدق عين اليقين. احد هؤلاء فقد صوابه ولم يكتف، بأن يكتمل والمأساة يبدع كما لم يعهد ذاته من قبل بعد ذلك مكث زمناً اسرد وادقق بالكلمات النابية حيناً والحاقدة احياناً. بالعابثين بالقيم والمتطاولين على العمالقة في الشعر والأدب، وبالأخص على الراحل الكبير الشاعر والاديب سعيد عقل! ناسبين له قولاً لم يقله، ناكرين عليه عروبته لأنه تبنى القومية اللبنانية في زمن الحرب، والكل اخطأ أثناء الحرب الأهلية، وكما غفروا لغيره عليهم ان يغفروا له ناسين او متناسين شعره بالقدس الشريف ومكة المكرمة والشام ومعظم بلاد العرب: أجراس العودة فلتقرع، غنيت مكة، وغيرها من القصائد الخالدة. وسعيد عقل نصراني الولادة ولكنه غنى مكة المكرمة محجة المسلمين، الا نكون من الشاكرين؟
.رحل العملاق وارثه باق الى ابد الآبدين
ولقد لفتني الصديق والزميل الدكتور جميل الدويهي برثائيته الرائعة بالراحل الكبير سعيد عقل، والدكتور الدويهي والراحل كانا معاً في جامعة سيدة اللويزه وهو يعرفه عن كثب، لذلك كانت قصيدته من القلب الى القلب كقوله
تداعت عروش الفكر وانهار معبدُ
وطار جناح في العناوين أسود
وضجّت خيول الموت في كل ساحة
...كأني بها من بعضها تتولد
شبّه الموت بخيول البرق الجاحة بكل ساح
(الموت يدرككم ولو كنتم في بروج مشيدة)
وشبه فقده ورحيله كمن يفقد الوجود وهي غاية الوجدانيه اذ يقول
ونبكي علينا اذ فقدنا وجودنا
ولم يبق إلا صرخه تتردد
:وما اجمل هذا التشبيه! ان شاعرنا الراحل كالجبال في السماء
وإن جبالا في السماء رؤوسها
تظل طوالاً والاعاصير ترعدُ
وان بحاراً لا تجف مياهها
وان هدير الشعر لا يتبددُ
وحيث ان شعرك (لا يتبدد، وبفقدك ما ظل في الشرق البعيد مغرد)
وهنا يرد شاعرنا على الذين تطاولوا على الشاعر الراحل
وكم من صغير قد رماك بسهمه
وفي ظنه ان العماليق تسجدُ
وكم قصير لاعب السيف لحظة
.وعند النزال انهار وارتجفت يدُ
وهنا يصف من تطاول على الشاعر الراحل بقصيري الباع في الشعر والادب وينهارون ويولون الدبر عند المبارزة
وهم مساكين عندما يذهبون الى ساحة المنازلة، خيولهم تجمد، اما شعرهم فهو كاللحم المقدد. وفي كل عصر هناك نبي مخادع وفي كل عصر مدعٍ، ولكن المجد كل المجد للسيوف البيض التي لولاها ما كان سؤدد
وانت لست حبيس قبرك وان حفر نعشك لكن ابداعك واسع، وان الفرقد يبقى مضيئاً ولا تحجبه عتمة الارض
وانت من الرجال الكبار مجدهم الزمن وآثارهم باقية لا تزول، اما من يحصد الرياح لا ذكر له، ولكن من تعود على غزو النجوم فهو مخلد
واروع وصف كان وقد شغفت بهذا الشعر وهذا القول
سعيد بكاك الغيم والثلج هاطل
ونعشك في البهو الحزين ممدَّد
وصارت من الزلزال في الارض نكبة
فلم يبق مرفوعا بناء معمَّدُ...
ما أجمل هذه: بكاك الغيم والثلج هاطل. انه وصف جديد مبتكر، بكاء الغيم والثلج، على الكبار من بني البشر
سقتك الغوادي يا حبيبا مودعا
ويبقى لنا قبل المواعيد موعدُ
الى من ابحر على لجج الشعر والنثر
ووصل الى الشاطئ بسلام.
اذ تصفحت شعر او نثر جميل الدويهي، لو خطفاً، كما فعلت طالعتك الاصالة والرصانه، وكأنهما اساس في شخصية الشاعر الاديب
قرأت قصيدته في رثاء سعيد عقل بشغف كلمة كلمة وحرفاً حرفاً فكانت الكلمات ترفرف امامي كما رفوف الحساسين في الربيع، إذ تغمس اجنحتها في فيروز السماء وتدور مغردة، دورات عدة وتسترسل في شدوها الفرح. هكذا استطيع وصف شعر د. جمل الدويهي وبحسب معرفتي به
لربما لا اجيد وصف الشاعر الملهم والحذق
وبما انني لاول مرة اكتب عن شاعر، اجدني ربما لم اعطِ الشاعر حقه كما يجب لذلك اقدم اعتذاراً مسبقاً فشاعرنا ذو اصالة ونبالة، واهل فكر وبيان، اطرب لرنة شعره وغنة لفظه
إن بحور الشعر تماماً كالبحور، فمن تدرب على السباحة فيها، بسهولة سبح والإ صار الى الغرق، وبئس المصير
وشاعرنا يجيد السباحة والغطس فيحصل على اللؤلؤ والمرجان والدر الثمين والشعر الجيد الاصيل، والى المزيد من التقدم والابداع
24 حزيران 2016
قراءة بقلم سركيس كرم
كتاب «نظرة في تاريخ إهدن – أعظم المعارك الإهدنية في التاريخ (2000 ق. م- 1975)» هو إصدار جديد للكاتب المعروف والشاعر المبدع والباحث الأكاديمي الدكتور جميل الدويهي الذي أصدر على مدى أعوام من العطاء ثروة من المنشورات الأدبية. يذكر ان الدويهي قد حقق ويحقق النجاح البارز في مجالات الشعر والفلسفة والرواية والتاريخ مما جعله من أهم الأدباء والكتاب والمحللين.
يخوض الدكتور الدويهي في كتابه الجديد تجربة النشر باللغة الانكليزية للمرة الثانية بعد كتابه الأول «اسطفان الدويهي، من قمم اهدن الى قمم القداسة». وهذه تجربة صعبة للغاية بحثاً وتنقيباً كون معظم المراجع المتوافرة والوثائق هي باللغة العربية او الفرنسية وكذلك بالسريانية. وبالرغم من الصعوبة، نجح الكاتب بإصدار كتاب يتضمن وقائع العديد من المعارك التي خاضها الأهدنيون طوال تاريخهم بأسلوب توثيقي شيق.
يأخذنا هذا الكتاب المميز في رحلة تاريخية رائعة إلى مراحل تجعلنا نعتز أكثر بسيرة أجدادنا وبطولاتهم. فأجدادنا عاشوا طوال تاريخهم الحافل في جبال قاسية وتضاريس وعرة وناضلوا من اجل البقاء في صراع شبه دائم مع الغزاة على مختلف جنسياتهم.
تجدر الإشارة إلى أن غلاف الكتاب يضم صورتين، واحدة هي صورة فوتوغرافية حقيقية لبطل لبنان يوسف بك كرم مع البابا بيوس في الفاتيكان أخذت في عام 1879، والاخرى صورة زيتية للشيخ جرجس بولس الدويهي «محرر إهدن» كما وصفه الكاتب بطرس وهبي الدويهي. يستعرض د. جميل دور الشيخ جرجس الذي برز في منتصف القرن السابع عشر على صفحات 74 الى 83.
اللافت، أنه ولا سيما من منتصف القرن السابع فصاعدا، كما يرد في الكتاب، لعبت جميع الأسر الأهدنية، الصغيرة والكبيرة، بقيادة ما يعرف اليوم باسم العائلات السياسية الخمس: الدويهي، كرم، فرنجية، معوض ومكاري أدوارا حاسمة على مدى عقود عديدة في صنع التاريخ الأهدني المشرف على المستويات الدينية والسياسية والثقافية والبطولة.
سوف أتطرق في هذه القراءة المقتضبة إلى أربع نقاط رئيسية وردت في الكتاب كونها تسلط الضوء على بعض المراحل الأكثر أهمية في تاريخ إهدن.
النقطة الأولى هي أن الأهدنيين لم يكونوا من المعتدين حيث يثبت[t1] الكتاب هذه النقطة في الصفحة 10 «اقتنع الأهدنيون بأن دفاعهم عن أرضهم يعني الدفاع عن شرف عائلاتهم، وعن تاريخ الأجداد المجيد، وقبل كل شيء، عن دينهم». هنا، الحرية الدينية في ممارسة شعائرهم، والرغبة في الحفاظ على كرامتهم جعلتهم يقاتلون بشجاعة فائقة، وغالبا ما هزموا الغزاة على الرغم من ان أعداد الغزاة وأسلحتهم فاقت بكثير عدد الأهدنيين. يؤكد الكتاب ان الأهدنيين لم يشاركوا في معارك خارج أطار مناطقهم إلا في حالات نادرة (الصفحة 11) «قد انتقلوا إلى فلسطين في عام 1900 قبل الميلاد من أجل مساندة الكنعانيين في حربهم ضد الإسرائيليين. وبعد سنوات عديدة، اندفعوا بقيادة بطلهم يوسف بك كرم، بغية أنقاذ زحلة ومدن وبلدات أخرى من الفظائع».
والنقطة الثانية هي أن الكتاب يجزم أن إهدن كانت من البلدات الفينيقية القديمة التي لم تنل الاعتراف المناسب تاريخيا على هذا الصعيد على الرغم من أن إهدن ضمّت مواقع خصصت لآلهة الفينيقيين في باب الهوى لإله الثلج، البعول للإله بعل و غيره من آلهة الفينيقيين. (ص 19).
النقطة الثالثة هي قدرة أهالي أهدن القتالية التي تكرست في كافة المعارك التي خاضوها. وعلى الرغم من أن كل تلك المعارك تعكس ارادة المثابرة وعزيمة البقاء وروحية البسالة، تبرز ثلاث معارك كبرى الى جانب حرب السنتين 75-76 كأهم المعارك التي كان لها الأثر الكبير في تكوين وترسيخ الفروسية الأهدنية وموقعها الماروني والوطني المتقدم.
من هذه المواجهات المحورية معركة الشيخ جرجس بولس الدويهي لتحرير اهدن من هيمنة عائلة حماده وممارساتها. وقد دارت هذه المعركة الشرسة داخل بلدة إهدن لتنتهي بإنتصار ابناء اهدن بقيادة الشيخ جرجس الدويهي مما ساهم بتحديد معالم اهدن الجغرافية كما نعرفها اليوم (ص75). على أثر هذا الانتصار تم تعيين الشيخ جرجس الدويهي حاكما على اهدن بدلا من أبو ناصيف حماده المنهزم لتبدأ مرحلة غير مسبوقة في ادارة اقطاعية اهدن.
معركة بنشعي ومن ثم معركة سبعل (ص 111-115) بقيادة يوسف بك كرم حيث خاض الأهدنيون الذين لم يتجاوز عددهم السبعمائة مواجهات بطولية عنيفة ضد الجيش العثماني النظامي المؤلف من بضعة آلاف من الجنود. تسلح الأهدنيون بالسيوف والأسلحة المحلية الصنع الى عدد قليل من البنادق والكثير من البسالة ليلحقوا بالغزاة في كلتا المناسبتين أقسى الهزائم المذلة على الرغم من تفوق الغزاة في التدريب العسكري والأسلحة الفردية والمدفعية. هكذا، و خلال شهر واحد ورغم كل الصعاب، قام الأهدنيون بعد ما أظهروه من بطولة و مهارات قتالية وشجاعة لا تقهر بدحر القوات الغازية وإرغامها على الفرار نحو طرابلس.
حرب السنتين (ص 128) وأقتبس هذا الوصف من الكتاب «نشر لواء المردة المقاتلين من اهدن ومنطقة الزاوية ، على خط الجبهة الممتد على طول اثنين وأربعين كيلو مترا من أجل حماية زغرتا اهدن والجوار». هنا، أحيّي شهداء هذه الظاهرة الدفاعية الاسطورية من أبناء زغرتا الزاوية، وألفت الى أن المواجهة خاضها على طول ال42 كيلومترا عدد قليل من الأبطال وضعوا نصب أعينهم مهمة الدفاع عن زغرتا-الزاوية تماشيا مع تاريخ الأجداد على النحو الذي تدعمه الأدلة التاريخية التي يقدمها الدكتور جميل الدويهي في كتابه.
النقطة الرابعة والأخيرة هي أنه بوجود أصحاب المواهب والطاقات العلمية مثل د. جميل الدويهي سيتم الأضاءة على تاريخ اهدن المجيد لكي تبقى تضحيات أبناء اهدن في الذاكرة ولتظل عطاءاتهم على مختلف الصعد تساهم في إنعاش قلوب وعقول اللبنانيين في الداخل والخارج. والجدير قوله انه و بما أن أهدن تحظى ببركة المكرم البطريرك اسطفان الدويهي، وتتسلح بإرث بطل لبنان يوسف بك كرم، بالإضافة إلى ميراث هائل من قيم الأجداد وبسالتهم، فهي سوف تتغلب دائما على المحن والمصاعب.
وأختم بتوجيه أحر التهاني الى الأديب الدكتور جميل الدويهي الذي سوف تظل كتاباته تعمل على إغناء الأدب على المستوى العالمي. كما أن النجاح الذي حققه ويحققه هو مصدر فخر واعتزاز لكل المدافعين عن حقوق الإنسان والعدالة، ومصدر إلهام للكثيرين كون إنتاجه الأدبي يعكس الروح العبقرية للأفكار الابداعية.
من الشاعر فواز محفوض
إلى جميل الدويهي
كلّ بستانٍ و طيفٍ
واغتراب
فيه ما نفخرُ أنّا غرباء
نبدع الطيبَ وأزهارَ المحبة
ونلاقي الفجرَ نوراً
وانتماء
كل شيءٍ فيه صدقٌ
فنرى أنّ الأماني
في ارتفاع جامحٍ نحو
الضياء
عندنا أفكارُنا والإغتراب
شاركَتْ فيها المعاني
لشبابٍ أو صبيه
شعرنا أو قصةً تحكي
قضية
تبحرُ الأفلاكُ في عالمِ
أشواقٍ نديّه
وترى قبطانَها نور الجميل
كشعاعٍ بحروفِ الأبجديه
عمّر الشعرَ قصوراً
وهو يعطي بصفاءٍ
لا رياء...
أنظروا مشروعَه
الأفكار شمساً أبديّه.
من الشاعرة آمال معوض فرنجيه
إلى جميل الدويهي
25 أيلول 2018
إلى الروح المعطاءة
إلى الانسان النبيل
أخط كلماتي
صوتي يطال السحاب
حروف اسمك كالنجوم
تتلألا في السماء
طلة بهية كلها جمال
جميل اسمك كلك نقاء
ثقافة خبرة تدل على الكمال
صوت رقيق يرنم الحنان
يطرب الأذان
يعزف سمفونيات
تمجد رب الاكوان
كلماتك تسحر الألباب
تهدف للحب والخير والسلام
ترسو على مرافئ الشوق
بين الحقيقة والخيال
جمعتنا تحت لواء المحبة والأخوة
رغم المسافات والبعد...
أحببت أن تكرمنا فتكرمنا بأسمك وبثقافتك ومحبتك
رفعت الأدب الى أعلى المستويات .
راقي الحرف كرقي أخلاقك .أنت الجميل والعبقري اللبق .سفير الكلمة عبر القارات
شاعر الحب والجمال ...كاهن في معبد الروح ..أيقونة تعلق على صدر الثقافة ..
نفتخر بك وبأنجازاتك .كم يليق بك التكريم اليوم في ملبورن وباذن الله السنة القادمة في لبنان وطنك الام ...
شكرا دكتور جميل الدويهي لألتفاتتك الكريمة والتي بها نفتخر ونعتز
وشكرا للجنة أختيار جائزة الأدب المهجري د.جميل الدويهي _أفكار اغترابية.
توفيق يوسف - لبنان يكتب
عن معرفته بجميل الدويهي
في مسيرة حياتنا الادبية محطات لا تنسى...
قابلتة للمرة الأولى في سيدني استراليا في مركز الجريدة التي يديرها مع الصحافي اللامع جو خوري آن اصطحبني شقيقي محمود رئيس جمعية ابناء الضنية في استراليا وبمعية الناشط الاجتماعي نائب رئيس بلدية بانكستاون خضر صالح وذلك لاقدم له نسخة عن كتابي "لص العنب" المزمع توقيعه في موعد لاحق.
كم كانت دهشتي كبيرة عندما رأيته غارقا في بحر من الكتب والقراطيس تتكدس حوله كمتراس مقاتل غايته رفع شأن اللغة العربية والحفاظ عليها في بلاد الاغتراب.
يومها تصفحت واحدا من كتبه التي ربت على الاربعين كتابا باللغة العربية الفصحى والمحكية وصدف ان قرأت قصيدته الاولى في الحب والحنين الى ارض الوطن وكأني به مفترشا بساطا من العشب ظليل سنديانة تعانق الله بسموها منتصبة على قمة جبل لبناني اشم، وكأني به يحمل الوطن في قلبه الى البعيد البعيد ليكوكب حوله ابناءه الذين ارتحلوا عنه لظروفهم القاسية، وكأني به رسول الحرف العربي ناشره في العالم اسوة باجدادنا الفينيقيين.
فابلته للمرة الثانية يوم توقيع كتابي وكانت له كلمة ارتجالية يضيق المجال للحديث عنها لكن زبدتها انه وعدني باهتمامه الخاص بي وبمؤلفاتي اذ رشحني لجائزته الموقرة وكان لي شرف الفوز بها من بين الكتاب والشعراء في مختلف مناحي الارض.
يوم زارنا الدكتور الدويهي في لبنان كان لنا رغبة جامحة للقاء به في منتدياتنا الثقافية لكن برنامج زيارته كان ضاغطا بشكل كبير لكننا بعد جهد جهيد استطعنا ان نلص من وقته يوم راحته ليشرفنا في سير الضنية زائرا قلما استقبلنا نده منذ زمن بعيد.
ومن يومها استمر التواصل مع الدكتور الدويهي من خلال الشاشة الاصغر، وواظبنا على متابعته بشغف واهتمام كبيرين
ولمن لا يعرف جميل الدويهي فهو كانت وشاعر وناقد واديب. جمع ملفات العلوم تحت ابطه وشرع ينشرها على الملء دون ثمن او منة كمزارع اغراه ري الارض لتنبت مع حلول ربيع الادب ثمرا ريانا ناضجا يتذوقه العابرون على دروبه فينهلون منه كل لذيذ وكله كذلك.
نتمنى ان تعود الايام ادراجها وتنزاح عن كاهلنا معوقات الحياة الطبيعية ويعود الينا الدكتور الدويهي مثقلا بحزم القمح، قمح الحياة والفكر والادب والشعر الموزون والمحكي المتدفق كشلالاتنا التي لا تعرف اليأس والملل.
الشاعر عبدالله الرفاعي
يكتب من وحي مقطع شعري لجميل الدويهي:
قصيدة مهداة إلى الصديق الأديب الكبير الدكتور جميل ميلاد الدويهي:
"أقسمت بالحبّ الذي غنّيتُه
أنّي حياتي كلّها أعطيتُه
يشكو جميع العاشقينَ من الهوى
وأنا سعيدٌ بالذي عانيتُه
قالوا: ابتعد عن ظلمه، فأجبتهم:
لو غاب عنّي لحظةً، ناديتُه...
أهديتُه ذهب القصور لأنّني
ملِكاً على كلّ للملوك رأيتُه".
أبيات للشاعر جميل الدويهي
أيـقـنـتُ بــــالأدبِ الــذي أحْـيَـيْـتَــــهُ
أنَّ الــبـيــانَ عـلى يــديْــكَ بَــرَيْــتَــــهُ
فـنـظمـتَ من دُرَرِ الـجُمـانِ قصـائـداً
ونـثـرتَ مـِن عـبـقِ الـكـلامِ ، دَرَيْـتَــهُ
ولـبِستَ مِـن حـقَـبِ الـزّمـان عـبـاءةً
لـكـأنّ قَــسّــــاً قـد أعـــارَكَ كَــيْــتَـــهُ
وبـنـيـْتَ (لـلـحـب الأنـيــقِ معـابـداً)
ولـزِمْـتَ في حَـرَمِ الجمـالِ ، جَـلَـيْـتَـهُ
مـا كـُنـتَ في لـغـةِ الـقريضِ مُـقـلِّـداً
وتُـــجَــدّدُ الأثــــرَ الــذي قــلّــدْتَـــهُ
فـاخضَـلَّ وجـهُ الشّعر منكَ سماحـةً
واعْـتَـدَّ شـأنُ الـفكـرِ حينَ (دَهَيْـتَهُ)
مـــا زال جـبــرانٌ عـلـيــكَ مُـظَــلِّـــلاً
وتَــلا نُـعَـيْـمَــــةُ آيــةً ، فـتَـلَــوْتَــــهُ
لـلـنُّـبلِ فـيــكَ مــآثـــرٌ وصحــائــفٌ
وكَــريـمُ من شـيـمِ الـكِرامِ مـلَـكْـتَـهُ
الـنّـــابـغــونَ من الأنـــامِ قــلائـــــلٌ
وسبيـلُ من ألـِفَ الـنبـوغَ سـلـكـتَـهُ
وإذا تَــدَرّجـتِ الــرّجــالُ فـضـائـــلاً
لسَمَوْتَ عن هرمِ السِّمـاتِ، عَلَـوْتَـهُ.
1-قس : هو قس بن ساعدة الأيادي وهو من أكبر خطباء العرب قبل الإسلام
2-الكَيْت : القصص والأحاديث
الشاعر فواز محفوض يكتب
من وحي قصيدة "تهدمت مدينة"
:للدكتور جميل ميلاد الدويهي
يحزنني كلامه... أشعاره وقصة المدينة
لا شك أني معجب وناظر وسامع كلامك... الكلام و المعاني... ونغمة رزينة... وصوت أجراس على كنائس جوامع حزينة... كأننا بما وصَفت أو صَورت أرواحنا رهينة... مسجونة بواجب الحياة...نعم ... نعم أخي نعم وقصة المدينة... هناك حيث النار والدمار... بأول انفجار وبعده انفجار... ليخنقوا الأحياء والسكينة...
فصوروا المدينة وقلبوا الحارات في اصحابها ... فأوجدوا الشتات و شردوا النفوس... ليجمعوا الفلوس
وراحوا ينفخون بالأبواق في الشارع العريض والزقاق ليدخلوا بوابة أمينة... فيسرقوا البنوك و الأمان و يقفلوا الخزينة و ينشرون الموت والتشريد والدمار... وراحوا يبحثون عن تجارة ثمينة... و قالوا في أنفسهم: "نحن سادة المدينة"...
وأنت في عينيك تنسج الحكاية... وتنسج الخيوط والحروف والخطوط في الرواية ...
لن ينفقوا أموالهم... لن يطعموا الجياع ولن يُلبِسوا العراة والحفاة... أخاف لو أسألهم من يقبر الأموات في النهاية؟ ---- أو انهم أرادوا ان يعودوا للبداية !
كل الشكر د. جميل لهذه المشاهد الشعرية التي تشكوها قلوب كثيرة بألم، ونحن مع كلامكم ننظر للإصلاح والسلام...
قصيدة راقية المعاني.
الشاعر فواز محفوض يكتب
من وحي
قصيدة الدويهي "مرهم نعس"
أشــعـارك الــحـلوة خـبـز تـنـّـــور
زيـتــون طـيـب صـار للـمــــونـه...
رحلة بحـر بالصـيـف... وبشخـتـور
كـبـرت مـتـل أحــلام بـعـيـونـــي
شعرك رسالة مجد متل النـــور
فــيـهـا أصـالة وفـن مشـحـونـه
عم نكسب بشعرك فرح وسرور
عنـدك مـعاني بلطف سرقوني
دكتور جـمـيل وشـعرك المأثـور
أرزة أصــالة وغصـن زيـتـونــــه
يارب لو تـســمــح لـنـا الأيـــــــام
تا نلـتـقـي بأشــواق مـكـنـونــي
ونكتب حروف المعرفة بقلام
ولطفك وشاح الطِّيب بعيوني.
----
دائماً أسوح في كتاباتك وأشعارك من جمال إلى جمال.
إنها رونق أدبي وقصص تنفح الوشم على جبين الأدب
تحية لك بكل ما تكتب...
دكتورنا الأديب والشاعر جميل ميلاد الدويهي.
الشاعر عبدالله الرفاعي يكتب من وحي قصيدة الدويهي "مرهم نعس"
كتب الشاعر الأستاذ عبدالله الرفاعي:
متلكْ فحلْ ما شافتْ عيوني
وأهلْ الشعر ما عادْ يرضوني
صار الشعر متل الكشكْ منشورْ
عا سطوحْ ام الياسْ للمونة
وصاروا القصايدْ لا وزنْ لا بحورْ
يعني حياالله هاتْ صفُّوني
أنت كتبتْ وكتابتكْ بلُّور
بيشف نبض حروف مسكونه
وهَيْكْ بيصيرْ الشعرْ مأثورْ
للمفخرة وكنوز مكنونه.
الأديب الجزائري ابراهيم مشارة يكتب عن مشروع الأديب د. جميل الدويهي أفكار أغترابية الأدب الراقي.
تحت عنوان
“أفكار اغترابية” في أستراليا… نشر الأدب الراقي شعرًا ونثرًا ونقدًا، كتب الأديب ا لجزائري ابراهيم مشارة:
أنا إن شكوت فدمعتي من جفنكم ** وإذا شدوت فصوتكم قيثاري
مرحى بني أمي لأنتم مفزعي ** في النائبات وأنتم أظفاري
(الشاعر المهجري زكي قنصل)
صدر في في سيدني بأستراليا عدد تذكاري لنشاط الرابطة الأدبية والفكرية التي تبلورت في مشروع أفكار اغترابية يترأسه الشاعر والكاتب اللبناني الدكتور جميل ميلاد الدويهي، وهو مشروع يهدف إلى نشر الأدب الراقي شعرا ونثرا ونقدا من أستراليا بالشراكة مع جريدة “المستقبل” اللبنانية التي يترأسها جوزيف خوري، وكذا إقامة الأمسيات الأدبية والشعرية وحفلات توقيع الكتب الجديدة ومساعدة المبدعين على نشر إنتاجهم والتعريف به في لبنان والعالم العربي وفي أستراليا. وكان مشروع أفكار اغترابية قد أعلن جائزة الدكتور الدويهي للأدب الراقي وكرم خلالها في حفل ببيروت لفيفا من رواد الأدب في لبنان وأستراليا والجزائر هم: أبو شقرا، كلود- لبنان، أبي عبدالله، عبدالله – لبنان، أرناؤوط، غادة- كندا، أنطونيوس، جولييت – لبنان، د. توما، جان – لبنان، حاتم، ريتا قزي – أستراليا، حايك، أوجيني عبّود – الولايات المتحدة، الحسيني، أحمد – أستراليا، د. الحوراني، عصام – لبنان، رزق، طوني – أستراليا، زغيب، شربل- حراجل – لبنان، طرابلسي، جورج – لبنان، عريجي، روي – لبنان، القزي، كلادس – أستراليا، د. كرم، كلوفيس- الولايات المتحدة، مبارك، ميشلين – لبنان، مشارة، ابراهيم – الجزائر، يمين، أنطونيو – لبنان، يمين، محسن إدمون – لبنان، يوسف، توفيق – لبنان. جائزة الدكتور جميل الدويهي للأدب الراقي، حيث كرم كل واحد منهم بميدالية وشهادة اعتراف، ويحتوي العدد التذكاري الذي صدر في مارس/آذار كلمة لفيف من أدباء وشعراء لبنان والجزائر؛ تتضمن الكلمة شعور المبدع بالتكريم وعن الدور الريادي الذي تضطلع به أفكار اغترابية، في نشر الأدب وفي إقامة جسر تواصل ثقافي وفني بين لبنان وأستراليا، وكذا نادي الشرق لحوار الحضارات الذي يسعى إلى توثيق عرى التثاقف والتواصل الحضاري القائم على التعددية والاعتراف بالآخر وثقافته، ولا غرو في ذلك فلبنان هو بلد التسامح والتضامن بين أبناء شعبه الذين ما زادتهم تعدديتهم الثقافية والمذهبية إلا تضامنا وتلاحما وانسجاما على مر التاريخ، حيث يسكن في حب الوطن روح كل لبناني ويظل يصدح في وجدان كل مغترب قول إيليا أبي ماضي:
لبنان لا تعذل بنيك إذا هم ** ركبوا إلى العلياء كل ســـفين
لم يهجروك ملالة لكنهم ** خلقوا لصيد اللؤلؤ المكنـون
لـما ولـدتهم نســــورا حلقوا ** لا يقنعون من العلا بالدون
الرابطة القلمية التي أسهها جبران وميخائيل نعيمة في نيويورك في بداية القرن، وكذا العصبة الأندلسية التي أسسها في أميركا الجنوبية لفيف من مبدعي لبنان كالقروي وصيدح وفرحات؛ سنتا سنة حميدة لكل شاعر ومفكر يرغب في لم الشمل والتواصل مع الوطن الأم فليس كالفن والفكر رسولا إلى القلب والعقل معا.
يذكر أن مشروع أفكار اغترابية أقام مؤخرا حفلا تكريميا للأدباء المكرمين الآنفي الذكر في بيروت بحضور ممثل عن وزير الثقافة الدكتور محمد داوود حيث حضر ممثلا عنه ميشيل معيكي، وكذا رئيس نادي الشرق لحوار الحضارات فولا تنوري عبود ولفيف من مثقفي لبنان ورجاله ضمن أسبوع ثقافي صيفي بلبنان زار فيه وفد أفكار اغترابية لبنان، وأقام أمسيات شعرية وندوات فكرية في كل ربوع لبنان، واختتم الأسبوع بزيارة لبيت جبران خليل جبران في بشري.
يحرص كل مثقف لبناني ظاعن على التواصل مع الوطن الأم، وعلى مد جسور التوادّ والتعاون والتثاقف أسوة بالكبار من رواد الأدب المهجري الذين شطت بهم ديار الغربة عن الوطن كجبران ونعيمة وندرة حداد وشفيق وفوزي المعلوف وجورج صوايا، ورشيد سليم الخوري، وميشال مغربي وإلياس فرحات وجورج صيدح وغيرهم ولكن ظل الولاء للبنان وللعالم العربي قارا في وجدانهم.
إنا وإن تكن الشآم ديارنا ** فقلوبنا للعرب بالإجمالِ
نهوى العراق ورافديه وما عـلى ** أرض الجزيرة من حصى ورمال
بنا ومازلنا نشاطر أهلـها ** مر الأسى وحلاوة الآمال
(الشاعر المهجري إلياس فرحات).
***
(*) ميدل إيست اون لاين
موقع الف لام
موقع أفكار اغترابية
والعديد من المواقع حول العالم.
رسالة من الشاعر حاتم جوعية -
المغار الجليل إلى جميل الدويهي
حضرة الشاعر والأديب الكبير الصديق والأخ العزيز الدكتور جميل الدويهي المحترم
تحية ودية عطرة وبعد،
المسيح قام... حقا قام... فصح مجيد وعيد سعيد ومبارك عليك وعلى جميع العائلة وعلينا جميعا... وإن شاء تكون أنت دائما وجميع العائلة بخير وبصحة جيدة.
وبالمناسبة لقد قرأت مقالك عن المطربة الكبيرة السيدة فيروز المنشور في موقعك أفكار إغترابية والذي تدافع فيه عنها ضد أولئك المارقين والمغرضين الحاقدين والذين مصيرهم مزبلة التاريخ ... إنه مقال رائع... وأسلوبك يا دكتور في الكتابة قريب جدا إلى أسلوبي... وشعرت كأنني أنا كاتب هذه المقالة، لأننا أنا وأنت نحمل نفس الأفكار والآراء تقريباً.
وأريد ان أضيف: إن جدة فيروز (أم والدة فيروز واسمها سسول) من قريتي المغار - الجليل - فلسطين وكانت متزوجة في قرية ترشيحا - الجليل الأعلى، وبعد وفاة زوجها رجعت إلى قرية المغار. وقد سكنت والدة فيروز واسمها (روزا) مع امها سسول فترة في قرية المغار قبل أن تتزوج في لبنان وتنجب المطربة فيروز وأختها هدى وباقي الأخوة.
والمطربة فيروز زارت قريتي المغار عدة مرات قبل عام 1948، عام النكبة ، وكانت صغيرة آنذاك.
صديقك وأخوك حاتم جوعيه
قرية المغار - الجليل - فلسطين
تهنئة من الأديبة أوجيني عبود الحايك
بلقب عميد أدب المهجر
عاشق الكلمة إلى درجة الشغف المنقطع النظير .. كريم الفكر والروح لا يهمّه الذهب أو القصور .. مملكته الأبجدية وبحورها وعروضها ومرادفاتها .. حروفه تزيّن السطور بالحكمة، تلمع باليقين ويرنّ صداها كأجراس العيد
دكتور جميل الدويهي الأديب اللبناني المغترب الذي يحمل وطنه الأم وأبجديّته إلى العالم، رسالة من الإبداع والوفاء .. من أستراليا الوطن المقيم يشرّع أبواب مملكته الأدبيّة للأقلام العربية برحابة صدر.. حياته الأدبيّة كريمة وناشطة لدرجةٍ تشعر وكأنّ الأدب قوته اليومي.. في الغربة بينما الناس تتسابق إلى جمع المال واقتناء كل ما هو فخم وملفت للأنظار، يسهر الليالي من أجل تنقيح الكتب ومراجعتها من أجل نهضة أدبيّة غير مسبوقة.. تدخل مملكته باحترام، أوراق بيضاء تراها في كل مكان تنتظرك كي تمسك بواحدة منها وتخرطش عليها ألوان روحك وفكرك.. تعيش معه ثروة الفكر وتحلّق في أفق واسع المداد.. لولب أفكار إغترابيّة، المنبر الثقافي الحاضن الذي يحرّر الخيال من الجهل والعبوديّة، من الحقد، من الوجع، من الحاضر الملبّد، ويسافر بالفكر إلى أفق المبدعين المتعطّشين إلى بئر المعرفة ليتركوا بصمة سرمدية في بيادر الكلمة
مبروك من صميم القلب لقب عميد أدباء المهجر الذي نلته مؤخّرًا والذي يليق بك وبكرم روحك وجهودك
أوجيني عبود الحايك
أميركا
٢٨ حزيران ٢٠٢١
من الشاعر فواز محفوض
إلى أفكار اغترابية
غارت عناقيد الكـروم مـحـبـّة
في غربة لحنُ الهوى... والدارُ
والفخرُ فـيـه فنونكم مترنحاً
ذاك الجـمـيـل وبـدعـةٌ ووقارُ
فالمريميّة والبنفسجُ والندى
وطلـول سـيـدة الحـنين فخارُ
الشعر والأدب الجليّ مزاجُـه
وتضيءُ منكم للـورى أنــوارُ
أدبٌ وشـعـرٌ ناقـد ومـحــاورٌ
تـدنـو وتـنـهـل علمَه الأحرارُ
من الأديبة مريم رعيدي الدويهي:
شكراً لأمير التواضع
في كلّ مرّة تدعونا إلى جلسة حواريّة حول أحد كتبك، تنشر أسماءنا وصورنا، وترسل إلينا بطاقة شكر، ولا تنسى أحداً منّا. فلتسمح لي، يا أمير المحبّة والتواضع أن أشكرك من كلّ قلبي، لأّنّك ضمّنت في كتبك مطالعات لنا، وسهرت عليها ورتّبتها، ودفعت بها إلى المطبعة، وتابعتها كأب حنون يتعهّد أبناءه. ومن واجبي أن أعبّر لك عن عرفاني بالجميل:
لأنّك نشرت أعمالي الخمسة...
لانّك رعيتني في أفكارك الاغترابيّة...
لأنّك شّجعتني على الكتابة، وأعطيتني القوّة لأقف على مسرحك - الحياة الصغيرة (الكبيرة بالفعل)...
لأنّك تسهر طويلاً ولا تبالي بصحّتك من أجل نهضة اغترابيّة ثانية، أنت فيها الخاسر الأكبر، لأنّك ببساطة تتعب وتسهر...
لأنّك، إلى جانب أعمالك المضيئة، وثّقت أعمالنا في كتب متتالية... وأعطيتنا الفرصة لكي نعبّر عن آرائنا في أعمالك الراقية.
ألف شكر لك لأنّك تستحقّ. ونحن من أهل العرفان بالجميل للجميل.
الوفيّة مريم رعيدي الدويهي.
من الشاعر عصام ملكي إلى جميل الدويهي
طيــرٌ رياشــه للزرقاء تنتســبُ
والشعرُ منه جمالَ اللون يكتسبُ
يصفّقُ الوزن بالجنحَين مبتهـلاً
واللحن فيه دموع الكرم تنسكبُ
بالجوِّ حــلّقَ والأنســام تسألــُه
في صفحة الريش مَن اقوالهم كتبوا؟!
فردّ مفتخراً، والغيــم قبّعــة:
إنّ الجميل إلى المرّيــخ يقتربُ
للصرف أعطى بيوم الشعر سطوته
وأفهم الناس مَن افعالَهم نصــبُوا
كالفجر جاء ونور الشمس ألبسَه
ثوب الحرارة كي لا يبردَ العصبُ
من قال إنّك يا برلينُ محظية؟
إنّ الجدار (*) على الظلاَّم ينقلــب
من قال يوماً بأقوام مجاهــدة
في ظلّ خطوتهم كم أورق الحطبُ!
فالشعر شعر اذا كانت معالمــه
تحكي البلاغة، والتقصير ينصلـبُ
من يعطِ شعرا بدين النثر مرتبطاً
لا شكّ يرسو على أعتابه العتَبُ
في عودة الطير (**) اقوال مزخرفة
بالخوض فيها عقول الناس تلتهبُ
شعر الجميــل لــه الأيّــام قاتلــة
الزخم منك وفيك السحر والعجَبُ
_____
* إشارة إلى قصيدة كتبها الدويهي توقع فيها سقوط جدار برلين، وقال فيها
تهاوى الجدار
كغصن نحيل تهاوى بصخب البحار
والقصيدة من الأعمال الكثيرة الضائعة من شعر الدويهي
** إشارة إلى ديوان الدويهي الأوّل
عودة الطائر الأزرق
من أنطوان الحربيّة - ملبورن إلى جميل الدويهي:
قصيدة "من الليل فيكي تطلعي"
(منشورة في ديوان
كلما طلعتْ عا خيمتي)
تحوّل الجرح إلى زهور الربيع
تواضع، إبداع، صداقة صادقة، عندما تكون لدى الشاعر هذه المشاعر الثلاثة، لن يكون في العالم أشواك أو عقبات، أمام طموحه.
إنّه الشاعر الذي يكتب كلّ يوم قصيدة، وفي كلّ مرّة بكلمات مختلفة، مثل أمواج البحر... فكلّ موجة لها صوت، ونغم، وحركة تختلف عن الأخرى.
... لن يجفّ قلمك أيّها الشاعر المبدع، حتّى يجفّ البحر وتتفتّت الصخور.
قصيدتك لبيروت "من الليل فيكي تطْلعي"، رائعة الروائع... بهذه الكلمات حوّلت جرح بيروت بالفعل إلى زهور الربيع، والدموع إلى مطر مليء بالفرح.
ومهما كانت الرياح باردة، وبيروت تبكي، فقد أمطرتْ كلمات قصيدتك جمالاً، وكانت تاجاً لمدينة من جواهر نادرة.
وستبقي بيروت أضواء ليلية ملوّنة، وشموخاً مثل نجوم الليل الساطع، تضيء عتمة السماء...
سمر الخوري تكتب عن قصيدة للدويهي
هيك افترقنا
المقطع الأخير من قصيدة "هيك افترقنا"
بْخيْط السهَر عَم قَطّب النسيان
وسِهران حَدّي العتم… والمجْهول
وعم إنْطرك مع رَغْوة الفنْجان
بين السؤال وبين خَوفي عليك
نازل شِتي عْيوني… وشِتي أيلول
الشاعر جميل الدويهي من ديوان
هيك القمر غنّى لعيونك
هيك افترقنا ، قصيدة للشاعر المغترب جميل الدويهي. قصيدة في الظاهر تحمل معنى العتاب بين حبيبين. ولكني أراها تعبيراً عن الغربة، بعيدا من الوطن. غربة طالت حتى غدت عمرا من الشوق والحنين، إلى بلاد الأرز وصنين
كيف افترقت أيها المهاجر عن الأم الوطن؟ كيف غلف النسيان حياة الغربة والحرمان من عطف التراب المقدس؟
أيكون السهر والأرق والشوق دواء للنسيان؟
اتسعت خرقة الحنين بحجم امتداد السنين. وأنت تحاول تقطيبها بالنسيان. والنسيان كالكذب على الذات خيطه قصير. تسهر لتنسى. كأن النسيان خمرة في دنان المستحيل. أهكذا يداوى الرحيل؟
أين نار الآلهة يا بروميثيوس؟
أبن مصباح ديوجين؟
لقد سرقت حية جلجامش منك النار والقنديل، ولم يبق لك الا المواويل، تتغنى بها في ليالي “العتم والمجهول”. عتم الغربة في بلاد مجهولة فيها الغريب للغريب نسيب
ويبدأ الانتظار، كل صباح، يرتشفه الشاعر مع فنجان القهوة، ونشرات الأخبار: كيف حال الوطن؟ متى تموت فيه الفتن، وتكون العودة المرتقبة، إلى أرض الميعاد، إلى فردوسه المستباح؟
هو آدم الجديد يستعيد وسط الدموع ذكريات الخلد، وأيام الهناء، في السماء
هيك افترقنا، والفراق دموع كالأمطار، في شهر الغلال، بين الخوف على الوطن إلى درجة الجنون، وحرقة السؤال: نكون أو لا نكون
مطر
مطر
مطر
يستصرخ السيّاب الجديد أرض غربته، لعلّ حزنه ينتهي بعودة ، بعد زوال الخطر. ولا مطر
أيها الشاعر المثقل بالحنين، بحلم الثورة الجنين، دموعك لن تبقى بلا فائدة. أمطارك الحرّى لثورة الأطفال في بلادنا رائدة، ولو طال الانتظار. وسوف يعقب العناقُ الفراقَ، سوف يروي المطرُ العراقَ، يا سياب. وسوف نراك يوم الأياب. وليس ذلك اليوم ببعيد، يوم عيدنا السعيد
وسيعود القمر المغترب يغنّي لعيني الوطن، سنفونية حلم العاشقين، غير المفارقين
هكذا افترقنا. وهكذا اللقاء، لأرضنا البقاء، لشعرك النقاء ارتقاء، في معجن الخلود
***
ردّ من جميل الدويهي
كأنني التقيت بك من قديم الزمان، ربّما في طروادة، أو على شاطئ فينيقيا، وأنت تودّعين بحّارة، يقتحمون الموج الهادر إلى قارّات جديدة. رأيتك يا سيّدة من شعر وقيثارة... نعم رأيتك على السطور تتهادين في خطى عشتروت، في الحروف تتسلّلين من الألف إلى الياء، وتضعين ضمّة ورد على كلمة... هي قلب يخفق ويضيء.
نتعب هنا وراء البحار السبعة، ونغامر في الأسطورة، نقع ونقوم، نجالد ونسهر، ويحزننا أنّ أدبنا لا يلقى من النقد إلاّ نزراً يسيراً، في زمن بات فيه النقد صداقات ومعارف، ونكايات، ونكراناً للمبدعين. وتطلّين أنت، فأسألك: كيف تعرفينني؟ وتعرفين أنّني في حاجة الآن إلى من يخفّف عنّي ألم الغربة وتمزّق الروح، لكي لا تبكي عليّ السماء كما بكت على هوميروس، وهو يغنّي ضريراً في أثينا العذاب.
رغوة الفراق على فمي، وزبد البحر لا يفارق مخيّلتي. يضربني على وجهي. يأخذني من ذاتي، ويتركني في الخضمّ أعاني وأتبدّد. هذه حياتي... منذ ولدت ما رأيت كثيراً من الفرح، لأنّ بائع الضحكة تركني وحيداً ومضى إلى تلك الجبال، حيث رفوف السنونو، ونحيب القمر العتيق على شبابيك جلنار... يا سمر، لا يخلّصني من معاناتي السكوت الذي طال. تنقذني فقط صرخة تصل بين الأرض والسماء.
أشكر محبّتك وقلبك الجميل، ودمت يا سمر أغنية تطرب لها الروح... ولو في الأحزان.
ليندا اللقيس غصن: عن الغراب الأسود (من وحي نصّ "الغراب" لجميل الدويهي)
عندما حملت صليبك وتبعك جمع غفير من الشعب من نساء كن يضربن الصدور وينحنَ عليك، التفتَّ َّاليهن قائلاً: لا تبكين عليّ بل ابكين على انفسكن واولادكن... اجل سيدي لقد تراجع العالم الى تلك الحقبة من الزمن، ففي كل ساعة ويوم تصلب الاوطان واهلها... وبكى العالم وانتحب دموعا من الدماء... وبكت الامهات وضربن صدورهن تأوها على اولادهن.
حدث رهيب ومسرحية غريبة الاطوار، تقوم بتمثيلها جماعات انتحلت شخصية هيرودس ويهوذا... وانتشر الظلم والظلام على ارضك سيدي ونعق الغراب الاسود في سمائك الزرقاء باسطا جناحيه تماما كما يقول فيلسوف العصر الجديد الدكتور جميل الدويهي في كتابه "رجل يرتدي عشب الأرض"
اليكم ما يقول العبقري الدكتور الدويهي
"كان اناس في قرية وراء الجبال يعبدون غرابا اسود وقد حنطوه وجعلوا له مكانا يزورونه ويتباركون به ويبتهلون اليه لكي يغدق عليهم بالخير" يا للغباء الاعمى سيدي
"وكانت تسهر على ذلك الغراب عجوز تتقن الشعوذة، وذات ليلة مرضت ولم تحرس الغراب المحنط فمرّ في المكان رجل غريب ورأى الطائر الاسود فانتزعه من مكانه وجاء بحمامة ناصعة البياض وجعلها مكانه
جاء الصباح وخرج الناس من بيوتهم وذهبوا ليلقوا نظرة على غرابهم فلم يجدوه بل وجدوا الحمامة مكانه تهدل بصوتها العذب... فما كان منهم الا ان هجموا عليها ونتفوا ريشها وقطعوها اربا اربا ورموها في بئر عميقة قائلين: لقد استقامت العدالة وما علينا الا ان نبحث عن غرابنا الحبيب فيعود النور الى قلوبنا ويزول الشؤم الذي جاءت به هذه الحمامة ويُمحى يوم اسود من تاريخنا المجيد
يا للكارثة! تماما كما يحدث الآن على الساحة... لقد قتلوا حمامة السلام البيضاء ومزقوا التاريخ المجيد وتربع الغراب الاسود وشؤمه سيدي فما الحل وانت صاحب الارض وحارسها؟
اين الحمامة التي حملت غصن الزيتون علامة الخلاص من الطوفان، فلا تسمح ان يخرج لوط من ارضك لئلا تنزل النار من السماء ثانية ويهلك الجميع... رحماك سيدي
احفظ الاوطان واهلها ووطد المحبة في القلوب شريعة ملكوتك الاولى، وكما زجرت الرياح والبحر وعاد الهدوء التام هكذا انتهر هذا التيار الشرير الذي يدمر، ورحلت الحمامة البيضاء وبسط جناحيه الغراب الاسود محلقا في سمائك الزرقاء ينعق... فلا تسمح سيدي
الارض ملك لك والانسان نفحة من روحك القدوس لم تميز وتفرق بل فتحت ذراعيك للجميع قائلاً: "لجميع الناس على اختلاف احوالهم مكان في ملكوتي والمحبة شريعتي" اذن لا يشغلك جمال الحياة ومسراتها وتنس رهبة الموت يا اخي الانسان
الأديبة مريم رعيدي الدويهي تكتب عن احتفالية الأدب المهجري الراقي - 5
نبض الرهبة
ليست المرة الأولى التي أقف فيها على مسرح الدويهي، وفي مهرجاناته الحاشدة. فكم مرّة ألقيت من قصائده، ومن نثره الفكريّ المحلّق، وكم قرأت من أعمالي... وكم رفلتْ تلك الليالي بالحرير والأرجوان، وسطعتْ فيها أنوار الجمال، واحتفلت الجالية، هنا في هذا المقلب من الأرض، وراء البحار الشاسعة... بأدب من الشرق، راق، ورفيع، ومختلف!... فجميل منذ صغره يحبّ التحليق عالياً، وفي روحه شوق وتوق إلى المغامرة، ويهوى الإبحار في ما يشبه المستحيل، ويعلن عن مفاجآت لا يفكّر بها كثيرون
أربعة وعشرون كتاباً دفعة واحدة. ليس هذا أمراً مألوفاً، ولا عاديّاً، ولا مسبوقاً. والحجّة والبرهان حاضران، وسيرى أبناء الجالية في أستراليا كيف ستُعرض الكتب، وسيحمل كلّ ضيف أربعة منها، كهدايا مجانيّة، فقط من أجل نهضة أدبيّة اغترابيّة، ومن أجل التأكيد على العمل الجادّ والصادق الذي وراءه تضحيات جسام... وكرمى لعين الأدب والثقافة
لا أبسّط الأمور، ولا أعمي عن الحقيقة، ولا أصوّر الأمر كأنّه من البديهيات... ولي في المهرجان خمسة كتب، هي "إضاءات على فكر جميل الدويهي"، و"فكر جميل الدويهي ومدينة القيَم الخالدة"، و"عالجسر العتيق ما لقينا مطارحنا"، "... وبعدك بتسأل عنّا يا شجر الغْياب"، و"بنفسج ناطر تا ترجع الضحكه". وهي جميعاً من منشورات "أفكار اغترابيّة". ولولا المشروع الدويهيّ، لما رأت تلك الأعمال قبساً من النور، بل ظلّت مخبوءة في جوارير العتمة والنسيان... وأقدّم هذه الكتب إلى جانب الأمير الجميل، وكلّنا سعادة في أنّ الناس سيكونون في فرح معنا، وسيحملون معهم إلى منازلهم صفحات مشرقة، هي في الحقيقة ساعات طويلة من التعب والسهر، والكفاح الإنسانيّ النادر
أشعر بنبض الرهبة، لكن ما يخفّف عنّي أنّ الجميل معي، وقريب منّي... وكلّ نبض معه يتحوّل إلى معزوفة رقيقة، وغناء من جوقة شحارير... على جبال إهدن الشامخة
أنطوان الحربية يكتب عن احتفالية الأدب الراقي - 5
مهرجان مشروع أفكار اغترابيّة الذي سيقام في مدينة سيدني في 30 حزيران المقبل (2022)، هو من أهمّ الأحداث الثقافيّة المميزّة، لأنّه يهدف إلى تسليط الضوء على حركة أدبيّة فاعلة، ومناسبة تاريخيّة سيوزَّع فيها أربعةٌ وعشرون كتاباً مجّاناً إلى الحضور الكريم (ارتفع عدد الكتب إلى أكثر من 36 كتاباً)
هذا المهرجان يُعتبر الأوّل من حيث كثافة توزيع الكتب وأنواع الشعر... ففي ملحمته العظيمة، يرعى الدكتور جميل الدويهي براعم التذوّق الأدبيّ المشرقيّ، وينشر أنوار شعره فوق الجبال المغطّاة بالثلوج، وعلى الجزر والمحيطات، ويضيء بكلمته ليالي الشتاء السوداء، في نهضة اغترابيّة لا نهاية لها، بل تبقى إلى ما بعد بعد العصور
هو حدث شامل يجتمع فيه القرّاء والشعراء والصحفيّون والنقّاد لمناقشة دور الأدب في عالم اليوم... إنّه مهرجان تلتقي فيه السياسة بالشعر، والمجتمع بالفنّ، كما يلتقي الفنّ بعالم مثاليّ
مهرجان يهدف إلى نشر ثقافة الوعي والحكمة، تُتوّجه نتاجات الدويهي التي لها جاذبيّة واسعة في معظم أنواع الأدب
إنّه مهرجان للأدب يكتب نفسه في صميم ما يعنيه إنسان القيَم والحياة، وما أجمل أن يكون الأدب أداة لتحرير الأنسان نفسه من نفسه
الدكتور جميل الدويهي ومشروع الأدب الراقي
بقلم رئيس التحرير: زياد علوش (الفجر الجديد)
10 أيلول 2019
في الوقت الذي تزدحم فيه منطقة الشرق الأوسط بمشاريع التقسيم على اسس عنصرية وافدة طائفية ومذهبية وعرقية ومناطقية ودينية…لتفتيت ليس فقط النظم السياسية بل النسيج الاجتماعي برمته
في هذة الأجواء الملبدة ومنذ جبران خليل جبران ونخبة الأدب المهجري الذي نهلناه على مقاعد الدراسة الأولى انقطعت أخبار الأدب اللبناني المقيم والمغرب لصالح المقاربات السريعة “عش سريعا ومت شابا ” الى ان كانت رحلة الأديب والشاعر الدكتور جميل الدويهي نحو إعادة الاعتبار للجمال وأدب الاصالةبالتأكيد ليس المكان هنا لاستعراض ميزات الأدب المهجري والمقيم القديم منه والحديث وليس عن تفرد الدويهي بين أقرانه
إن أهمية مشروع الدكتور الدويهي الادبي ربطا بزيارته الحالية لوطنه لبنان في الظروف الحالية السالف ذكرها في منطقة الشرق الأوسط حيث سيادة العنف الممثل بالصهيونية والفساد وإلارهاب فإن مشروع الأديب الدويهي القائم على الجمال والثقافة والادب والشعر بما يعني في بعده الإنساني من حوار وسلام وتواصل وشغف ومحبة مناقض تماما لما هو سائد
لا شك أن محاربة التطرف والارهاب والفساد يتطلب إعادة الاعتبار للمقاربات إلانسانية الاصيلة التي يمثلها مشروع الأديب الدويهي لا سيما في لبنان وقد أغرت العنقاء بعض اللبنانيين فاسلسوا لها قيادتهم على غير رغبة حقيقية منهم
فاهلا بك الصديق والزميل العزيز د.جميل الدويهي وانت تنثر عطرك الفواح وتجمع لبنان من أقصاه إلى أقصاه على كلمة سواء ومشروع نحتاجه كالماء والهواء وانت تؤكد أن المعاني الإنسانية السامية وثقافة الجمال وغاية التواصل التعارف كانت فطرة أزلية سبقت كل شيء وان ما بعدها من دين وفلسفة جاءا لتاكيدها فما أحوجنا هذة الايام في لبنان خاصة وفي عالمنا العربي عامة إلى العودة لاصالتنا الجامعة التي من خلالها نحيا ونعيش ونطل بها على العالم أجمع وهل هناك منصة لتلك الاطلالة تفوق استراليا القارة والدولة العزيزة التي تحتضن بأبوة أبنائنا المهاجرين والمغتربين دون إغفال أية منصة على مساحة العالم أتاحت لأبنائنا التميز والتعبير عن ذاتهم التي اغنت الانسانية جمعاء
الاديب د. جان توما في تقديم الاديب المهجري د. جميل الدويهي
في لقاء الأحد الثقافي- طرابلس مطعم الجزيرة ٣٠ اب ٢٠١٩
جايي من رمح السيف
من عطر الليل
من عشاق الشتي
وسفر الخيل
والورد ووراق الشجر
وموج الصيف
جايي حامل بإيدو محبرة
يخرطش ع الحيطان
حكايات العمر
يرسم الحلوين السمر
بحبّات صلا المبخرة.
كتب بالعامية
بالموسيقى
بالفصحى
كذدر بقادوميتها
العتيقة
شفتو من سنين
باللويزة الجامعة
حامل كتاب
وبشارة كلمي سارّة
وشفتو اليوم
من بعد غياب
حامل بايديه
محيط
جزيرة
وقارّة
عم يكتب أشعار
بيجمع بهالكتّاب
حجار فوق حجار
ت يعمّر
ادب مهجري
وعم ينمى
هونيك
ولو بعدو طري
من هونيك
باستراليا
بآخر الدني
زرع وردة أدب
وشعر وسوسني
وكل ما كبر “جميل” بالعمر سني
بيرجع شب ع أرض الولدني
هون كانت حياتو
وهون كتبت دياتو
وهونيك بيوم من الزمان
ع إيديه رجع المجد المكتوب
رجع معه نعيمة وجبران
ت العربي يبقى رفيق الورقْ
وع الكتابة ما حدا يتوب
خلي الورقْ
ت العمر يبقى
والقمر ما ينسَرَق
جميل الدويهي
استراليا
مرجوحتك
من زمان
بس مخدتك
اسمها لبنان
أنطوان الحربيّة - ملبون يكتب عن أفكار اغترابيّة
8 تشرين الأول 2018
ألقيت الكلمة في أمسية الدويهي في ملبورن
مرةً جديدةً نلتقي مع قامةٍ أدبيةٍ وفكريةٍ وإنسانيةٍ من الطرازِ الرفيع. حمَلَ رسالةَ الكلمةِ منذُ حلَّ بينـَنا، طائراً أزرقَ ينزِلُ على شاطئِ الغُربة ويُغنّي لموعدِ الرجوع، ويَعزِفُ تقاسيمَ شرقية، فَيَرقُصُ الفجرُ ويتمايل
عاشقٌ من ذلك الشرقِ البعيد، جبلٌ من جبال إهدن، يسافرُ ويغامرُ، لكنّهُ جبلٌ من عطرٍ، وسحْر، يَهمِسُ أحبُّكِ لحبيبةٍ هي الكُلُّ عندَهُ، وعيناها فِرقَةُ موسيقى. وقد أهداها من حبْرِهِ وردة، ومن أجلِ الوردةِ كتب، ولأهلِ الظلامِ لكي يَفيقوا من ليلِ العصور، ويعودوا إلى عصرِه هو، عصرِ المحبَّةِ والسلام، حيثُ للروحِ معبد، ولتأمُّلات من صفاءِ الروح مَرفأٌ وشِراع
إنّه الكاهنُ الذي ارتدى عُشبَ الغاباتِ والحقول، ولعِبَ مع الهواء، لا يَهُمُّه شيءٌ من خزائنِ الذهب، فأغنيةُ الشجَرِ تكفيه، ورِحلةٌ مع النهرِ الذي لا يذهبُ إلى مكان شغفُه الأزلي
كتبَ لتاريخِِ إهدن، وأنشدَ للبنانَ، ولبيروتَ، وللحرّيّةِ، وللحبِّ، والمرأة، وللوطن، والإنسانيّة
ودعا في قصّتِه "طائرُ الهامة" إلى خلْع الثيابِ القديمة، ثيابِ الحقدِ والضغينة، وارتداءِ المحبةِ درعاً ولباساً
وفي رائعتِه "في معبدِ الروح" حمَلَنا إلى عالمٍ مِثالي، وأعادَنا إلى صفاءِ الروح، إلى القيمِ الفاضلة التي تصنعُ الإنسانَ وتمجّدُه
وكم نوعاًَ من الشعرِ كتبَ الدويهي؟ إنه الشاعرُ الأولُ في تاريخِ العرب الذي كتبَ سبعةَ أنواعٍ من الشعر، جمَعَها في كتاب "اعمدةُ الشعر السبعة"، ثم أضافَ نوعاً ثامناً في أواسطِ هذا العام، أطلَق عليه اسم: النصُّ العاميُّ الشعري
ويضيفُ الدويهيُّ الجميلُ هذه الأنواعَ إلى القصةِ القصيرة، والروايةِ، والفكرِ، والتاريخ، والدراساتِ الأكاديمية، وباللغتينِ العربيّةِ والانكليزية، والمقالاتِ السياسيةِ والاجتماعية التي تتماهى وعملَهُ الإعلاميّ
هذا الدويهيُّ الأنيقُ والرقيقُ هو كالبحرِ من أيِّ الجهاتِ أتيتَه، حتى بلغَ ما نشرَه في أستراليا منذُ عامِ الفينِ وخمسةَ عشرَ أكثرَ من اثنينِ وعشرينَ كِتاباً مختلفةَ الأنواع، هي أشبهُ بالأسطورةِ . وتُضافُ هذه الأعمالُ الجليلةُ إلى اكثرَ من عشرينَ كتاباً نشرَها قبلَ عامِ الفينِ وخمسةَ عشر، وحصيلةُ هذا الإبداعِ تكادُ لا تُصَدَّق
لقد أصبحَ الدويهي مدرسةً، وخصوصاً في الشعر، حيث احتضنَ على موقعهِ أفكار اغترابية للأدبِ المهجريّ الراقي، باقةً من الأدباءِ والشعراء، وبعضُهم يسيرونَ على نهجِه في كتابةِ القصيدة، ويُصرّحون بذلك في العلَن، كما أنّ الدويهي يرعى إطلاقَ الكتب، والمناسباتِ الثقافيّة، ولا يبخلُ في سبيلِ إعلاءِ شأنِ الكلمة، فالجَمالُ في نظرِه سينتصرُ على البشاعة، طالَ الزمانُ أم قَصُر، والجمالُ يستحقُّ أن نُضحِّيَ من أجله لكي ينتصر
سأكتفي بهذا القـَدْرِ من الإضاءةِ على الدويهي وأعمالِه، ومَن يدخُلُ إلى موقعِه "أفكار اغترابية" سيقعُ على الحقيقةِ الكاملة، وتُدهشُه قدرةُ هذا الرجلِ على أن يكونَ في أمكنةٍ كثيرةٍ في وقتٍ واحد، لأنّه مجموعةُ رجالٍ ملهَمينَ... في وقتٍ واحد
تأتي إلينا من تلك المدينةِ التي لا تنزِلُ عن جَبل، لأنّها مَجبولةٌ بالعزِّ والخلود. جَبلٌ هو مَنزلٌ لأبطالٍ لا يَموتون. وتلكَ مدينةٌ تهجّرتَ إليها ولم تُهاجر، تسكُنُ في بيوتِها كما النَغمٌ في أوتار عُود. من شعرِك تَسْقي وتروي، وأدبُكَ المُعجِزةُ التي أدهشت. عبقريُ النهضةِ الاغترابيةِ الثانية، الثائرُ على الجمود في فكرِك، ونثرِك، وشِعرِك، وأعمالِك الأكاديميّة... كم نوعاً كتبت؟ وكم لقباً حمَلت؟ وكم وردةً ألقيتَ إلى عروسِ الشعر؟ وكم مجرّةً دخلتَ إليها فاتحاً وأميراً؟
لك أيّها الدويهيُّ الآفاقُ والحدودُ التي لا تُحدّ، أهلاً بك في ملبورن مكرّماً، يا مَن كرَّمَ الكلمة وبعثَها حيّةً راقيةً، تُضيءُ في الأمم. د. جميل. نَسمعُك بالعيونِ قبل الآذان، وتُصغي إليك القلوب المشتاقةُ
الدكتور عصام الحوراني يكتب عن قصيدة "وجودي لا وجود له" لجميل الدويهي
بيروت لن تنساك
12 نيسان 2015
"وجودي لا وجود له؟" لا أبدًا! فلأنتَ، يا دكتور جميل، الوُجود كلّه. أنتَ موجود بامتياز في كلّ زاوية مِن زوايا عالم الإبداع والرقّة والجمال، وأشعارك ترفل في كلّ مطرح مِن مطارح الضِّياء والخلود والشعشعانيّة. أشعارك وشاح تتجمّل به بيروت وتفخر. بيروت، تبقى حبيبة الشّاعر المرتحل أبدًا ما بين شواطئ بحر الفينيق وبحار أوقيانيا
وأنتِ يا بيروت تترنّحين بالنشوة والعزّة، وتتبخترين بإباء وغنج على شواطئ بحر الرّوم! أنتِ يا بيروت، تختالين بين عشيقين: شّاعر العصر الدّويهي اللّبنانيّ، وشاعر الأزمنة الغابرة "باربوكَلُّوس" الإغرقيّ. الدّويهي عانى من أجل فراقه بيروت: التشرّد، والوجع، والألم، والضياع، والعذاب
هنـا تشــرّدتُ والأوجــاعُ تعرفُنـي
هنـا العـذابُ الّذي مِن أضلعـي أكَــلا
وصرتُ أبحثُ عنّي في خطوطِ يدي
وصِرتُ أسأل عنّي العشبَ والطّللا
عـودي إليّ قـليـلاً كـي أعــودَ إلى
ذاتي، وأنفـضَ عنّي اليـأسَ والملـلا
نعم، بيروت لن تنساكَ يا شاعر الذوق والجمال، وستعود إليك، مهما حلّت بها النكبات، فهي دومًا طائر الفينيق، المتجدِّد أبدًا في عين الشمس. بيروت تنفض عنها غبار الدّمار والويلات، وترتدي، في كلّ مرّة من جديد، ثوبها الرّبيعيّ المتألّق القشيب
الدويهي يتحسّر ألمًا على فراق بيروت، وكأنّي به يرحل مع بيروت ليشهد مأساتها عندما دمرها الزلزال عام 551 م. فهي تبكي مصيرها المأساويّ بلسان الشّاعر باربوكلُّوس الذي شهد المأساة وعاينها، فقال
هنا أبيتُ، مدينـةً ثكلى لا أهلَ لها
في كارثةٍ أليمةٍ امتزجَتْ بي جُثثُ أبنائي
بعد أن زلزَلتِ الأرض زلزالها من الأعماق
أحدقتْ بي ألسنةُ النّار، واكتنفني اللّهَب
وا حسرتاه! جمالي الرّائع أصبح رمادًا كالحا
أُبكوا، أيُّها المارّون سوءَ مصيري
واذْرفوا الدمعَ على خرابِ بيروت
الدمع واحد وعزيز يا بيروت المترحِّلة أبدًا بأبنائكِ خلف البحور والمحيطات. وشاعر الإغريق باربوكلّوس يتجدّد في الشاعر اللّبنانيّ الدُّويهي ألمًا وفراقًا وعُشقا وانقباضا... وتبقين يا بيروت أبدًا، معشوقة الشعراء ومهبط الوحي والإلهام لهم، في كلّ عصر وزمان، ولا تستبدَلين بمحبوبة أخرى، ولو جنّت ليالي أوستراليا
ولا أحـبُّ سِـواها لو بكيْـتُ علـى نفسي، وأغرقني الدّمعُ الّذي هطلا
بيروتُ لا تغرُبي عنّي فليسَ معي سوى الظّـلامِ الّذي في مُقلتي نَزلا
منذ افترقْنا وجودي لا وجـودَ لـهُ ولا أرى في حيـاتـي كلِّــها أمـلا
ونحن نخاطب الشاعر الدّويهي، من شواطئ بيروت، ومن وطن الأرز، ونردِّد بلسان الوطن
إذا ترحّلتَ يا دكتور جميل عن وطنٍ وقومٍ "وقد قدروا، ألاّ تُفارقهم فالرّاحِلون هُمُ"
مريم رعيدي الدويهي تكتب عن مدينة القيَم الخالدة
في فكر جميل الدويهي
13 تشرين الثاني 2020
ما خطرَ في بالي يوماً أن تكون المدينة السامية ظاهرة في أعمالي الفكريّة، منذ نشرت "في معبد الروح" عام 2014. فلست أفلاطون ولا الفارابي، لأبتني جمهوريّة كما أريد، أو مدينة فاضلة. ويمكن رؤية هذه المدينة في أورفليس جبران خليل جبران، وكتابات أمين الريحاني. ولا أرى أنّني فيلسوف، وأعتقد أنّ الألقاب التي أعطيت لي، في هذا الإطار تحديداً، هي ألقاب تنمّ عن محبّة واحترام. وفي المقابل، هناك من لا يعيرون لأيّ عمل أقوم به، منذ كان عمري 13 عاماً، أيّ اهتمام، وفي رأيهم أن 47 سنة من الكفاح المضني في الشعر والنثر والتأريخ والفكر... هي أدراج الرياح، فيا لأسفي على شباب ضيعته، بين المحابر والمنابر، دون طائل
غير أنّ للمخلصين والأوفياء وأصحاب الضمير والعيون المفتوحة رأياً آخر، ومن هؤلاء الأديبة مريم رعيدي الدويهي، التي تريد تعويضي عن الخلل في المعيار النقديّ. وكلّنا نعرف ما هو النقد في هذه الأيام. وقد اعتزلناه بعدما رأينا كتابات الإقذاع والتهتك والخلاعة والرخص والسوقية توضع في مصاف الملوك. والأبشع أنّ أكاديميّين يسخّرون أقلامهم لخدمة أدب هابط... يعتصرونه ويجهدون في إبراز حسناته، والإضاءة على الشتائم والكلام النابي، والعري والركاكة... كظواهر حضاريّة متميّزة
مريم تريد إثبات الهويّة الإنسانية لمدينتي السامية، وتقول لي: إذا كنت تنكر على نفسك صفة الفلسفة، فلا يعني هذا أنْ ليس لديك رؤية فلسفية لعالم جديد. وتنكبّ مريم الآن على إنجاز كتاب أكاديميّ من الطراز الأول بعنوان: "فكر جميل الدويهي ومدينة القيم الخالدة"، وقد كتبتْ في العناوين التالية
الله في مدينة الدويهي
الإنسان والخطيئة
المسيح في المدينة
جدليّة الدين والكفر
الروح والمادّة
تلازم الخير والشرّ
مدينة العِلم
الإنسان أهمّ من الدين - معبد لجميع الشعوب
مدينة الحكمة
مدينة التسامح والغفران
مدينة الحرّيّة
دور المرأة في المدينة
مدينة التعب والكفاح الإنسانيّ
مدينة الغناء والفرح
مدينة التواضع
القيَم أهمّ من المال
مدينة العدالة
مدينة ترفض الإرهاب
الموت والحياة
ولا أزال مؤمناً بأنّ الأدب أجمل من الفلسفة، وأكثر تعبيراً عن ذاتي وموهبتي. والفلسفة رافد من روافد ثقافتي، ولا أتقنها أو أحبّ الخوض فيها... لكن... إذا كان وجه من وجوه الفلسفة يتعلّق بتنظيم المجتمع وإنشاء مدينة للخير والفضيلة، ففي كتاباتي الكثير من ذلك
سيكون كتاب مريم واحداً من عدة كتب تتتاول أعمالي ستصدر عام 2021، وأرجو أن تكون هذه الكتب خزانة أكاديمية تساعد أي باحث في المستقل. ودائماً نرجو أن تتوجه الأنظار إلى الأدب الجاد والفكر العميق، وأفكار اغترابية هو الوجهة الصحيحة لأي تصوّر من هذا القبيل... ويكفينا فخراً أنّنا اعتمدنا الرقيّ في التعبير عنواناً أساسيّاً لمشروعنا، ولم نقصر نتاجاتنا على الشعر فقط، بل توسّعنا إلى رحاب النثر والقصّة والفكر، لإيماننا بأنّ أي أدب لا يقوم على التنوّع يعجز عن إثبات نفسه في الحاضر والمستقبل
مريم رعيدي الدويهي تكتب عن أقصوصة "الكرم على التلّة" لجميل الدويهي
الأقصوصة منشورة في كتاب "بلاد القصرين"
ماذا تريد منّا أيّها الجميل، وأنت تتخطى الحدود المرسومة لأدب مهجري، وتعلن أن الإبداع مكانه على القمم، وليس على الحضيض؟ ولماذا تريد أن تفتح عيوننا على نهضة لم تكن في الحسبان… متعدّدة الوجوه والأشكال؟
رأيتك طفلاً متمرداً، مشاغباً، تخربط المقاييس، وتركض إلى تلك الشجرة البعيدة عن منزلكم... لا تهاب الأفاعي والعقارب، و"تعربش" عليها، لأنك تريد أن تصعد إلى فوق، غير عابئ بالأغصان الكثيفة والأشواك. ورأيتك صبياً، تقف على المنابر في التاسعة من عمرك، وتخطب وتعلّي الصوت كأنك زعيم سياسي. كما رأيتك في الصف الخامس الابتدائي تجادل المعلمين، وتخطّئهم بجرأة الكبار، ويثبت أنك على حق. وعرفتك شاباً في الجامعة، يشهد لك الأساتذة والزملاء، وأنت تريد العلى وتسهر الليالي… وها أنت في غربتك، تحارب الحروب التي تأتي إليك بغير وجه حق، لأنك مبدع، وعليك أن تدفع ثمن النجاح. فأنت صاحب الكرم، وكم من النواطير الذين يأخذون الحق من أصحابه! لكن إرادتك أيها الطفل الكبير، وما تسميه "الإصرار"، هما جزء من روحك ومن انتصارك
أحلامك ليست بعيدة كبُعد الأرض عن السماء. هي قريبة، وسيأتي يوم تكون فيه أيها الجميل في ضمائر الناس، يحفظون قصصك، ويعلّمونها لأبنائهم في المدارس والبيوت. وستكسر حواجز التجاهل لأنك خلقت لكي تعلو بكلمتك وبتواضعك... وستتحوّل العناقيد السوداء، علامة الحقد، والشر، والضغينة، إلى ذهب خالص، كروحك المعطاء في زمن صعب... وكثير تعبه ومعاناته
نواطير الكروم يسهرون على غلالهم، أما أنت فغلالك الحبر الذي لا يعتق. وقد تعلمت من أجدادك الأقدمين دروس الفروسية، والنضال الإنساني، والحريّة، والصبر، وطول الأناة... وأخذت من بيتك التضحية، والتواضع، وحب الخير، والترفع عن الصغائر. والشرير لا ينتصر عليك، وعنده وجوه كثيرة، وأمم تسير في ركبه، أما رأيت كيف تكاثروا على الناصريّ؟ فماذا يضيرك أن يكون معك نخب من الأوفياء والمخلصين وأصحاب الضمائر؟
عندما يخاف الإنسان يصبح ميتاً. نعم. هكذا رأيتك وسمعتك بأم عيني، تجادل العسكري على حاجز الاحتلال، وترفض أن تحني رأسك، فيغضب، ويهدّد، ويزمجر، وأنت هادئ ومتمسك برأيك ولو كلفك السجن أو فقدان الحياة. هذا أنت. تملك أداة لمحاربة الظلم… والشجاعة حررتك من زمن طويل
لا تخف أيها الصعلوك من المواجهة، ولو كان الناطور عتيّاً، وجسمه أكبر منك، وظلّه الثقيل قد يحطّمك. هو الجبان الذي يتلاشى ويصبح كالماء، وأنت المقدام الذي لا ترهبه قوة على الأرض. وكم أنت مضحك عندما تقول للناطور: رجل لرجل. فهل سألك أحد عن عمرك؟ لعلك في العاشرة أو أكبر قليلاً. وقلبك فيه براءة... وفيه جسارة الأسود
إنهض أيها الرجل، لكي تقطف العناقيد شقراء، فحبرك يمحو السواد، واضحك لأن الوادي قد اشتاق لضحكة صبيّ عركته الأزمنة، فأصبحت الضحكة من النوادر في كتاب وجوده
مسرعاً مسرعاً. لكنْ لا اللحظات ستنتهي، ولا المقادير ستأخذ منك ما هو حق لك. إنّ البقاء للأقوياء، والأدب الحيّ الذي كتبتَه مكتوب له الخلود
الناقد نبيل عودة يعقّب على نصّين عن المرأة من أعمال جميل الدويهي
"نشر الأديب المهجري د. جميل الدويهي نصّين عن المرأة من كتابيْ" في معبد الروح" و"تأملات من صفاء الروح
"النصّ الأول - العظة 14 من كتاب "في معبد الروح
المرأة ورجلها
كنتُ أتجوَّل في الحقول القريبة من المعبد، فأصاحب الفلاَّحين، وأتحدَّث إلى الحطَّابين، وأملأ رئتيَّ بهواء الشمال النقيّ بعد أن ذهب البرد الذي كان يلفح الأشجار فيحوِّلها إلى أعمدة عارية. الشتاء هذا العام كان قاسياً، فأتلف المحاصيل، وخرَّب الأراضي، غير أنَّ الناس على أطراف المدينة لم يقنطوا، بل تابعوا أعمالهم بصبر وإيمان، فالعواصف لا تقعد الرجال والنساء عن تأدية رسالتهم الخالدة في العمل والإبداع. طوبى للمحراث الذي يغيِّر وجه الأرض فيقلبها وينزع الجفاف من شرايينها، وطوبى لليد التي تبذر في التراب وإن كانت تعرف أنَّ كثيراً من البذار ستأكله الطيور وتبدِّده الأعاصير، وطوبى للأفواه الجائعة التي تنتظر الحصاد، فتفرح وتسرّ. وطوبى للشعراء والفنَّانين الذين سحرتهم الطبيعة في ربيعها وخريفها، فلبسوا أثواب الغابات، واستحمَّت نفوسهم بمياه الأنهار والينابيع، وجسَّدوا قوَّة السماء في أعمالهم
وبينما أنا أفكِّر في قدرة الله الأزليَّة، وأمجِّد الأرواح المسرعة التي تحملها النسائم الرقيقة إلى كلِّ اتِّجاه، اقتربتْ منِّي امرأة فلاَّحة بارزة الجمال، طويلة القدِّ، ترتدي ثياباً قديمة ممزِّقة. كانت المرأة مضطربة وخائفة، تنظر إلى الوراء بعينين زائغتين، فقلت في نفسي: لعلَّ أحداً يلاحقها. وفي تلك اللحظة خاطبتني قائلة
الحمد لله أنَّك هنا يا سيِّدي الكاهن، فزوجي لا يسمح لي بأن أزور المعبد ولا أن أتحدَّث إلى الرجال، وقد انتهزتُ فرصة غيابه ساعة لكي أسارع إليك وأشكو ما أعانيه من ظلامة وتعذيب... انصحني أيُّها الكاهن، فأنا ذاهلة ولا أعرف كيف أتصرَّف. لقد حوَّلني الجهل إلى دمية خرساء، وصهرتني الجبانة قطعة من حديد لا تتحرَّك. وهكذا تمرُّ الأيَّام والليالي مسرعة وأنا وراءها لا أستطيع التقاطها. إنَّ زوجي يجبرني على العمل ساعات طويلة، وإذا طلبت الراحة غضب وهدَّدني. أنظر إلى ثيابي. أهـي ثياب امرأة خلقها الله لتكون على صورته مثاله؟ إنَّ مـا أطلبه من الإنسانيَّة هو أقلُّ ممَّا يطلبه الحيوان لكي يعيش راضياً ومقتنعاً بحياته
نظرت إلى المرأة وأنا أهزُّ برأسي، غير أنَّني لم أشعر بشفقة نحوها، بل شعرت بقوَّة تدفعني إلى تنويرها، فهي ليست ضعيفة ولا تنقصها الشجاعة، إنَّما اعتادت على نمط من الحياة بات يمتلكها ويسيطر عليها، وبين الجرأة والشجاعة خيط هزيل يستطيع المرء انتزاعه بسهولة
قلت للمرأة: عليكِ أن تولَدي من جديد، والولادة تحتاج إلى مخاض وألم. أما رأيتِ الزهرة الجميلة كيف تخرج من الأرض القاسية؟ وكيف تخترق جدار العدم لتعانق الصباح، وتنشر عطرها على حبال النسيم؟ أما رأيتِ النجمة البعيدة كيف تشقُّ عتمة الليل لتوصِل نورَها إلى الناس؟ أما رأيتِ الموجةَ المتكسِّرة على رمال الشاطئ كيف تستجمع قواها وأجزاءها رافضة الموت والزوال؟ الرجل يا ابنتي هو رأس المرأة والمرأة جسده وقلبه، وكلاهما يحتاج إلى الآخر ليعيش ويستمرَّ. المرأة هي الربيع الذي يزهر في الحقول، ويملأ السماء عطراً وغناء. وإنِّي لأعجب كيف أنَّ التقاليد جعلت منها تابعاً، وهي لا تتبَع ولا تُتبَع. وإنِّي لأعجب كيف يهين الرجل زوجته ولا يشعر بالإهانة. إذهبي إلى زوجِكِ واعرضي عليه الحقيقة، فهو يعرف نصفها ويكتفي بما يعرفه، فإذا رفض أن يعرف النصف الآخر، فانفضي غبار نعليكِ عند بابه، واخرجي من عنده ولا تعودي إلاَّ إذا عاد ورضيَ بما قسمه الله لكِ من حقٍّ ونصيب في الحياة. وعندما يذهب إليكِ معتذراً وراغباً في أن تعودي إليه، فاطلبي منه لباساً جديداً، وحذاء، وأصباغاً لوجهك وأظافرك. سيقولون عنكِ إنَّك امرأة مادِّيَّة، ولكنَّ المادَّة والروح واحد، ينفصلان أحياناً ويأتلفان أحياناً أخرى، ولكن لا يتحاربان، فهل يفصل المتنزِّه في الحقول بين عطر الزهرة ولونها، أو بين الشمس ونورها؟ هم يريدون منكِ أن تأسري نفسكِ في الروح فتظلِّي ضعيفة ومستسلمة، أمَّا جسدكِ فآلة هزيلة، تعمل في الفراش والحقل والبيت، وتتعطَّل عندمـا يريد لها الآخرون أن تتعطَّل
فرحت المرأة بــمـــا سمعت، فنظرتْ إليَّ برجــاء، ثمَّ سألتْني:إذا كان زوجي بخيلاً، فكيف أعامله؟
-البخل أبشع الرذائل. وإذا كان الكرَم يشدُّكم نحو الله فالبخل يبعدكم عنه، لأنَّ البخيل بخيل في صَلاته وفي تسبيحه أيضاً. أنتِ تعملين في الحقل، فليكن لكِ من حصاده لتأكلي. وقولي لزوجكِ: إنَّكِ لا تجودين من أملاكه، فهو لا يملك شيئاً، بل إنَّ الله هو الذي يملك، وهو الذي يوزِّع من خيره على الناس، فلا الأرض، ولا السماء، ولا البحر تعود لأحد منَّا. وقولي له أيضاً إنَّكِ تتعبين لا ليأكل الآخرون من جنى يديكِ، بل لتأكلي أنتِ وتطعمي الآخرين. وإذا كان لكِ جارٌ فقير، فاطرقي بابه كلَّما دعتكِ نفسك لتكوني ابنة الحياة، واعطِيه خبزاً وخمراً، فإنَّ الخبز الذي تضعينه على مائدة الغير هو المعموديَّة التي تحرِّرك من العبوديَّة، وإنَّ الخمرة التي تسكبينها في كؤوس العطاش هي السرُّ الذي به تتجدَّدين
وختمتُ كلامي إلى المرأة قائلاً: نعم أيَّتها المرأة. املإي رئتيكِ بهواء جديد، وارفضي أن تركعي لأنَّ الركوع هزيمة وانحطاط. وإذا كان عندكِ أولاد، فعلِّميهم على الصبر والفضيلة، وعلى القوَّة والشجاعة، وانزعي الخوف من أرواحهم، لأنَّهم سيواجهون الكثيرين ممَّن يطلبون الضعف في الإنسان ليمتطوه كما يمتطون البهائم، والويل لهذا الإنسان إذا استسلم وسلَّم، فإنَّ ظهره لن يعرف الراحة، وجسده لن يعرف الركون! نعم يا ابنتي، كوني وزوجكِ واحداً أحداً، ولكنْ لتكن لكِ كرامة، فالموتُ على حدِّ السيف أفضل من الحياة على حدود الهزيمة
خرجت المرأة من عندي سعيدة وراضية. وبعد مدَّة علمتُ أنَّها اشترت ثياباً جديدة، وأصبحت تعطي جيرانها الفقراء طعاماً، وصار زوجها رجلاً آخر فتخلَّى بفضل شجاعتها عن طبيعته المتوحِّش
***
"النصّ الثاني- من كتاب "تأمّلات من صفاء الروح
غبيّ مَن يقول إنّها كذلك
المرأة ليست خادمة لكم، ولا جارية تتعرّى في أسرّتكم. فمزّقوا الكتب القديمة وحطّموا التماثيل التي رفعها الغابرون في أفكاركم. واحملوا نساءكم في أرواحكم لكي لا يخرجنَ منها بعد. لقد رأيتكم تضطهدون النساء وتأخذون زوجاتكم إلى الحقول فيعملنَ في الأرض اليابسة ويعصرنَ من الكروم خمرة ولا أشهى، ويعجنّ ويخبزنَ لتأكلوا، أفلم تشبعوا بعد من خمرة العصور ومن الخبز والجسد
وسمعت أنّ المرأة عندكم آلة تحبّونها عندما تكون جميلة وتكرهونها حين تكبر وتشيخ، فهل أنتم لا تكبرون ولا تشيخون؟ وهل نظرتم في مرايا أنفسكم لتعلموا كم أصبحتم عاجزين عن الفهم والتخيّل، ولتفهموا أنّ المرأة ليست شجرة إذا أثمرت تقدّسونها، وإذا يبست تقطعونها من الجذور؟
وعندما تحبّ المرأة رجلاً غير زوجها، فأنتم تعاقبونها وتصفونها بأقبح النعوت، فهل عاقبتم الرجل الذي أحبّها هو أيضاً وتحتقرونه كما احتقرتموها؟ أم هي أحبّت وحدها واضطجعت مع رجل من الخيال لا تعرفونه وليست لديكم وسيلة للعثور عليه؟
إذا كانت امرأة تبيع جسدها، فإنّ رجلاً يشتري منها، وكلُّ واحد يبيع لأنّه محتاج، وكذلك مَن يشتري. وقد رأيتكم تحاكمون مَن يبيع ولا تحاكمون مَن يشتري. وصدقاً أقول لكم إن التاجر الغنيّ الذي يأخذ بعضاً من ذهبه وفضّته إلى السوق، ولا يجد من يشتريه، لا يتركه عندما تقفل السوق أبوابها لكي يسطو عليه السارقون، أو يستولي عليه المارّة، بل إنّه يحمله ويعود به إلى البيت لكي يخبّئه في صندوقه
وعندما يبيع الرجل نفسه إلى امرأة، فمَن تحاسبون؟
إنّكم أيضاً تحاسبون المرأة، وتعفون الرجل إذا اشترى أو باع، فأين عدالتكم يا قليلي الإيمان؟
وليست كلّ امرأة تعطي جسدها من أجل المال، فالمرأة التي تحبّ قد تعطي جسدها أيضاً، في الحالتين يعطي الرجل جسده أيضاً. فلا تنظروا بعين واحدة وتهملوا العين الأخرى، فقد تكون العين التي أهملتموها هي التي ترى بصدق، وتلك التي تنظرون بها لا تعرفون بها الحقيقة إلاّ كما تريدون أن تعرفوا
وتطلبون من المرأة أشياء كثيرة لا تطلبونها من الرجال، والله لا يميّز بين أبنائه، أمّا التقاليد التي تميّز فأنتم وضعتموها لغاية في أنفسكم، ولكي تنفعكم... وليس من أجل الحقّ
جاءني رجل بالأمس إلى المعبد وكانت زوجته تسير وراءه وكأنّها تابعة له، فقلت لهما: كان أجدى بكما أن تسيرا معاً، فلا أحد منكما يسبق الآخر، لكي تتمجّدا بالحبّ الذي أعطيَ لكما، ومن غيرِه لا معنى للحياة. وعندما ذهب الرجل إلى عمل له أوصى امرأته برعاية الماشية، وبأن تطحن القمح، وتأخذ الماء من النبع الذي في الغابة إلى المنزل البعيد. وما إن غاب الزوج حتّى اشتكت المرأة من التعب الذي يسحق أيّامها ولياليها، وقالت إنّها أصبحت لا تطيق أن ترى رجلاً بعد أن عانت من اضطهاد زوجها لها، فقلت لها: إنّ الأرواح القويّة لا تتعب، بل الأجساد هي التي تتعب، وأنتِ تحملين الأحمال الثقيلة لا من أجل زوجك بل من أجل الحياة التي تحتضنكما معاً ولا تفترقان. ولست أقول هذا لكي أدعوكِ إلى مزيد من المعاناة، بل لكي تصبري، والأجدى أن تتقاسمي مع الرجل أعباء تلك الحياة، ولا تقولي أمام الناس إنّك تكرهين الرجال، فالضغينة ليست من عمل الإنسان بل هي دخيلة عليه، بسبب الشرّ الذي ينتصر على الخير ويطعنه في الصميم بينما يكون نائماً. وكم رأيت من النساء اللواتي يرفعنَ الصوت من أجل الحرّيّة، فما أكرمهنّ وما أعظمهنّ! وكم رأيت من النساء اللواتي يحتقرنَ الذكور، فإذا احتلّت المرأة منصباً كبيراً جاءت بكلّ النساء ليعملنَ معها ورفضت كلّ الرجال ولو كانوا أكثر قدرة وعلماً وفكراً، فإنّ هذا انتقام بشع لا يستقيم مع الحضارة، وتمييز مهين لا يليق بالمرأة التي ناضلت طويلاً لكي تمحو آثار التمييز عن جسدها ومن تاريخها
وإنّي لأسألكم: ما هو ذنب الأبناء إذا كان آباؤهم قد ارتكبوا جريمة أو فعلوا إثماً؟ وهل يُعفى من العقاب مَن يعاقب الناس على ذنب لا يعلمون عنه شيئاً؟
غبيّ من يقول إنّ المرأة لا تساويه، وغبيّة من تقول إنّ الرجل لا يساويها. كلاهما جزء من الكلّ، وأساس في البيت الذي إذا انهارَ ركن من أركانه لا يسلم قاطنوه من الخراب، وإن كانوا عنه غائبين
***
وفور نشر النصين، كتب الأديب والباحث الأستاذ نبيل عودة ما يلي
نصّ يفيض بالأحاسيس الجميلة..لغة تنساب الى اعماق الروح توقظ كل ما هو جميل في روح الانسان. اعجبتني الرؤية الانسانية الأخلاقية لمكانة المرأة ومساواتها.. اجل كلنا من اجل حرية النساء لكن ليس لما يخصنا من نساء. هذه العقلية يحب اعادة تثقيفها ليس من اجل المرأة فقط، بل من اجل خلق التعادلية الانسانية في الحياة.. من يضطهد المرأة او يجعلها بمنزلة ما دون منزلة الرجل هو انسان يحتاج الى علاج نفسي وعقلي. اجل مزقوا الكتب القديمة ومزقوا افكاركم القديمة البالية... يجب أن نتحرر مرة والى الأبد من التقسيمات الجنسوية في السياسة والمجتمع والثقافة ولنبدأ بتحرير ثقافتنا أولاً من العقلية الثقافية التي تفرز للنساء نطاقا ثقافياً خارج ثقافة المجتمع. ﺍﻥ ﺩﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻀﺎﺭﺒﺔ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘل الشرقي. المشكلة ليست بالمرأة ، انما بمناهج تفكير وتعليم وتثقيف همجية تجاوزتها البشرية ، لكن أشباه البشر يتمسكون بها
قالت ﺴﻴﻤﻭﻥ ﺩﻱ ﺒﻭﻓﻭﺍﺭ التي لعبت دورا كبيرا في الحركة النسائية العالمية:" نعلن ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻜﻠﻨﺎ ﻨﺴﺎﺀ ﻭﺭﺠﺎﻻ ﻨﻭﻟﺩ ﻤﺘﺸﺎﺒﻬﻴﻥ - ﻤﺜل ﺍﻟﻠﻭﺡ ﺍﻟﻨﺎﻋﻡ-، ﺍﻤﺎ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻫﻭﻴﺘﻨﺎ ﻓﻨﺤﺼل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻭﻗﺕ ﻤﺘﺄﺨﺭ ﺃﻜﺜﺭ ﺒﻌﺩ ﻭﻻﺩﺘﻨﺎ ، ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻠﻨﺎ" . د. جميل الدويهي يطرح رؤية إنسانية ثقافية .. لا قيمة للإنسان بدونها ولا ثقافة راقية الا عبر فكر يعطي للمرأة مكانتها الى جانب الرجل
وردّ الأديب د. جميل الدويهي قائلاً
تحية أخي الكبير الأستاذ الروائي والناقد الكبير الأستاذ نبيل عودة، إنه لشرف كبير أن تخصّني بهذه اللفتة الطيبة، وأن تبدي إعجاباً بما كتبته في "تأملات من صفاء الروح"، كما أنا شديد الإعجاب بما يصلني منك إلى موقعي للأدب المهجري الراقي أفكار اغتربية، وإن الموقع وجريدة "المستقبل" الصادرة في سيدني يفتخران بكتابات الأستاذ عودة وأدبه الرائع. أما بالنسبة لقضية المرأة، فإننا لا نزال نعاني من ثغرات كثيرة، أهمها النظرة الدونية إلى المرأة، وهي نظرة ألحظها كل يوم حتى على الفايسبوك، فهناك رجال يمنعون نساءهم من الاختلاط والتعبير، ويعلّقون على صور نساء أعرفهنّ وأحترمهنّ تعليقات مزعجة فعلاً. وهناك نساء يجعلن من احتقار الرجال شعاراً أبدياً، وكأنّ الرجال الأبرياء مسؤولون عما فعله أجدادهم في العصور الغابرة. الله يهدي الناس ويديمك أخي الكبير، وألف سلام لك ولأدبك الراقي
رسالة من أكرم المغوّش إلى جميل الدويهي
نشرت في 16 آب 2015
تحية واحترام الى اخي العزيز الغالي الدكتور الشاعر الكبير المميز الاستاذ الاكاديمي المفكر جميل ميلاد الدويهي شاعر الوفاء وأديب الادباء الصادق الامين على محبته ولكل من عرفه وتعرف عليه، وهو العملاق ان كتب أدبا ً وشعرا ً ونثرا ً وقصة وتحليلا ً سياسيا ً واقتصاديا ً ولغويا ً بعيدا ً عن الكيديه والغايات الحزبية ولانه بالاساس غير حزبي على الإطلاق وإنما متحزب فقط للانسانية و للحق وحده... حزبه حزب الانسان المتعالي عن الجراح وهو الدكتور الاكاديمي الغالي الراقي المحب للإنسان الانسان هكذا ولد ونشأ وتعلم وعلم ويعلم دائما ً: (( الله محبه ))
وكيف لا وهو ابن العائلة العريقة في قمة أهدن آل الدويهي الضاربة جذورها في التاريخ والتي اعطت لبنان والعرب العالم قامات روحية وأدبية وسياسية رفيعة منها القديس البطريرك العظيم اسطفان الدويهي والرسام العالمي صليبا الدويهي وشاعرنا الكبير الدكتور جميل ميلاد الدويهي وأمثالهم من مراجع روحية وسياسية وعلمية رفيعة الشأن
ولن أنسى ، وكيف أنسى اخي الاستاذ الدكتور الغالي الاستاذ جميل ميلاد الدويهي الذي عندما علم بوفاة المرحوم والدي وكان حينها مديرا ً ومسؤولا ً عن إذاعة ٢٠٠٠٠ اف ام العربية وكان حينها خارج الدوام فحضر على الفور الى الإذاعة وقطع البرنامج وأذاع خبر وفاة المرحوم والدي مطولا ً رحمه الله واطال الله بعمر الدكتور الغالي الاديب والشاعر الكبير الاستاذ جميل ميلاد الدويهي وعقيلته الاديبه المربيه الغاليه الاستاذه ماري وبناتهما الأكاديميات الغاليات والاهل الاعزاء جميعا ً مع العلم ان اخبار الوفيات ممنوعة بالإذاعات العربية لان الساعات حينها محددة ولا مجال لذلك
كما وعندما كنا نتحادث في مقابلات صحافية ولقاءات ثقافية دائما ًوكنا نتجاذب أطراف الحديث عن القائد العظيم سلطان باشا الاطرش ابو الثورات العربية المظفرة وشيخ المجاهدين الاكبر كان الدكتور الغالي جميل قد اعجب بسيرته العظيمة فنظم قصيدة من عيون الشعر نشرها بالاعلام العربي في استراليا وعدت ونشرتها مرارا ً في ذكرى القائد العظيم سلطان باشا الاطرش بالاعلام المكتوب والمسموع وصفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإكتروانية حيث أخذت تلك القصيدة وما زالت الصدى الكبير بالنسبة لقصائد الشعراء العمالقة الذين تغنوا بأمجاد سلطان باشا الاطرش وبني معروف الاحرار الذين رسموا خريطة بلاد الشام بأرواحهم ولونوها بدمائهم
كما انني عندما أقمت مهرجانا ً تكريميا للشاعر الكبير نزار قباني وطلبت من الدكتور الغالي جميل ميلاد الدويهي ان يزين احتفالنا التكريمي فألقى قصيدة رائعه حيا فيها نزار قباني الذي يساويه بقامته الشعريه والإلقاء الاجمل
وكذلك عندما اقترحت على المركز الثقافي العربي وانا عضو مؤسس وعلى رئيسه الدكتور النبيل الغالي مصطفى جميل علم الدين فألقى الدكتور جميل ميلاد الدويهي قصيدة حيا فيها نضالات الشاعر القائد البطل المقاوم الخالد سميح القاسم الى الخلود
واذا أردت ان أعدد واذكر محاسن الدكتور الشاعر الاعلامي جميل ميلاد الدويهي لاحتجت وقتا ً طويلا ً وربما الى مجلد كبير لأذكر ما اعرفه عنه حماه الله
دكتور جميل ميلاد الدويهي
حياكم الله واطيب السلام والاحترام. وشكراً جزيلاً
من سطورك عطر المجد
إلى الأديب
د. جميل ميلاد الدويهي
بقلم كلود ناصيف حرب
من الجبال تنزل
سيفك البرق والأسطورة
ولا تنام
في كلّ ساحة لك صوت
ومن كلّ لون لك ربيع وحكاية
تغلب الصمت
هل أنت من كوكب آخر
من جسد لا يلتوي
ومن روح لا تقهر؟
تصارعك العاصفة فتصرعها
يغالبك الليل فتغلبه
يحاصرك الحصار فتقتلعه
من نافذتك نور للحكاية
ويروون في المدن كم أنت جميل
وأنيق
وهادئ
لكنّك تفتح كتاب الزمن لتشعل فيه جمرة
لا تنطفئ
وأنت شاهق كغيم التلال
مبتسم كينبوع
من سطورك عطر المجد
ومن فمك أغنية لشحارير الجبال
محبتي وتقديري موفق بإذن الله ... يحميك الرب دكتور جميل ميلاد الدويهي العبقري اللبق سفير التناغم اللامتناهي بين الأكوان بأخلاقه وقلمه وشخصيته المحترمة التي لا مثيل لها
من رنده رفعت شرارة - كندا
إلى جميل الدويهي
نشرت في 25 آب 2017
يتوالد الكلامُ
حرفاً بعدَ
حرف
يسكن الوحيّ
داراً
هي لهُ
دارُ ارتقاء
أيها الساكنُ
خلفَ المحيطِ
مهلاً
دعني اتنفسُ كتاباً
بين الكتابِ والكتابِ
قد ملّ
انتظاري
وأنا أرى ما يُكتبُ
في هذا الزمنِ
سراباً بعدَ سرابْ
رسالة من ليندا اللقيس غصن
إلى جميل الدويهي
كلمة شكر إلى مدير تحرير جريدة "المستقبل" الدكتور جميل الدويهي على الهدية القيمة: كتابيه طائر الهامة و في معبد الروح
إليك أيها الكاهن في معبد الروح، أيها القنديل المملوء بزيت المحبة ونور السلام
أيها الروحاني المميز بروح التسامح والإنسانية، أيها القلب الكبير الرافض الكراهية والانتقام، أيها القائل: "اخلعوا رداء الكراهية وتكلموا لغة السلام". لقد خيّل لي وأنا أطالع كتابك "في معبد الروح" بأني أسمع (...) واعظاً يشرح المحبة شريعة ملكوته الأولى
والمتلونون الذين تتكلم عنهم... إنهم صورة واقعية لبشر يعيشون اليوم
لقد صدقت القول: "فريسيون، مقنعون، سارقون" وأنا أقول: "ماكرون، وأخبث من هيرودس (...) ما أكثر هذه الفئة من البشر
أيدك الله وحقق أمانيك وأبقاك رمزاً للمحبة والسلام... للمبادئ والقيم الإنسانية الرفيعة التي على طريق الانقراض
طابت أيامك أديباً وشاعراً... أهدنيّاً عريقاً، أحبك الله، فكنت من سلالة القديسين
دمت يا صاحب القلم بالعز والكرامة
***
رد من موقع أفكار اغترابية
الأستاذة الكبيرة والأديبة الإنسانية الراقية السيدة ليندا اللقيس غصن،
نشكرك على جميل الكلِم الذي أغدقتِه علينا من جرار مليئة بالطيب، ونحن لا نستحقُّ ما كتبتِه عنا، فما نفعله قليل مما يجب وكثير مما نقصر فيه، ولكن ما كتبته يدل على روحك الإنسانية الصادقة، وقلبك المعطاء الذي ينضح بالخير والمحبة والإيمان بالله
طاب قلمك دافقاً وفكرك صافياً ونبيلاً. وأدامك الله
رسالة من جويل عماد - كندا
نشرت في 25 آب 2017
سلامي لينبوع الحرف
ونهر البنفسج...
أيها المستلقي على بحر
الكلمة، ونبض الابداع...
من كان مثلك
سليل أمجاد ذاته
وعريق ألقِ فكرهِ
نحتاجهُ
نحن عشاق الكلمة
وأقوياء الروح...
تحية لفكرك
وإحساسك
وتوهّج حبرك...
ولك منّي
من عمق القلب
ألف تحية
وقناديل سلام...
الشاعر والأديب أحمد وهبي - بيروت يكتب عن جميل الدويهي
جميل الدويهي يفيض بنهر إنسانه
قراءة في مجموعة حاولت أن أتبع النهر... النهر لا يذهب إلى مكان
5 حزيران 2018
... وأنت تتبع نهرك في الحياة، تتابع تدفق روحك إلى ما وراء الأكوان، ولا تنتحل غير إنسان خلق في أحسن تقويم، وأشعار الله كتب مقدسة تفوح بوردة العشق، والخيال كما لو عازف وحيد في الوجود، وأنت وحدك الآخر الساحر يرتب أجزاء الماء والجمرات والكواكب، بأسلوب المجرات التي تشابه الوردة الدهان، وإنسانك كلمات مضاءة كالحسام؛ كي تنتصر على الإنتظار، كي... وترفع الرغبة بالغناء، والغربة بالذكريات، والتذكر أهزوجة تعبق بالغضب والأصدقاء، بما يلج سم الخياط، وتلك البروق أجنحة الصفحات؛ تتملاها شغفك وأفكار الغابات، تتناثرها والشعر صفحات مائك من أعلى دمعة رقرقراقة... حتى تبوح لله وحدانيته، كي تعود إلى ملاعبك الأولى، إلى زرع المطر؛ فكنا أنا وانت الروح والحياة
جميل ميلاد الدويهي، الشاعر الجميل المؤنسن الأرواح، ومنذ اللقاء الأول، كمن حفر ذاته في ذاتي، في أيامي وصلاتي؛ ولسنا لنضل عن هوانا ومشتهانا، ولا نخاف السقوط، ولا يكون صعبا علينا، لا ننحني أو نسقط سوى للأعلى، وكلمة واحدة عمر بأكمله، بأجمله عندما تغمض عينيها العاشقة الحبيبة النبيلة على هذا التوجد الميلاد، يتجسد الصبح والمساء بكل هذا الحب المجيد في الزمان، في تالد ما بعد الزمان
وانت الجميل، تصير حقيقتك، والصور عنك، خزين الفكرة والحرف، وأن اللامفهوم كنز المعرفة، تحتويه وتبحث عنه في بلاد الأحلام، حتى تستيقظ الحبيبة من انتظارها لفارس أحلامها، وإلهك قلبك في قلب الله، تضم فيه كتابك المرصع بالآلام، بعطر البراري، بمشاهد الرعب والحب والجثث، ومن لا يحب الكلمة... لا يحب الله
تسعى صديقي الشاعر، ولما تزل جسدا من خبز وعنبر لكل عاشق وفقير، تعزف سنين الضوء بحروف الورق والأرق، والأرض تفتت المسدسات المذهبة والعقول المحجبة، تنزعها هذه الأوشاب بإزميل النقش، بمغرفة الحرية، بمنجل ومطرقة، ولا تكون غيرك الجميل، تقبل الشموس. وأنت عائد إليها تكون عائدا إليك بأجمل امرأة، وأنت على صهو الدموع تترسل نهرا للراحلين؛ فلا يظمأوا بعدها، والريح شجيرات الفكر، تغتني من مأد موائد الإحساس والرؤى، حيث لا مواربة أو تقية، لا بل إضاءات نور تحكي جمال نفسك، تحاكي كل ما يقتل حتى تتلاشى الآلام، ويتلاشى القتلة عند أقدام سقراط، وﻹقدامك تألق وتآلق المواسم بخيرها، وكل الزور مجرد تافهين في مهاو بلا قرار، وقرارك رأي حازم، قراءات حرة وآراء، ولادات معجوقة الثرى، يتصدرها عازف التشيلو، فلا شلّت حروفك، لا مدادك، كي نكون معا، نحتسي كأساً مترعة في العشاء السرّي، وسرّك برّك بلغة الإبداع، بماء النهر، بعبور ممهور السنابك والسنابل والعنادل، وكل الحقد يسقط أمام هالة رغيف، وعلى مدار العقود وتداول العروش تسقط تيجان تحت أقدام الحفاة، وهي أكرم الصلوات لملء الفراغ الممنوع من الصرف، واللحظة الضائعة تقبض عليها بالجرم المشهود، فتنهال الفكَر، لتكون الحقيقة المحررة للقلوب، لكأس الانتظار، وليس للخطايا لون، لها ضميرنا الحيّ، والحبّ والجمرات على شفاه الماء المقدّس، تراقصه ولا تخاف، وإن فعلت، إنما أمواج بندى الصبح، بنهر ذاتك... أنت ومعك والروح وقبس الوجوه، والقُبل، وقبل وبعد، وغيمات تشتعل بلا عود ثقاب، وعذاب من فداحة المشهد
ألا أيها الشاعر الجميل، زدنا وزوّدنا من هذا العذب الفرات الإنساني المبدع الخلاق.. فالكلمة طفل يولد على تعب المسافات، والشكر قليل، شكراً صديقي الكبير الرائع جميل الدويهي على هذا العطاء المبارك... ونهر الخلود موعدك، وإن بدا لك بأته غير موجود، فأنت لطالما ترسمه وتكتبه حتى يقبض بذياك العطاء الجميل. سلام عليكم صديقي
أحمدعبداللطيف وهبي- بيروت
سركيس كرم: جميل الدويهي المكانة المرموقة
وليس من حلّ أمام المتخاذل إلا أن يجتهد ويثابر ويسهر الليل والنهار لكي يلحق بالركْب، أما أن لا يفعل شيئاً وهو قاعد ساكت جامد جمود الحجر، وغيره يسعى ويجاهد، فليس من العدل أن يكون هو المنتصر في النهاية بالقوّة وبالنكاية والكيد
جميل الدويهي
كم يسرّني ان يحملني قلمي المتباهي ببساطته الى تناول أعمال أولئك الذين يمتلكون موهبة تسطع كأضواء الشمس أدبياً وفكريا. وكم يسعدني ان تتحكم بمشيئتي رغبات قلمي بسهولة تعابيره التي تشبهني وتأخذني في كثير من الأحيان الى ما يتعدى حدود الشفافية الى الكتابة عن كتاب وشعراء وأدباء مثل جميل الدويهي لهم في قلبي ووجداني كل الأحترام، ولهم في تفكيري مساحات واسعة تتشوق الى أحتضان رؤيتهم وكتاباتهم لعلنّي بذلك أضيف الى مخيلتي ما يساهم في تغذيتها والى صفحاتي ما يعمل على إثراء أفكارها. فمن يظن انه بات يتمتع بالكمال الأدبي ولم يعد بحاجة الى تطوير ذاته وقلمه والتعلم من غيره يكون كمن يرمي ذاته في أسر الجمود الذي يزيله تلقائيا من ذاكرة الناس. ولا يقتصر العلم على المجال الأدبي ولا اللغوي، بل يتعداه الى المجال الأخلاقي والاجتماعي والإنساني. فكم من إنسان يجهل القراءة والكتابة لكنه قدّم المثال الصالح في حياته وتعاطيه مع الغير وفي سلوكياته النبيلة وظلت سيرته الطيبة حديث الناس بعد رحيله.
من هنا يدفعني قلمي الى التنويه بالحالة الأدبية المتجددة التي يجسدّها الدكتور جميل الدويهي الأديب والمفكر والشاعر والإعلامي والمحلل السياسي... لا سيما وان الدويهي عاش ويعيش الحالة الأدبية بكل جوارحه. وانا هنا لست بوارد تقييم أعماله الأدبية الرفيعة، وانما أتوجه أليه بما ينبع من صدق الصداقة ونبل الأحترام وهو القائل: "طوبى للذين يقولون الحقيقة، فهؤلاء هم الشجعان الذين يسيرون إلى الأمام ورؤوسهم مرفوعة"، لأقول وأردد ما قلته وكتبته مرارا وكلّي أمل انه قد يوافقني الرأي في ان الساحة الفكرية تتسع لمختلف الطاقات ولكافة المستويات وفي نهاية الأمر لن يبقى ويستمر سوى الممتاز والمميز والأصيل. وانني متأكد انه ما من أحد يستطيع ألغاء او اقتناص مكانة الآخر إلا أذا أدت أخطاء المرء نفسه الى الحاق الأذى بمكانته. عدا عن ان "المستحبرين" و"المعتدين على الكار" سوف يماط اللثام عن ركاكتهم عاجلاً ام آجلا وعندها يقعون من تلقاء ذاتهم وينتهي أمرهم، ولذلك لا حاجة الى منحهم أكثر مما يستحقون من حبر الأقلام. ولماذا إعارة هؤلاء الذين "لا يمتُّون الى كوكب الأرض" كل هذا الاهتمام الى درجة تصويرهم وكأنهم أقوى وأكثر فعالية من الحالة الأدبية الأصيلة والصحيحة الى حد يجعلهم يظنون ان الأديب قد بات ضحيتهم الضعيفة وفريستهم الدائمة. فجميل الدويهي الذي عرفته وأعرفه هو ذلك الإنسان القدير والمقدام الذي شق طريقه الأدبية منذ سنوات وفي أصعب الظروف وعلى نحو خاص عندما هاجر الى استراليا في الثمانينات حيث عمل بجد ليصنع نفسه بنفسه ويثبت جدارته على مختلف المستويات. ومنذ ذلك الحين تكرّس في وجداني هذا الأنطباع عنه والذي اختصرته بهذه الكلمات التي تظل أفضل ما عندي كشهادة متواضعة عنه: "كم حملته حبيبته الكلمة الى السفر بحثاً عن آفاق تتسع لتطلعاته وأفكاره وأحلامه... وكم من مرة جعلته يحزم ما لديه من رقة ومشاعر وإبداع سعياً وراء عالم يعشق مثله الكلمة، وانسانية غير مقيدة تشبه انسانيته... ويستمر جميل في العطاء رغم عوائق مختلفة اعترضت وتعترض طريقه وما زال الدويهي يتألق ويشمخ في تواضعه "وثروته" الفكرية
فيا صديقي جميل، ستظل كتاباتك وقصائدك تأخذنا الى عالم جميل مثل قلمك وستظل تشّكل صلة الوصل بيننا الى جانب كوننا أبناء الجذور ذاتها. وليس هنالك ما هو أقوى من روابط الجذور الأنسانية وأسس الفكر ولو تفاوتت النظرة الى بعض القضايا والأمور. وستظل مكانة جميل الدويهي بنظرنا تتألق في أعلى مراتب الحالة الأدبية المنتصرة على "القوة والنكاية والكيد" إن هم استهدفوها، لأنها لم تكن ولن تكون يوما "ضحية"، وانما كانت وستظل تلك المكانة الرائدة بالعطاء والغنية بالأبداع، "وما زال الدويهي يتألق ويشمخ في تواضعه "... وسيظل ذلك الصديق
***
ردّ من د.جميل الدويهي: أشكرك أخي الكبير على صدق كلامك، وآرائك النبيلة. وقد كان الأستاذ أنطوان حربيه في مقالة له يوم الأربعاء الماضي خير شاهد على ما يصدر عنّي من محبة وخير وتواضع، وما تحمّلي لمشقات كثيرة مادية ومعنوية من أجل رسالتي في الحياة، إلا برهان ساطع على المحبة التي هي العطاء ولا تكون إلا به، كما اغتباطي بأقلام جديدة، حرصتُ على انطلاقتها ووقفتُ إلى جانبها، ونشرت لها، لأنّ الدنيا ليست لي و"تتسع لجميع الطاقات"، وهذا من ضمن إيماني. وأنا مع "المستحْبرين" و"المعتدين على الكار" وأصفّق لهم، وأبارك مَن يكتبون الغرافيتي، لكن بعض هؤلاء عندهم مشكلة وليس حلّها عندي، وإذا كنت قد عانيتُ كثيراً في هذه البلاد، فلظروف معروفة، وهي تدخل في تاريخي، وأشكر بالخط العريض جميع من وقفوا إلى جانبي. أما بعض الاستشهادات التي استخدمتَها، فهي "مقتطعة" من زاوية "غمز ولمز" ولا تحمل توقيعي. والصحيح في أحدها: "بآراء غريبة لا تمتّ إلى كوكب الأرض"، وليس "لا يمتّون إلى كوكب الأرض"، فاقتضى التوضيح، مع جزيل الاحترام
القاضي بسام وهبه
دعنا وشأننا أيّها الشاعر
هذه هي معارج الشعر وإلهامات الشعراء. هي ألوف مؤلفة لا تحصى ولا تُعَد من اﻷفكار الضاربة عميقًا في قعر اﻷرض ومنها بعيدًا إلى عنق الجوزاء، كانزة في كنفها أبلغ المعاني المحببة والزاهية الألوان. المهم أن الشعراء يكتبون بحبر دمائهم وأنين أوجاعهم ولذيذ حبهم وفوح عطرهم، فيجعلوننا نشرئب في ثورة عارمة من الهيجان والعشق تضطرم في أجيج ذواتنا وسحنات وجوهنا ونبضات قلوبنا، دون استئذان
وبعد، ما لك بنا أيها الشاعر العاشق والمعشوق، وما لنا بك يا دكتور اﻷدب وشاعر الذهب، المالك سعيدًا على عرش قلوبنا والعقول. دعنا وشأننا يا أخي، ولا ترمنا بنور هديك المصون ولا تقذفنا بلواعج من نيران حبك الوئيد. أجل دعنا مغبوطين بك، ولو عن بعد، ويا ليت عن قرب أيضًا وأيضًا، وآمل عما قريب، لأن لبنان بحاجة إلى أبنائه المخلصين أمثالك... ودمتم
مع أطيب تمنيات القاضي بسام أنطونيوس وهبه رعيدي لكم بالتوفيق والنجاح الدائم
من أوجيني عبود حايك - أميركا إلى جميل الدويهي
من وحي ما اقرأ على صفحتك
يا صاحب القلم الذهبي
شفافة تشبه الوهم الجميل
يلفّها السحر الغامض
تسكن روحه
تختال على سطور غربته
تسرق خياله
فتختمر المعاني بسحر معتَق
في أقبية فكره
يخطّها بحبر الحنين
وندى الصباح
وصدى الناي الحزين
يعلو في الحقول
الغارقة في السكون
همس لها عند الأصيل
تعالي من عمق السنين
نحطّم قيود الإنتظار
ننسى العتب وغربة المسافات
نسترق النظر الى عيون الماضي
ونتأرجح على ارجوحة البراري
يلفّنا الضباب
نخرطش عليه كلمات
والعمر
هذا الجبار الراكض
المغامر في الظلام
وفي افق الشمس
لا يستكين مع السنين
يتحدّى عنفوانه وذكرياته
يفتح أبواب روحه المغلقة
يشرّعها للشوق
فتعصف الريح
وتشلّع صفحات كتبه
وتتطاير الحروف
من كنوز ابجديته المتألّقة
يخاف عليها أن تتوارى
يركض وراءها
هي نبضه وملهمته الغامضة
وحكاية عمره
وسرّه الدفين
هي سنين الربيع والتحدّي
والعنفوان
طرقات الغربة الشاقة
ومسيرة النضال
زهر اللوز الناصع
بلباس البراءة
تفوح كالياسمين
في أروقة روحه
تشبه المطر في أيلول
تشبه فراشة ملوّنة
لا تكبر في خياله الفتي
هي بلدته وأرضه
أمه وأخته
وحبيبته السرمدية
هي كل الكلمات
الشاعر نمر سعدي - فلسطين يكتب عن جميل الدويهي
نشر في 10 أيلول 2016
كرَّستُ شتاءَ العام الماضي بأكملهِ للشعرِ العامي اللبناني، أعدتُ قراءة دواوين سعيد عقل وطلال حيدر وموسى زغيب وزغلول الدامور وطليع حمدان وغيرهم، كانت قصائدهم الرقيقة تشذِّب ذائقتي وتخلِّصها من الزوائد والشوائب، في الليلِ كنتُ أنام على أصداءِ أمسياتهم الزجليَّة المنبعثة من موقع يوتيوب تحملُ أصالة وعبق تاريخ بعيد، مغسول بصوت فيروز وندى الصباحاتِ العذبة البحريَّةِ البكر
فيما بعد انفتحتُ على تجربةِ الشاعر اللبناني الكبير جميل الدويهي المغترب في أستراليا ورائد القصيدة العاميَّة المدوَّرة بنكهتها اللبنانية الرقيقة والتي تذكِّرني دائماً بقصائد غزل كتبها شعراء مثل الأخطل الصغير وإلياس أبي شبكة لحبيباتهم، فأدخلُ في حالةٍ وجدانيَّةٍ كمن يرنو إلى قمرٍ شفيفٍ في ليلةٍ حزيرانيَّةٍ أو يقرأُ رسائلَ عشقٍ سريَّة لنفسهِ، ويشبِّهُ القصيدةَ براقصةٍ تتأهَّبُ للرقص
تجربة الصديق الشاعر جميل الدويهي بالرغم من زخمها وعمقها وأهميَّتها إلى أنها بقيت بعيدةً عن حلقات ودوائر النقد العربي الرسمي، ربما يرجعُ سببُ ذلكَ إلى كون صاحبها يعيشُ في مهجرهِ في القارة الأسترالية بعيداً عن مركزية الخطاب الإبداعي العربي، ومقرُّها الشرق، لهذا السبب لم يُقرأ كما يجب، ولم يُطرح منجزَهُ الكتابي المتفرِّد والمتنوِّع والخصب طاولةِ البحث والدراسةِ والاستقصاء، وهذا برأيي ظلمٌ كبير لأدب المنافي والمهاجر.. ظلمٌ يؤدِّي حتماً إلى الإهمالِ والنسيان
في قصيدةِ الدكتور الشاعر جميل الدويهي تجدُ كلَّ عناصر الطبيعة اللبنانية الناعمة ومعاني حبِّ الحياة والمرأة والجمال، بدءاً من عطر التفَّاحِ وخصرِ الحبيبة وفستان الأرجوان والحبِ الأكبر من البحرِ إلى جدائلِ الحبيبةِ التي تشبهُ الموسيقى وكحلِ عينيها الشبيهِ بخيلِ العرب ومرجوحة عصافير بالحَور العتيق وغيرها من الموتيفات الشعريَّة التي يجيد الشاعر توظيفها واستعمالها بكلِّ مهارة وحذق شعري وفنِّي، كما في هذه المقطوعة التي تفيض عذوبةً ورقَّةً وانسيابيَّةً
عْـــيـــــــونِــــــك بنصّ الليل زارونــــــي
حِـــكْــــيـــــــو مَـعـي، وتْقلّقو عْيـــــــوني
اعطِيني شي نتفِة كـــــــحْــــــل للدفـــــتَر
مــــــــن وقت مــــــا رِحْتي الشِّعر أصفَر
وقالـــــو القَوافــــــي مـــــــــــا بْيَعرْفوني
هنا شاعرٌ يسير على نهجِ سعيد عقل في كتابةِ القصيدتين، العاميَّة والفصحى، بسحرٍ نازفٍ وعاطفةٍ رقراقة تغرفُ من ماضي الأيَّام وهجَها السرياليَّ وطاقتَها المبدعة المفتوحة على التجلِّياتِ والأناشيد المؤرَّقة
من جهةٍ ثانيةٍ لمستُ نغمةً شجيَّةً في قصائدهِ النثريَّة التي لا تقلُّ جمالاً وقيمةً عن قصائده العاميَّة، فغناؤهُ الأعزل يذكِّرني دائماً بسونيتات عشَّاقِ القرون الوسطى وهم يجوبون الأرضَ بحثاً عن لحظةِ وصلٍ قصيرةٍ أو ينتظرون عاشقاتٍ لا يأتين تحتَ شجَرِ الحنين
الشاعر جميل الدويهي ذلك المعانقُ الأبديُّ لأشعارِ العذريِّين ولهفتهم التي تتوَّلدُ دائما من رمادِ العنقاءِ، فصوتهُ ترجيعُ حُداءِ الحبِّ النظيف المتعفِّف البريء الصافي
وقلتُ : أحبُّكِ
سوف أظلُّ أحبُّكِ مثل الطفلِ، ففي عمري المـتـقـدِّمِ لا أحتاجُ إلى نارٍ تشعلني بعد هطول الثلجِ. تعالي نمشي في ظلِّ الصمتِ المفروض علينا، لا تلزمنا لغةٌ كي نقرأ حرفاً أو حرفينِ، وكي نتـعــانــقَ في شكلٍ رمــزيٍّ، لا يــفـهـمـه إنسانٌ. أعلنتُ الحـرب عليكِ، فإنَّ الحبَّ هو الفصلُ الأحلى في مذبحةٍ لا ينــجو منها أحدٌ. إنَّي لا أعرف ذاتي إلاَّ في الرقص على الجمرِ
وفي تهديم العصرِ
ولستُ أحاول
أن أعطيكِ سماء الفجرِ
ولا مـــاء الينبوعِ، ولا أعــطي لـــربــيــع الأرضِ صـفــاتٍ منكِ، خرجتُ على النمط الشعريِّ السائدِ، ألغيتُ المألــوفَ، لأنَّكِ أنتِ المــطرُ
هكذا كانَ الشعرُ عند الأستاذ الشاعر جميل الدويهي حاسَّةً خارقةً تحسنُ اقتناصَ اللحظةِ الشعوريَّة الهاربة وحالةً موزَّعةً على حقولِ الرؤى والجمال الصرف...
بادرو الحجة - سيدني
كاهن المعبد مستمر في انتاجه الأدبي والروحي الراقي
بعد ان اصدر الدكتور جميل ميلاد الدويهي رائعته الأدبية والروحية (في معبد الروح) في العام الماضي حيث احدثت صدمة إيجابية في الجالية على مستوى الادب الراقي المميز في المعنى والمضمون حيث تقمص الدكتور الدويهي شخصية كاهن المعبد الذي يرشد البشر الى المحبة والسلام،أُجريت ندوات ادبية ولقاءت اذاعية عديدة حول هذا الكتاب التى اراده الكاتب دستوراً للمحبة والسلام
واليوم اصدر الأديب الدويهي كتابه الجديد (كتبوا في معبد الروح - بأقلام مجموعة من الأساتذة) وفي الصفحة ٨٤ النص الكامل للقاء الاذاعي الذي أجريناه معه حول رائعته الأدبية (في معبد الروح) قبل ليلة الميلاد في الإذاعة العربية /سدني
التقيته هذا الأسبوع داخل مكاتب جريدة المستقبل الاوسترالية التي يعمل مديراً لتحريرها واهداني إصداره الجديد وسيتبعه خلال هذا العام ثلاثة كتب جديدة، سيهديها لابناء الجالية مجاناً في مهرجان الأدب المهجريّ الراقي 2
وهذه مقدمه اللقاء الاذاعي الشيق الذي رحبت من خلاله بكاهن المعبد، ويمكنكم الاستماع الى هذا اللقاء بالصوت والصورة قريباً عبر صفحتي الخاصة او عبر موقع "أفكار اغترابية" للأدب الراقي
عيديّة كبيرة، مع أديب، شاعر، صحافي و إعلامي كبير من أبناء الجالية
من عائلة لبنانية- زغرتاوية عريقة أعطت لبنان والعالم رجال دين، فكر وأدب وتركت بصمة بيضاء في عالمنا هذا
إنه الدكتور جميل ميلاد الدويهي الذي نحاوره اليوم حول موسوعته الأدبية الرائعة، وندخل معه في هذه الأعياد المجيدة معبده الخاص ونجول معه في ٣٧ محطة من دستوره وشريعته التي تقمّص من خلالها شخصية الكاهن يبشر بالسلام والمحبة بين البشر
أستاذ جامعي عاصر الكبار وانتقد البعض منهم، ذاق طعم الاغتراب والحرمان وابتعد عن وطن الارز ونبع مار سركيس ومعبد يوسف بك كرم - أهدن، لكنّ سيدة زغرتا رافقته في كل خطواته الناجحة في الاغتراب
مؤخراً أحدث تظاهرة فنّية وأدبية في الجالية حيث وقّع وأهدى لأبناء الجالية أربعة كتب شعرية وأدبية وتاريخية بينها رائعته في معبد الروح
الإذاعة العربية 2000 إف إم تستقبل اليوم من ترك بصمته الأدبية والاعلامية في أرجائها
نرحب بمدير تحرير جريدة "المستقبل" الاسترالية وصاحب موقع "أفكار اغترابية" للأدب المهجري الراقي الدكتور جميل الدويهي
نبيل عودة إلى جميل الدويهي:
تعيدُ المجد للأدب المهجري
تعقيب على قصيدة الدويهي: سأغلب حقدكم
شدّني هذا النص بعمقه الانساني وقدرته على التعبير عن واقع يسود شرقنا العربي مع الأسف.
المميز هو اسلوب التعبير والصور الشعرية التي تبقى في النفس طعماً متفائلاً باننا لم نفقد ولن نفقد انسانيتنا حتى في الرد على الاستبداد والتطرف.
استاذ جميل، أنت تعيد المجد للأدب المهجري، الأدب الذي ارتقى باللغة العربية من التفكك والتتريك الى لغة حديثة متطورة رومانسية أحدثت انقلاباً في الفكر وأساليب التعبير ، وعمّقت حسنا الجمالي بلغتنا وقدراتها التعبيرية اذا ما احسن استعمالها وتعليمها.
أحمد قاسم سيدني - يكتب لجميل الدويهي
نرحب بالاستاذ الكبير وبالانجاز العظيم ونرجو ان يبقى منارة الفن والابداع نظراً للمحبة التي يكنها له العديد من ابناء الجالية العربية وخاصة الزملاء والصحافيين والمجلس الاسترالي اللبناني وللمكانة التي يتمتع بها الدكتور الدويهي
وما أعجبني فيك الشعر الراقي واجمل ما تقول: "سأظل مثل مدينة مفتوحة للعاشقين؟... فاذا طلبت الليل اعطيك الضياء... واذا طلبت وسادة اعطيك اضلاعي... فنامي انت... والسهر الطويل عليّ مكتوب، ومكتوب عليّ الصبر مثل الانبياء". وتقول ايضاً: معليش كوني هيك حزوره
نحن نكرمك ونكرم معك كوكبة من المبدعين والمثقفين الكبار من أجل اظهار المواهب النادرة قيمة وتراثاً وشعراً، والاستاذ جميل لا يحتاج الى شهادة فهو مدرسة بحد ذاته وهو من كبار المبدعين البارزين وهو من الادباء والشعراء الذين قل نظيرهم في هذا العصر الحديث: يا ساحرة شو بتعملي فيي؟... صفيت وحدي بأرض بريّه، سيفين شغل الهند جرحوني... وفي ناس قالو كتير مجنوني... لكن أنا عم قول: عاديّه
هذه العبقرية الشعرية كانت حياتك، والشعر هو كل حياتك
كانت ساعة مباركة حين تعرفت على الشاعر والأديب جميل، وعندما استمع اليه وما يتكرم به علينا من الشعر والزجل أتذكر الشعراء الكبار امثال خليل روكز وزين شعيب ومحمد مصطفى وزغلول الدامور وموسى زغيب وغيرهم. وتكرج الدموع على خدي وأتذكر ايام زمان... زمن الشعر الجميل وكنت في احدى امسياته عندما قال
عالعين يا بو الزلف... ما بقيت غنيلو... هاللي تركني ومشي وضليت ناديلو...
من بعد وجّي ما كان بيشبه التفاح... لونو الحقيقي انمحى واصفر منديلو،
فشدني الحنيني وانهمرت الدموع وانتبه الى ما حصل معي وعندما انتهي من القاء كلمته غمرني وقبلني في جبيني وقال: "شو ها الانسان الحنون العاطفي"... تذكرت الايام التي مضت، اين كنا واين اصبحنا الآن... فالشعراء الكبار مثل خليل روكز وموسى زغيب وادوار حرب وجريس البستاني وبطرس ديب كانوا كل سنة يقصدون بيت الوالد سعيد قاسم في الكورة ودائماً كل القرى المحيطة بنا من مختلف الطوائف تقصد هذا البيت ليستمعوا الى الشعر الجميل، وكان الوالد يحب الزجل كثيراً وكانت حياته الزجل... وانت ايها الشاعر الكريم انت الجوهرة والدرة الفريدة من نوعها. هنيئاً لمن يحصل على كتاب او ديوان للشاعر العظيم، والشكر والف شكر لأنك تضحي من وقتك لتقدم للمجتمع وللجماهير التي احبتك هذه الكتب الثمينة الخالدة، وانني اذ اهنئ الشعر فيك واهنئ بلدة اهدن الابية والوطن لبنان، على أمل ان تبقى كتبك تتجدد سنة بعد سنة، وتكون زاداً في روحنا، امد الله بعمرك
انت ايقونة خالدة، تحية اليك في عرشك، وكما قال الشعر موسى زغيب
كل ما عليك من الحسيده إندل بيصير شعبك يطلب لالله
منشان يحمي عظمتك وتضلّ تودّي مشاعل عا الدني كلاّ
أكرم المغوّش عن جميل الدويهي
تخاله رجلاً في أمّة
8 آب 2015
تحية الى الشاعر والأديب والاعلامي والكاتب والمحلل السياسي والاقتصادي الكبير الكبير والمميز المميز الدكتور الوفي الأبي الغالي الاستاذ الاكاديمي جميل ميلاد الدويهي
على ما يقدمه لنا والعروبة والعالم من مؤلفات نفيسة في الشعر والقصهً والتاريخ والادب
الى المقالات الافتتاحيات والمحاضرات وتخاله رجلاً في أمة متأهب دوما ً وهذا الصحيح وهو المتواضع ووحدهم الكبار يتواضعون
حياك الله دكتور جميل الدويهي
الجميل في قاماتك الأدبية والعلمية والخلقية والأخلاقية والوطنية والإنسانية وانت تتابع الأحداث وتقف الى جانب الحق والطفل الملاك الشهيد الغالي علي سعد دوابشه يحرقه العدو على مسمع ومرأى عرب الدواعش المتصهينين ودواعش المستعربين وكان شيئا ً لم يكن
صارت ضمائرنا خشب
متنا جميعا ً وانتهى وقت الخطب
(مقطع من قصيدة للدويهي - منشورة في أعمدة الشعر السبعة)
نعم متنا جميعا
وكما عبّر الشاعر شريكك في الملاحم والقصائد الخالدة الخالد نزار قباني عن أمة العرب التي تراجعت الى حد ان تأكل بعضها بقوله
ما دخل اليهود من حدودنا
إنما تسربوا كالنمل من عيوبنا
اطيب التحيات
أحمد قاسم يكتب عن جميل الدويهي وجوزيف خوري مؤسس جريدة المستقبل
24 تمّوز 2015
إنها لحظة فرح جمعتني في هذ الإفطار الرمضاني بالشاعر والأديب الدكتور جميل الدويهي. أرقى ما سمعت من الشاعر المخضرم أبيات شعره، من أصفى قوافي الشعر، ذكريات وهموم العمر
عا العين يا بو الزلف ما بقيتْ غنِّيلو
هللي تركْني ومشي وضليت ناديلو
من بعد وجِّي ما كان بيشْبه التفاح
لَوْنو الحقيقي انْمحى واصفرّ منديلو
يا ريت عندي متل طير السنونو جْناح
تا روح صوبو عن اللي صار إحْيكلو
معقول يسْمع كلامي والقلب يرتاح
ومعقول يبقى متل ما كان تحليلو...
إنني اتصفح جريدة "المستقبل" اسبوعياً، عرفت هذا الانسان الآن، الكبير بروح الانسانية الصادقة وقلبه المعطاء الذي ينضح بالخير والمحبة. لقد ارتفع بالشعر إلى أحضان الأدب الرفيع بمعانيه وبلاغته وصفاته، وعندما ذكّرته بهذه الأبيات الشعرية بكيت وذرفت الدموع لأن القدر شاء ان يكون بعض من الأولاد في استراليا والبعض الآخر في لبنان
فعلاً الحياة صعبة لكن هذه هي ارادة الله، لكني وجدت ايها العملاق أنك رفعت اسم لبنان عالياً في دنيا الاغتراب وجمال شعرك وكتابتك يذكرانني بالشاعر الفيلسوف سعيد عقل والشاعر الأديب رشيد نخله
ولا بد ان اوجه لك شكر يا صاحب الكلمة الحرة والانسان الخلوق الذي يحمل الفكر ويحمل الوطن، رئيس تحرير جريدة "المستقبل" الأستاذ الكبير جوزيف خوري... ومهما قلت وما كتبت عنكم لم ازل مقصراً تجاهكم وانتم عزيزون على قلوبنا، واشكر من جمعني بكم الأخ عبد القادر حسنه ونعم الصديق الذي اعتز بصداقته، فليبارك الله عملكم ونشاطكم في هذا البلد الجميل، والى الامام لتبقى هذه الجريدة رائدة الجرائد ورايتكم خفاقة وسيخلد التاريخ ما تقومون به... انها اعلى مراتب السلم والنجاح وهذه مبادئ سامية من شيمكم واخلاقكم
وابتهل الى الله عز وجل ان ينعم بالامن والامان على وطننا لبنان ولتكن المحبة والالفة كما كانا رمزاً للعيش المشترك، للعودة الى الله والدين والتسامح وليعم السلام وطننا الحبيب لبنان
عشتم وعاشت أستراليا البلد المضياف والشراكة لكل الطوائف ومن أجمل دول العالم
والسلام
أحمد قاسم
من الشاعر عصام ملكي
قصيدة تعود إلى أوائل التسعينات
طيـــر ريـــاشـــه للـــزرقــاء تنتســـب
والشعـــر منـــه جمـــال اللـــون يكتســـب
يصفّــق الــــوزن بالجنحيــــــن مبتهـــــل
واللحــــن فيـــه دمــــوع الكـــرم تنسكـــب
بــالجـــوّ حـــلّــق والأنســـــام تســـألــه:
فـــي صفحة الـــريـــش مـــنْ اقوالهم كتبوا؟
فـــردّ مفتخـــرًا والغيـــــم قـــبّـــعــــةٌ
إن الجميـــــل الــــى المـــريخ يــقتـــــرب
للصــــرف أعطــى بيــــوم الشعـــر سطوته
وأفهــــم النـــاس مـــنْ افعالهــــم نصبــــوا
كالفجـــر جـــاء ونــــور الشمـــس ألبسه
ثــــوب الحــرارة كـــي لا يبـــرد العصـــب
مــــن قــــال إنــــك يـــا بــرليــن محظيــة(*)
إن الجــــدار علــــــى الــــظــــلاّم ينقلـــب
مـــــن قـــــال يـــومـــــا بـــأقـــوام مجاهــدة
فــــي ظـــل خطـــوتهــــم كـــم اورق الحطب
فــالشعـــر شعـــر إذا كـــانـــت معالمـــه
تحكـــي البلاغــــة والتقصيــــر ينصلــــب
مــــن يعـــط شعـــرا بــديــــن النثــر مرتبطا
لا شــــك يــــــــرسُ علـــى أعتابه العتـــب
فــــي عــــودة الطيــــر أقـــوال مــزخرفــة
بـــالخـــوض فيهـــا عقــــول النـــاس تلتهب
شعـــر الجميـــل لــــه الايـــــــام قائلـــــة
البدْعُ منـــك وفيــــك السحــر والعجب.
(*) إشارة إلى قصيدة كتبها الدويهي تنبّأ فيها بسقوط جدار برلين. القصيدة ضاعت، وجاء فيها:
تهاوى الجدارْ
كغصن نحيل تهاوى
بصخب البحارْ.
من الشاعر عصام ملكي إلى جميل الدويهي
تعود هذه القصيدة إلى أوائل التسعينات
يا جميل الفيك ما عاش الغرور
معروف شعرك من مناهل صافيه
لمّا "القصيده" ضاعت بقلب البحور
طيرَك عا ريشو جاب وزن وقافيه
طيرك رياشو صافيه بلون السما
وبلحمتو دمعة عناقيد الكروم
صاحب قلم جرّار إنت بتنسمى
لازم قيامة شعرنا بشعرك تقوم
يا طالع بهالجوّ بالشعر الحلو
تخمين إنت خلقت للكلمه رسول
في ناس طلعو بسّ بدهم ينزلو
وإنت طلعت تا تقول: ممنوع النزول
عندك فكر خلاّق ومجالك بعيد
ما بتنحصر بالسهل وبشقفة جبَل
و"تنّور ضيعه وبسترينه" بيوم عيد
وحْيَك بكومة لا نهايِه منجَبَل
إنت الجميل ومرجع الصبر الجميل
بإخلاصك جروح الصداقَه بتنقطَب
الشاعر إذا بالشعر جاب المستحيل
وضيَّع شعورو من الحياة بينشطَب
الشاعر عدوّ المال من فجر الدني
خيال الطمع من ديرة الفيها هجَر
هلّي بيوت الشعر عندو بتنبني
عا أصولها ما عمّر بيوت الحجر
إنت متل عملاق عن حقّ وحقيق
بتقدر تجيب الفعل من إسم العلَم
ضلّ عْلى ذات الخطّ وبذات الطريق
.يا شاعر العالصدق عوّدت القلَم
من المغترب طوني هاشم - أستراليا
إلى جميل الدويهي
بعد تأسيس أفكار اغترابيّة
يا جميل الشاعر الجبار
بالموقع على الذوق سلّمنا
لا شكّ إنّو عندَك الدبّار
الدبّار منّو مطرح الكنّا
لزيد وعُمر معروف ما بتندار
وهالأمر نحنا كتير هاممنا
نحنا بِغربِه وعندك الأفكار
يا صهر ضيعتنا ألف مبروك
تا نساعدك شو بينطلَب منّا؟
من نزيه نجّار - كندا
بعد تأسيس مشروع أفكار اغترابية
الكلمه الصريحه ما حدا بيملّها
وهلّلي سمعها قال رويتْ غلّها
بالفعل عنها بقول ما إلنا بديل
عالبال إن ما شرّفتْ يا دلّها
الشاعر بيحطّ بها الدني وقادر يشيل
وأبيات شعرو للصراحه كلّها
دويهي جميل وبالفعل منّو قليل
سيوفو عا هللي بيدّعو بيسلّها
شاعر أديب وكلمتو بتروي الغليل
والأبجديّه ان قصّرتْ يا دلّها
الماضي بيقول وحاضرو أكبر دليل
ما في عُقد إلا ما كان يحلّها
الهمِّه العطاها موقع الصبر الجميل
أفكار غربِه اسمها وبحلف يمين
محطّة زغرتا كان بدّو يقلَها
نزيه نجار -كندا
تهنئة من الشاعر حنا الشالوحي
إلى أفكار اغترابية
31 أيار 2015
يا مْرافق التاريخ ومحاكي الزمان
والأبجديِّه فيك شمْخو حروفها
وللعِلْم معهد صرت، مرفوع الكيان
شفنا صوَر ما كان فينا نشوفها.
ويا جميل الفيك عاش العنفوان
بالرغم ما الغربِه بخيلِه ظروفها
جاهدتْ ولأفكارَك طلقت العنان
وإلْها عملتْ موقع بدنيا الإغتراب
تا تقول: أهلا ومرحبا لضيوفها.
من الشاعر عصام ملكي
عندك عصاميّين
15 آب 2015
(*) إشارة إلى الدكتور عصام الحوراني - بيروت
من عصام ملكي
شاعر جنونو فنون
يـــا جميل البرْبـح جْميلو
مـن البير أكبر زيـر بتشيلو
قدَّم خيالَك للحـروف قمـاش
مَنّو كلامَـك فايش وفوفـاش
.كلّ كلمـه... تقلها كـيـلـو
قدّامك الأحـــوال مزدهْرَه
وخلفَك تركت عْـقول منبهرَه
عرفتَك أنا شاعر جُنونو فنون
مش متل هللي بالدنـي بيكون
.عــم يتّكل عالإسم والشهرَه
زغرتـا بقلوب الكلّ إلها مْكان
ويوسف كرم ما بيعرفو النسيان
بَدّو شموخَك ينطــح المرّيخ
زغرتا الحبيبه في لها تاريـخ
.ونيشان هيّي عـا صدر لبنان
عرفتك دويهي وبعرفك عمـلاق
وما بينخدِش صِيتَك على الإطلاق
اسمحلي تا قلّك يا صديقي: هَـل
بالمجتمع معنا مــا عندو محلّ
.لا ذوق في عندو ولا أخــلاق
رنده رفعت شرارة تكتب المدوّر العامّي - وتستوحي من جميل الدويهي
وتذكر من قصائد الدويهي: بيتِك حلو - عندي حنين البحر للشط البعيد - ما ضل عندي قلب- يا ريت فيها صورتك تحكي معي...
4 آب 2017
"بيتِك حلو"، الله بيتِك شو حلو، رسمتو صور بالبال، كتبتو لعمري خْيال، واقف ورا بواب الحَكي، سارح متل خيّال... كتبتِك حكي من بعيد تا ضجّ "الحنين" شفتِِك بحر، شفتِك سما، وواقف أنا وصوتي أنين.. تمنيت إنّي إلمسِك، اقرا بعيونك كل أسرار الدني، جربت أني وشوشِك، ما لقيت الا صورتِك، "يا ريت فيها صورتِك تحكي معي" تقللي تعا، تقللي شو بدا تقول،: تقللي حكي، تقللي عتب، تصرِّخ خلف لْ بواب ويردّ الصدى. تشلَّعِتْ من كتر الزّعَل، "ما ضلّ عندي قلب"، تركتو صلا ع كتف وادي بالوطن، ووصَّيت أنّو ينزرِع بالأرض، وطلبت منو عالصبح ينده عَ شمس الشّارقة، تضوّي لإمي لْ ناطرة، ولوحلها بمنديل. جمعت القصايد بالحكي، قلتلهن يالله تعوا، بدنا عَ "سيدني" نسافر اللّيلة سوا ، معنا حكي وكتاب، حامل "سبع عمدان". شي قصيدة، شي شروقي وميجانا، شي قصص، شي نثر، شي ألحان طلّ الدويهي وجامِع بيوت الشّعِر، ساكنا أحباب من كلّ الدني، جايين حتى من الورد يهدوا غمر.. يرموا تحية فخر للحرف الهَني
مريم رعيدي الدويهي تكتب عن قصيدة لجميل الدويهي
الساحر الهنديّ
12 نيسان 2019
جميل الدويهي: الساحر الهندي
الساحر الهنديُّ مسلولٌ ضعيفْ
كالعودِ، لم ترأفْ به ريحُ الخريفْ
تخشى عليه من السقوط، كأنّه
من غابرِ الأيّام لم يأكلْ رغيفْ
في رأسه ثلجٌ، وفي عينه نارْ
وعلى خطوط جبينه مرّ القطارْ
دُكّانه كمغارةٍ في شارعٍٍ
فيها تماثيلٌ، وأقزامٌ صغار
قلتُ: الأمورُ خطيرةٌ يا ساحرُ
فقبلتي هُزمتْ، وما لي حاضرُ
أصبحتُ مغلوباً على أمري، ولم
يبقَ معي إلاّ سؤالٌٌ حائرُ
قال: التردّي واضحٌ في مقلتيكْ
ومظاهر الإحباطِ باديةٌ عليكْ
أغمِضْ قليلاً وانتظرْ حتّى ترى
كلّ الذي ترجوه أحضرُه إليكْ
أغمضتُ عيني، وانتظرتُ فردّني
عصْراً، وارجعَني إلى الماضي الهني
شاهدتُ في التاريخ سيفاً عالياً
وبيارقاً عربيّةً لا تنحني
عاصرتُ آلافَ الملوك الأقدمين
كانوا عماليقاً، وكانوا ظالمين
ماتوا جميعا، غير أنّ ملوكنا
قد أصبحوا موتى... وظلّوا حاكمين
ورأيت ناسَ الأرض ما فيهم عبيدْ
فالمجدُ للأحرار والعيشُ الرغيد
لم يهجروا وطناً، ولم يتهجّروا
من خوفهم منه إلى وطن بعيدْ
وتبعتُ شعبًا زاحفاً فوق الجبالْ
فالحرب ما هدأت، ولا هدأ الرجالْ
ما كان في الأزمان شعبٌ مثلنا
قتلوهُ حتّى لا يفكرَ في القتالْ
ورأيت إسرائيلَ ما كانت ولمْ
تغْدرْ كذئبٍ جائعٍٍ بين الغنم
كيف ارتضينا أن تضيع بلادُنا
ونصيرَ خدّاماً لأسياد الأمم؟
ولمحتُ بيروت الجميلة في المساءْ
كانت تمشّطُ شعرها بالكبرياءْ
نحن اغتصبناها، ومثّلنا بها
لمّا تقاتلنا على نوع الهواءْ
ووصلتً مشدوهاً إلى أسبانيه
ففتحت أبواب القصور العاليه
كان الملوك هنا... رأيت خيلَهم
وسمعت أصواتَ السنين الماضيه
الساحر الهنديّ أرجعني إلى
عصْري، وكنت أصيح كي يتمهّلا
إنّ الذي شاهدته وسمعته
في رحلتي كان انتصاراً مذهِلا
قال العحوزُ: لقد فعلتُ الممْكنا
ومضى... فلم يسمع ندائي المُحزِنا
وبقيتُ وحدي غارقاً في خيبتي
من سوء حظّي قد رجعتُ كما أنا
الإضاءة على القصيدة
كتب الشاعر د. جميل الدويهي قصيدة الساحر الهندي عام 1994، وتشرها عام 1999 في مجموعة تحمل عنوان "وجهان لمدينة واحدة". وعاد إلى نشرها على صفحته على فايسبوك في نيسان 2019. ويمكنني أن أقول إن أهم ما استرعى انتباهي فيها خياله الخصب الذي كان عنصراً مهماً وأساسياً بنيت عليه القصيدة. لقد اخترق الدويهي جدار الزمن ليحملنا إلى عالم بعيد كان يحلم به، وإلى جزء مهم من حياة ضاع منه. وحاول أن يسترجع الأمنية الجميلة التي لا تفارق أفكاره، وتعني له الكثير من الأمجاد والعظمة. وكان الساحر الهندي هو من قام بإعادة الدويهي إلى الماضي وإسعاده في لحظات عابرة ومن خلال مَشاهد لم تعدد تتكرر في عصرنا الحاضر. وقد حقق الساحر للدويهي ما كان يبتغيه بعدما قال له
"أغمض قليلاً وانتظر حتى ترى كل الذي تروه أحضره إليك
وعبّر الدويهي في هذه القصيدة عن واقع لم يعد يرضى عنه، بالمقارنة مع الماضي الجميل، فاستفاض بالكلام عن أحداث مؤلمة والتردي القائم في الحاضر، إذ قال
ما كان في التاريخ شعب مثلنا، قتلوه حتى لا يفكر في القتال"...
وقال أيضاً
عاصرت آلاف الملوك الأقدمينْ كانوا عماليقاً كانوا ظالمينْ
ماتوا جميعاً غير أن ملوكنا قد أصبحوا موتى وظلوا حاكمين
في هذين الاستشهادين دلالة على التخبط الذي نعيش فيه حالياً حيث أن الشعب بمنع من مواجهة الأعداء على أيدي ملوك لا ينزلون عن عروشهم، ولهم في كل مناسبة حجة ليظلوا يتسلطون على الناس
وكان لا بد للشاعر من أن يهرب إلى محطة يرتاح فيها، ولو كانت من نسج الخيال. واستطاع أن يستبدل بإبداعه حالة مخالفة لقناعاته بحالة أخرى، ويسرق اللحظة ليرجع إلى الماضي الذي يدغدغ قناعاته وأحلامه الطفولية، بعد أن تخطى حدود التفكير، لأن شفافيته وصدق أحاسيسة دفعتاه إلى أن ينقلب على رداءة الأحوال، وكأنه يطالب بالعودة إلى أزمنة سابقة كان للعرب فيها أمجاد ومواقف عزة وكرامة. وعندما انتهت اللحظة الخيالية صاح بالساحر لكي يتمهل قبل أن يقفل باب السحر ويعود الشاعر إلى حاضره البليد
الساحر الهندي أرجعني إلى عصري، فكنت أصيح كي يتمهّلا
إن الذي شاهدته وسمعته في رحلتي كان انتصاراً مذهلا
فالنهاية لم تكن كما يرغب الشاعر، ولم يسمع العجوز نداءه المحزن، فبقي وحده في الخيبة
وبقيت وحدي غارقاً في خيبتي... من سوء حظي قد رحعت كما أنا
وفي مجمل تفاصيل هذه القصيدة، يبدو التأرجح واضحاً بين الماضي المجيد والحاضر المرير، وما كانت هذه الأبيات الشعرية إلا لتجسد معاناة الشاعر، والتوق إلى عالم مثالي أفضل في زمن ضاعت فيه القيم الأخلاقية والمعايير الصحيحة، وهكذا أرضى طموحه، واستمتع بالعيش الهنيء لوقت قصير، ولو كان هذا عن طريق السحر والخيال
رنده رفعت شرارة - كندا
تستوحي من قصيدة جميل الدويهي
16 حزيران 2016
ما بقا العنوان عم يتذكّرو
بَعد نشْر قصيدتي المدوّرة العاميّة "ما بقا العنوان عم يتذكّرو" نشرت الشاعرة رنده رفعت شرارة -مونتريال قصيدة تعقيباً، بعنوان "زلغطي يا شمس"، وعلى هذه الصفحة أثبتّ القصيدتين
جميل الدويهي: ما بقا العنوان عم يتذكّرو
عَم إفتح كتاب الأسامي عالهدا، ومطرح ما كنتي تمرقي صار الشعر ورده حزينه، وما بقي عا دفتري غير الصدى، محّى ضباب السهل كلّ اللي انكتب، وحروف كانو من دهب، إسوارتِك، عقد اللي متلو ما انْهدى لملكات من قبل الزمان، والتوب يللي كان لونو أرجوان، عطرو تركني وغاب... هيك العمر... هيك شراع بدّو يْروح ما يسأل عن الماضي، وما عندي غير قلّك: كنت حبّك. كنت إعطيكي حرير الشمس، كنتي نور بعيوني. وانا هلّق متل طير الغريب، الجرح بين جوانحي، وما بيلتقى لجرحي طبيب
شو كتبت؟ شو حبّيت؟ ما بْعدّ الحروف. قلبي المدينة الغاليه، قلبي ربيع، مراية الفيها خيالك طلّ من قبل العصور، كنتي حلم والحلم ما تفسّر، بقي منّو حريق كبير. صوره مخزّقه بين السطور
عم تسأليني ليش ما بكتب لكي؟ صارو قصصنا من الدفاتر يوقعو، وأوقع أنا متل الشجر تحت الخريف، لا ناس دلّوني عا بيتي... ولا بكي عليّي الرصيف
كذبه حياتي، ومتل كذبه كنت عم إكبَر أنا، من ضحكتك، من صوت أحلى من رنين العود، لكن بعد مدّه تلبّكو الإيّام، واصفّرو الوعود. يا ريت فيها ترْجع الساعات، مطرح ما التقينا، هون كنّا نسابق الوديان، نسرق من جنينِه لون... حتّى نلوّن بيوت المدينه، وهون موعِد كان يجمعْنا تركنا، وما لبِس من بعدنا تياب الحرير... لا تسألي: قدّيش عمري بعد ما تركتي حياتي... وانكسر من بعدِك الحبّ الكبير؟
يا معلّقه برموش عينيّي، ومعي بيضلّ طيفك رايح وجايي، وأنا ما زعلت من مقعد حزين بيركض بها الليل تا يسأل عن اللي تغيّرو، وبيقول: ليش تغيّرو؟ وما عاد بدهُن مع قمَرنا يسْهرو. وبابي أنا ما تسكّر بعزّ الشتي... بسّ اللي كانو يعرفو عنوان بيتي ما بقا العنوان عم يتذكّرو...
لولا التقينا بعد مَرّه، يمكن تقولي: حبيبي كنتْ، يمكن تهربي، ولوين فيكي تهربي من صرخة عيوني، أنا البحر البعيد كتير، وسكوتي غضب... والعاصْفه بتضلّ عا دروبي متل خيل العرب... حبّي لكي ساعات غنّيّة قصب... ساعات فوق الجمر والنار انكتب
بتتنكّري... وسنين راحو متل ما بيروح مركب خلف سبع بحور... صارو من خزف، متحف قديم كتير. يمكن بعد ما رفوف السنونو تودّعو، رح يرجعو... يمكن حنينِك يكسر الشبّاك تا لعندي يجي. ورح ضلّ وحْدي ناطر بهالليل، علّق عا الشجر قنديل... غنّي، وتسْمعي صوتي من الشطّ البعيد. وتقشعي بالحلم ضحِكه من عيوني... عالسكت قلّك: أنا بحبّك... أنا بحبّك... متل ما كنتْ. هيك الحبّ كلما بينتهي، بيعود يخلق من جديد
***
رنده رفعت شرارة : زلغطي يا شمس
سألتِ شو إسمَك يوم لاقيتِكْ، من وين جايي وكيف حاكيتِكْ. إنتِ لْ معِك عم إخلق من جديد، و إسمي ع تمِّك كل مرّة عيدْ، تخيّلت حاليّ نِسر عَ قمِّة جَبَلْ، تخيّلت حالي فرحِة الوادي. كتبتِك معنّى كتبْتِك شروقي، كتَبتْ قرّادي
كتَبتِك حزن مجروح عم يبكي أنين، وصِرتْ ع مرّ العمر رمز الحنين. وما لقيت حالي غير بحّار وشريد، شراعي بحر ومرافِق الموج العنيد. إسمِك شلحني بعيد عن حالي، وضاع منّي بالمدى خيالي
جَمّعتْ بكتاب الهوى قصايِد غَزَل. شي نثر، شي مدوّر وشي نغمِة زجَلْ. وحْدِة إلك من قبل ما يطلّ الفجر، ووحْدِة وأنا عم إمسح دموع القمرْ. وقصدان تشرح حالة القلب اللي صَبَرْ
وقِفتْ عَ مراية زماني لْ ضاع، لقيت صورة ما بتشبه هالبشرْ. لقيت غابة من وجوه مغبّرَة، ووراق صفرا مجمّعة تحت الشَجَرْ. سمِعت نغمة ناي عم تبكي، ما عرفت حالي ليش عم إشكي. وما عدت إذكر من زماني غير عينيكِ، شَحطِة كحِل..يااااا كحِل عينيكِ. هيدا لْ حبسني وصرت مجنون الهوى، وصِرتِ إلي علِّة حياتي... والدّوا
غبتِ وما رح بيغيب عن بالي، مركب لمحتو بيوم خلف البحر، حامِل عَ متنه كل أحلامي. حامل صبيّة مسافرة عالوهم، وزادها دموعي وآلامي. ولمّا عَبكرة تصحصحي من النوم، رح تلمحي عَ درفِة الشبّاك. طيف ناطر تا يطلّ الصبح، يمحي من الأيام معنى اللوم يصرَخ بحبِك يا حلا هالعمر، زلغطي بِ عرسنا يا شمس، وكون شاهد عالوعد يا بدر
____________________________________
صعب تخسر غالي، وصعب ما تلاقي بقلبك غير دموع وتهرب منك حروفك وما تعود تشوفا. تنطر الليل تتخبى تحت جناحه وتمسك بخيالك قلم، تكتب ع ورق منُّه موجود ومع هيك تخلق من القصيدة قصيدة
يا شعر يا رفيق القلب، الدنيا معك أحلى وانقى
تحياتي أمير الكلمة د.جميل الدويهي
كتبت رندة رفعت شرارة أيضاً
رداً على زكية نكد
دعها هناكْ
على بابِ حلمٍ
قديمٍ قديمْ
دعها تكون
عطراً لوردٍ
شذى ياسمين
أي حبٍ في زمانٍ
سادَ فيه الموتِ
واحتلّ الحياة
يا جميلتي
حين يأتي الحبْ
أشرعي أبوابك
والبسي ثوبَ الهوى
اركني في الزاوية
كل أحزانِ الزمان
فالحزن يسكننا كأنّهُ
لعمرنا عنوان
تمسّكي بالحب
تماسكي من أجله
إطرحي الخوف
واجمعي الأمل
واقسمي بأن تكوني
للحبيب
ضَمّة تجمع في أحضانها
.كل الحنانْ
رنده رفعت شرارة من كندا
تعلّق على
"سرقوا الثوب الذي أحبّه"
كيف ينامُ الدمعُِ
وبين الجفونِ لهيبٌِ ونارْ
وحولٓ الطريقِ صقيعٌ
يلفُ القلوبْ
أيا طفلتي
بحثتِ وراءَ البابِ
عن بابٍ
يقودُ إلى حارةٍ
إلى ذكريات
وجدتِ بقايا دميةٍ
حذاء وثوب قديمْ
هل تذكرين
فستانكِ الزّهريِّ
بلونِِ الشَفَق
كم كانَ يرقصُ حينَ
يلامسُ هذا الجسد
وكنتِ معه
آيةٌ في الفرحْ
أيا طفلتي
هل تذكرين
كيفَ كبرنا معاً
ما زلت ابحثُ منذ الغياب
عن يدي
وأذكرِ آخر رأيتها
كانت مُمسِكة
بيدِكْ
أعيدي إليّ طريقي وهاتي
نورك يلغي ظلامَ السنين
يا أيها الفجر الذي
سيولد عمري الجديدُ معه
هذا اشتياقي رسولٌ إليكِ
ففُضّي الجوابَ
فيه حنين وشوقٌ وليلْ
وفيهِ إليكِ
.ألوفَ القُبَلْ
ردّاً على قصيدتي "سرقوا الثوب الذي أحبّه"، كتبت الشاعرة الأستاذة زكية نكد
16 تموز 2017
دَعِ القلبَ نائماً
وعقلي في حالةِ اغترابْ
عن عالمٍ يسودُه الموتُ الأحقاد
دع حبَّنا يرقدُ في عيْنَيّا
واترك لي قبلةً خلف الباب
فالحب يا سيّدي ضحية
و الشَّرُّ بات دينًا للعبادْ
دعني غارِقةً
في أحلاميَ الوَردية
أطوف أعماقَكَ سرًّا
أمَشِّطُ خُصَلَك الفضّية
وأنفض عن عالمي الرَّمادْ
رمادَ كُرهٍ وضَغينة
سارقي الأحلامِ و الحُسّادْ...
دَعِ القلبَ نائماً
وعَقلي في أمره مغلوبْ
فالحب يا سيدي جريمة
في عيون قاتلي القلوب
أفواههم تقدس النميمة
تُرَقِّعُ الهفوات والرَّذيلة
و تعلن على العشّاق حروبْ
فأي حرب تخوضُها فتاتُك اليتيمة
وأي دربٍ تسلُك بين الدّروبْ؟
طريقي في الأحلام أمينة
فما من قلب يا سيّدي في حُبِّهِ
!يسلمُ بينَ القلوبْ
رنده رفعت شرارة - كندا تكتب
من وحي قصيدة د. جميل الدويهي
"الناس هنّي تغيّرو"
20 شباط 2017
(قصيدة الدويهي منشورة في ديوان
من قلب جرحي بقول حبّيتك)
تقول رنده رفعت شرارة:
تغيّروا، يا ربّ كيف تغيّروا
الكانوا ع شجرة حُبّنا
لِمْ ريّشوا جناحاتهن
.لبعيد عَنّا طيّروا
صار العمر متل طيّارة ورقْ
واصلة من مَيل لفوق الغيوم
ومن ميل جاررها ولد
فجأة لقى حالو على مفرق عتيق
.ضايع لوحدو والعتم غطّى الطريق
يا ريت لولا بيرجَعوا الغيّاب
برمي الحزن، بقْفِل وراه الباب
يا ترى الـ "يا ريت" رح تغدي.. سراب؟
يمّا بْتضحك هالدني
بنرجع سوا.. وبيرجعوا الأحباب؟
في 2 حزيران 2015
قراءة بقلم سركيس كرم
كتاب «نظرة في تاريخ إهدن – أعظم المعارك الإهدنية في التاريخ (2000 ق. م- 1975)» هو إصدار جديد للكاتب المعروف والشاعر المبدع والباحث الأكاديمي الدكتور جميل الدويهي الذي أصدر على مدى أعوام من العطاء ثروة من المنشورات الأدبية. يذكر ان الدويهي قد حقق ويحقق النجاح البارز في مجالات الشعر والفلسفة والرواية والتاريخ مما جعله من أهم الأدباء والكتاب والمحللين.
يخوض الدكتور الدويهي في كتابه الجديد تجربة النشر باللغة الانكليزية للمرة الثانية بعد كتابه الأول «اسطفان الدويهي، من قمم إهدن الى قمم القداسة». وهذه تجربة صعبة للغاية بحثاً وتنقيباً كون معظم المراجع المتوافرة والوثائق هي باللغة العربية او الفرنسية وكذلك بالسريانية. وبالرغم من الصعوبة، نجح الكاتب بإصدار كتاب يتضمن وقائع العديد من المعارك التي خاضها الأهدنيون طوال تاريخهم بأسلوب توثيقي شيق.
يأخذنا هذا الكتاب المميز في رحلة تاريخية رائعة إلى مراحل تجعلنا نعتز أكثر بسيرة أجدادنا وبطولاتهم. فأجدادنا عاشوا طوال تاريخهم الحافل في جبال قاسية وتضاريس وعرة وناضلوا من اجل البقاء في صراع شبه دائم مع الغزاة على مختلف جنسياتهم.
تجدر الإشارة إلى أن غلاف الكتاب يضم صورتين، واحدة هي صورة فوتوغرافية حقيقية لبطل لبنان يوسف بك كرم مع البابا بيوس في الفاتيكان أخذت في عام 1879، والاخرى صورة زيتية للشيخ جرجس بولس الدويهي «محرر إهدن» كما وصفه الكاتب بطرس وهبه الدويهي. يستعرض د. جميل دور الشيخ جرجس الذي برز في منتصف القرن السابع عشر على صفحات 74 الى 83.
اللافت، أنه ولا سيما من منتصف القرن السابع فصاعدا، كما يرد في الكتاب، لعبت جميع الأسر الأهدنية، الصغيرة والكبيرة، بقيادة ما يعرف اليوم باسم العائلات السياسية الخمس: الدويهي، كرم، فرنجية، معوض ومكاري أدوارا حاسمة على مدى عقود عديدة في صنع التاريخ الأهدني المشرف على المستويات الدينية والسياسية والثقافية والبطولة.
سوف أتطرق في هذه القراءة المقتضبة إلى أربع نقاط رئيسية وردت في الكتاب كونها تسلط الضوء على بعض المراحل الأكثر أهمية في تاريخ إهدن.
النقطة الأولى هي أن الأهدنيين لم يكونوا من المعتدين حيث يثبت[t1] الكتاب هذه النقطة في الصفحة 10 «اقتنع الأهدنيون بأن دفاعهم عن أرضهم يعني الدفاع عن شرف عائلاتهم، وعن تاريخ الأجداد المجيد، وقبل كل شيء، عن دينهم». هنا، الحرية الدينية في ممارسة شعائرهم، والرغبة في الحفاظ على كرامتهم جعلتهم يقاتلون بشجاعة فائقة، وغالبا ما هزموا الغزاة على الرغم من ان أعداد الغزاة وأسلحتهم فاقت بكثير عدد الأهدنيين. يؤكد الكتاب ان الأهدنيين لم يشاركوا في معارك خارج أطار مناطقهم إلا في حالات نادرة (الصفحة 11) «قد انتقلوا إلى فلسطين في عام 1900 قبل الميلاد من أجل مساندة الكنعانيين في حربهم ضد الإسرائيليين. وبعد سنوات عديدة، اندفعوا بقيادة بطلهم يوسف بك كرم، بغية أنقاذ زحلة ومدن وبلدات أخرى من الفظائع».
والنقطة الثانية هي أن الكتاب يجزم أن إهدن كانت من البلدات الفينيقية القديمة التي لم تنل الاعتراف المناسب تاريخيا على هذا الصعيد على الرغم من أن إهدن ضمّت مواقع خصصت لآلهة الفينيقيين في باب الهوا لإله الثلج، البعول للإله بعل و غيره من آلهة الفينيقيين. (ص 19).
النقطة الثالثة هي قدرة أهالي أهدن القتالية التي تكرست في كافة المعارك التي خاضوها. وعلى الرغم من أن كل تلك المعارك تعكس ارادة المثابرة وعزيمة البقاء وروحية البسالة، تبرز ثلاث معارك كبرى الى جانب حرب السنتين 75-76 كأهم المعارك التي كان لها الأثر الكبير في تكوين وترسيخ الفروسية الأهدنية وموقعها الماروني والوطني المتقدم.
من هذه المواجهات المحورية معركة الشيخ جرجس بولس الدويهي لتحرير اهدن من هيمنة عائلة حماده وممارساتها. وقد دارت هذه المعركة الشرسة داخل بلدة إهدن لتنتهي بإنتصار ابناء اهدن بقيادة الشيخ جرجس الدويهي مما ساهم بتحديد معالم اهدن الجغرافية كما نعرفها اليوم (ص75). على أثر هذا الانتصار تم تعيين الشيخ جرجس الدويهي حاكما على اهدن بدلا من أبو ناصيف حماده المنهزم لتبدأ مرحلة غير مسبوقة في ادارة اقطاعية اهدن.
معركة بنشعي ومن ثم معركة سبعل (ص 111-115) بقيادة يوسف بك كرم حيث خاض الأهدنيون الذين لم يتجاوز عددهم السبعمائة مواجهات بطولية عنيفة ضد الجيش العثماني النظامي المؤلف من بضعة آلاف من الجنود. تسلح الأهدنيون بالسيوف والأسلحة المحلية الصنع الى عدد قليل من البنادق والكثير من البسالة ليلحقوا بالغزاة في كلتا المناسبتين أقسى الهزائم المذلة على الرغم من تفوق الغزاة في التدريب العسكري والأسلحة الفردية والمدفعية. هكذا، و خلال شهر واحد ورغم كل الصعاب، قام الأهدنيون بعد ما أظهروه من بطولة و مهارات قتالية وشجاعة لا تقهر بدحر القوات الغازية وإرغامها على الفرار نحو طرابلس.
حرب السنتين (ص 128) وأقتبس هذا الوصف من الكتاب «نشر لواء المردة المقاتلين من اهدن ومنطقة الزاوية ، على خط الجبهة الممتد على طول اثنين وأربعين كيلو مترا من أجل حماية زغرتا اهدن والجوار». هنا، أحيّي شهداء هذه الظاهرة الدفاعية الاسطورية من أبناء زغرتا الزاوية، وألفت الى أن المواجهة خاضها على طول ال42 كيلومترا عدد قليل من الأبطال وضعوا نصب أعينهم مهمة الدفاع عن زغرتا-الزاوية تماشيا مع تاريخ الأجداد على النحو الذي تدعمه الأدلة التاريخية التي يقدمها الدكتور جميل الدويهي في كتابه.
النقطة الرابعة والأخيرة هي أنه بوجود أصحاب المواهب والطاقات العلمية مثل د. جميل الدويهي سيتم الأضاءة على تاريخ اهدن المجيد لكي تبقى تضحيات أبناء اهدن في الذاكرة ولتظل عطاءاتهم على مختلف الصعد تساهم في إنعاش قلوب وعقول اللبنانيين في الداخل والخارج. والجدير قوله انه و بما أن أهدن تحظى ببركة المكرم البطريرك اسطفان الدويهي، وتتسلح بإرث بطل لبنان يوسف بك كرم، بالإضافة إلى ميراث هائل من قيم الأجداد وبسالتهم، فهي سوف تتغلب دائما على المحن والمصاعب.
وأختم بتوجيه أحر التهاني الى الأديب الدكتور جميل الدويهي الذي سوف تظل كتاباته تعمل على إغناء الأدب على المستوى العالمي. كما أن النجاح الذي حققه ويحققه هو مصدر فخر واعتزاز لكل المدافعين عن حقوق الإنسان والعدالة، ومصدر إلهام للكثيرين كون إنتاجه الأدبي يعكس الروح العبقرية للأفكار الابداعية.
كتابات لورا القطريب عن جميل الدويهي وأفكار اغترابيّة
1- مشاركة لورا القطريب في الجلسة الحواريّة حول كتاب "تامّلات من صفاء الروح"
23 آذار 2017
على ميناء الفكر والأدب
أقام الأديب اللبناني الدكتور جميل ميلاد الدويهي إجتماعا أدبيا ثقافيا بحضور نخبة من خيرة الأدباء والشعراء والإعلاميين في القاعة الإجتماعية في ضاحية غرينأيكر حيث دارت الأحاديث والمناقشات حول رسائل وتعليقات تسلمها الأديب الدويهي من الأدباء والشعراء والإعلاميين المتواجدين في المجتمع العربي الأسترالي وأيضا من الوطن الأم لبنان ومن كندا.
أنا لست بجديرة ولست مؤهلة كي أنقد شاعرا أديبا عملاقا كالأديب، الدكتور جميل ميلاد الدويهي. أنا هاوية للشعر ولي محاولات في الأدب. مازلت أحبو وأتعلم سكب الروح والفكر كما يسكبهما الأديب الكبير، الدكتور جميل ميلاد الدويهي. لكني اريد ان اعبر عما يشعره كل قارئ تجاه كتبه الجميلة والغنية بالمعرفة والحكمة. وبكل تواضع أقول:
"أُعطي شهادة حملتها لمدة أطول من قرنين ونصف بانتظار تنبؤات كاتب شهير سوري حول مصير الأديب اللبناني، الشاعر والإعلامي الدكتور جميل ميلاد الدويهي.
وصية ان اشهد لأقوال الكاتب الذي رأى بالدويهي الكاتب والأديب والشاعر الواقف على قمة المجد في عالم الشعر والأدب، والذي هو موهوب من عند الله ليعطي فكره وأدبه وصفاء روحه يوما حين ينضج. الكاتب الشهير الراحل جميل غازي، رحم الله روحه. وكان ذلك منذ بواكير الشاعر الدويهي وأول ديوان له، "عودة الطائر الأزرق" عام 1990-91.
كلمة الأديب السوري الراحل جميل غازي:
"أرى بشاعر أديب حقيقي، رئيس تحرير صحيفة تدعى صوت المغترب موهبة هائلة تدعمها مكانته القوية باللغة العربية وتحكمه بقواعدها ومفرداتها. والأهم من كل هذا، نظافة الروح في داخله. وهذا ما يجعله يثور لأن له المعرفة الواسعة والقدرة العجائبية على امتصاص المعلومات من حوله وعلى التعبير، ويرى من حوله الشواذ الذي لا يقدر على تحمله. وهذا هو الأديب الحقيقي. يثور ويغضب ويأبى بما يراه غير لائق. وما هو أهم بالشاعر جميل الدويهي نظافة قلبه وروحه. إنه فعلا نظيف من الداخل.
برأيي هذا الرجل يغتني بنظافة قلبه وطهارة روحه. إنسان عرفته في الجالية العربية لا مثيل له لأنه في الواقع رجل صادق بحق وحقيقة ولسانه سيف لا يرحم! سيتربع يوما على عرش الأدب وسيكون في صف كبار الأدباء والشعراء في العالم - في جميع انحاء العالم.
وإذا كتب باللغة الإنكليزية كما يكتب باللغة العربية، لا بد وأن يصبح من الأدباء العظماء في العالم في صف ميخائيل نعيمة وسعيد عقل وجبران خليل جبران، الخ.
ترقرقت الدموع في عينيّ عندما نظر بعمق بعينيَ وقال: "أنت لربما ستشهدين ذلك يوما... أنا لن أكون هنا". (انتهت شهاة الراحل جميل غازي)
ثم القيت كلمتي في الجلسة الحوارية كما يلي.
"لن أعلّق على مواصفات الشاعر الدكتور جميل ميلاد الدويهي الشخصية لان الكثيرين قد علقوا. ولا يكفي لو قلت أو تحدثت طويلا. لكني سأعلق على كاتب تأملات من صفاء الروح، ذاك الكاهن الذي ينشر في احراج الفكر وعيا ، ويجعل بركة من عالم ينتحر بسلاح الجهل المدمّر، وفي عصر يتبارك فيه فلاسفة الموت.
سأعلّق على طفله: "تأملات من صفاء الروح".
كل عبارة وكل حكاية من ’"تأملات من صفاء الروح" موقد لهيب غلت فيه أوجاع البشر دموعا ساخنة يتصاعد بخارها حياة حاملة اموات الأرض من جحيم الى صفاء السماء بعيدا عن الموت.
من روح كاهن يصلّي في معبد الروح. يعيش ويموت في حياة لا يقوى عليها حتى الموت.
تحية لك أيها الكاهن الجبار. روحك ستخلد على صفحات التاريخ والعصور.
إنجيلك "تأملات من صفاء روحك" المسكوبة على صفحات "تأملات من صفاء الروح" يجب أن يحمله كلُّ مربٍّ، كلُ أبٍ وأمٍ، وكلُ معلمٍ وكلِّ رجل دين. وأيضا كل جنديٍّ وسياسيٍّ وقائدٍ وكلُ إرهابيٍ.
نرفع قبّعاتنا وننحني احتراما وتقديرا لفكرك الراقي، ولريشتك الملوّنة بألوان الصفاء والسلام والمحبة والحياة.
نحن في انتظار طفلك الجديد "من قلب جرحي بقول: حبّيتِك" لأنّا نشتم رائحة بخور الفكر والأدب من غلافه ورائحة المحبة والسلام من مضمونه.
حيّيتُ شاعرنا الذي ينمو يوما بعد يوم وعلى مدار الساعة بحق وحقيقة (العين بالعين والفكر بالفكر).
"تأملات من صفاء الروح" في بداية رحلة طويلة... سنتأمل اجنحته في سماء بعيدة.
الله يكون معك يا أديب العصر... دكتور جميل ميلاد الدويهي.
^^^
2- من لورا القطريب إلى جميل الدويهي:
24 تموز 2016
شاعر الحبّ والعبقريّة
عندما شاعر حقيقي يحمل قلمه،
تخضع له حروف الأبجدية،
وعندما يفوح أريج فكره،
تسكر وتتنتشي عقول البشرية.
أشعل مصابيح الأنوار وأقطف جميع الأزهار
وأزين الطرقات
وأرفع فوق المعابر رايات التقدير
ورسائلي المخطوطة بحبر المحبة الأخوية.
أشيرنحو المشارق والمغارب
والشمس مدلّة الى إهدن
وصنين والأرز وسيدني
وإغني الأناشيد الوطنية.
لحروفك الوقار والتقدير
يا شاعر الحب والعبقرية.
^^^
من لورا القطريب إلى جميل الدويهي
21 تشرين الأول 2016
إهداء الى الشاعر الأديب الدكتور جميل الدويهي ردا على شعره ’طفل صغير’ المنشور على "موقع أفكار اغترابية" وفايسبوك 11/08/2016 :
هاك الصبي
تطلّعت بصورة هاك الصبي الحفيان
واقف عم يرسم حكايات عَ خد الحيط .
تأملت بعيونه شفت الرعد
ساكت بصدر حزنان مشرقطة النيران
والحلم عقدة عَ آخر الخيط.
قريت العمر تَ افهم خياله
وأعرف بشو كان منشغل باله.
قرّبت سألت: وين طريق البيت؟
الدمع بعيونه بحور
التفت عالطريق الرايحة قباله.
تحيّرت، ليش زعلان!
تمنيت اختصر نص الكون كرماله.
نسيت وهمي وثقل احماله .
تأمّلت صابيعه المجرحة مثل قلبي.
اسغربت، شفت حالي بِخْياله .
عالأرض المغرّبي.
يمكن هاك القدر بغيابي
حكمته نوبة حنان
صحّى الحنان،
ودّاني عالأرض المعذبي.
ودّعت ملوك الكون،
عمري وأهل الزمان
واهتديت مثل بنت مهذّبي.
وجيت اقرا الشعر رسمات عالسرو والسنديان،
والأدب الوان عالطرقات،
عالتلات، عالغيمات،
عالتراب، عالصخور، عالميات
موقّع ببراءة مفسّرة بكلمات
مكتوبة بدمات
ودمعات هاك الصبي حاكم العواصف والشتي...
فيلسوف الورد والندي قاضي قدير.
عمره ما كان صغير
مش كل يوم بيخلق شاعر أمير
بفلسفة افكاره الكون ابتدا ينور ويهتدي.
بقلم لورا القطريب
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة للنشر سيدني، استراليا 11/08/2016 مع كل تقديري واحترامي لقلمك دكتور جميل ميلاد الدويهي. غني بالمعرفة والقدرة على العطاء الأدب الرفيع والشعر درجة أولى.
^^^
لورا القطريب تكتب عن جميل الدويهي: ملك متوج بفكر بإرادة لا يُستهان بها
29 تشرين الثاني 2016
ألف مبروك وتهانينا شاعرنا الكبير، دكتور جميل ميلاد الدويهي على ما شهدت أعيننا واستمعت ارواحنا لنغمات اشعارك الراقية القوية التي مزجت همسات الفرح وصرخات الشجن وأصابت قلوبنا بحراب معركة الفكر حتى ادمعت عيوننا وأذابت قلوبنا. أنا حضرت مهرجانات أدبية في استراليا والكثير من الجلسات والندوات الثقافية والفكرية الراقية العظيمة لكن مهرجان الدويهي الأهدني ثوّج عظمة كل المهرجانات العظيمة السابقة. شهدت عيوني البريق في عيون الناس واستمعت الى حماسهم وتصفيقهم والى وشوشات الكثيرين من الحضور... وأخيرا راقبت الطابور العريض والطويل الذي اصطف للحصول على كتبك الثرية والتي اردت ان تهدي واحدا منها لكل عائلة، بل حمل كل واحد 5 و 6 وحتى 7 كتب وأراد ان يفوز بثروة الدويهي التي لا ثمن لها متجاهلاً الطلب. وشهدت الجميع يعرضون اموالهم لدعمك ودفع ثمن دواوينك التي لم ترض ان تأخذ ثمن واحد منها، بل أهديت فكرك وأدبك وقلبك وروحك ووقتك الى ابناء مجتمعك الذين يفهمون ويقدرون الفكر والأدب، عشاقك. ما شهدته عيناي لم تشهد مثيلا له من قبل في أي مهرجان أدبي او ثقافي. انك فعلا ملك مثوّج بفكر هائل وإرادة لا يُستهان بها. إنك إبن هذا العصر وملك على عرش الأدب في العصر الحادي والعشرين. وقفت لحدك. القيت ابيات الشعر وغنيت معانيها بصوتك الجبار وصهرت حكايات الحب ورواية الإنسان بذهب والماس بكل هدوء وحيّكت منها قلوبا وارواحا وعيونا باكية لرقة القائك وآدائك. فدورك كشاعر يقف مثوجا على عرش الأدب والثقافة والشعر. كانت رسالتك أقوى من مفجرات ثقافية، فكرية لا تسمح للبال ان يرتاح. الشعر على جميع انواعه والقصة الحاملة رسالة انسانية ومحبة وسلاماً دون تمييز بين ابناء الحياة. فتحية لك ايها الشاعر الجبار. لن اقارن بينك وبين أي أديب او شاعر سبق لأن لك لونك وصوتك وفكرك واسلوبك الخاص. ولك كل شكر لما تقدمه وتهديه الى اجيال هذا الدهر، فالزمان سيشهد كما شهدت سيدني واستراليا وسيشهد العالم يوما. سأرسل لك باقة من الأزهار الى بيتك لأعرب لك عن كل شكر وتقبل وتقدير لما قدمته من ثقافة وأدب وفكر لنا في استراليا بتاريخ 25 تشرين الثاني 2016.
^^^
من لورا القطريب إلى جميل الدويهي
22 كانون الأول 2016
الشاعر حنّا الشالوحي يكتب
عن كتاب الدويهي "في معبد الروح"
شو تعبتْ يا جميل تا جْمَعت الفِكَر
ورْسالتَك في معبَدك كمّلتها
الإرشاد فحواها ونَصايِح للبشَر
وبعْقولها بحكمِه ووَعي دخّلتْها
ولْسالِك دروب الخطيِّه والكَفَر
أفكارهم عا معبدَك حوّلتها
.وتعمّدو وتطهّرو ونالو الظفَر
وما كانت عليهم فضيلِه تنحسَب
.لو ما بْحِكَم من مَعبدَك رسْملْتها
بالعاطْفِه والعقل سَهّلت الأمور
والمفْتَري وطمعان بالحَقّ اعترف
وبعد الندامِه صار يشْتاق لعُبور
هاك الطريق البلأمس عنها انحرَف
وكلّ قاسي القلب صار صاحب شُعور
وللبائس اليائس فتَح قلبو غُرَف
من بعد ما تزوَّد حَنان من السطور
وللإستِعاب كتير من وقتو صرَف
ومن بعد ما عرفتَك وفي وواعي وصَبُور
ومصباح عا دروب اللي عايش بالترَف
بحُبّ ورِضا بقلَّك يا مُرشِدنا الغَيور
ما زال للإصلاح وقتَك راهنو
.تا ندخُل عْلى معبَدك إلنا الشرَف
والشعر داخل معبَدك أنفَع دَوا
وعْلاج شافي لكلّ روح مْعذّبِه
وبالفضْل والقِيمِه رَفيع المستوى
وخزنِه تَقيل عْيارها بالمكتَبِه
وبتقول: مش عيبِه إذا الشاعر هوى
عَنّو إذا ما حَبّ بيقولو: غَبي
والحُبّ ما بيموت لو طال النوى
بْتِرجَع حَياتو بكلّ مَلْقى مشَبْشَبِه
وعن شاعر الخمره إذا الراوي روى
مِن السكْر ما بْيصحى وحياتو مُتعِبِه
لا تشتْمو من خمرة المِنْها ارتوى
لَنُّو بِمزِّه عا سبيل الاختبار
.جرِّبْ بتَعرِف شو لذيذه وطيِّبِه
ومِنَّك تعلّمنا يا مُرشِدنا الجَليل
ويا نور للأجيال ولربَّك خَليل
الصادق عا إيمانو المحبِّه بتنبني
وعا دْروبها بيكون للتايه دَليل
وللربّ كل عاقل فهيم بينحِني
تا يْباركو وعنّو عُيونو ما تِميل
غير الشقي وبالشرّ رُوحو مبيّنه
جاهل وناكر فضل عرفان الجَميل
وصوتَك بيُوحي للنفوس المؤمنِه
اللي بجيلْنا ومن بعد منّو كلّ جِيل
برْسالْتك عا قدّ منّك معتِني
وحاوي عا بحْر من الوصايا مَعبدَك
.من الربّ بدّك تِنوَهَب عمر الطويل
ليندا اللقيس غصن تكتب عن نصّ
المرأة على الشاطئ
من كتاب: "تأمّلات من صفاء الروح"
للأديب الدكتور جميل الدويهي
يخبرنا الكاهن الصالح في "تأملات من صفاء الروح": "بينما كنت في ذات يوم أراقب الطيور البيضاء التي ترفرف على الصخور وتفرش أجنحتها على الأفق الازرق، لمحت امرأة جالسة على رمال الشاطيء، وهي تنظر الى البعيد وتتحدث الى المجهول بصوت مرتفع، ظننت في بادئ الأمر انها تخاطب أحداً، ولكنني لم أر حولها بشراً، فقلت في نفسي: لعلها فقدت احداً في البحر وهي تناجيه، اقتربتُ منها وعندما رأتني صمتت عن الكلام قائلة، هل انت تراقبني ايها الكاهن؟
كلا يا ابنتي. لقد كنت ماراً من هنا فرأيتك، لا اقصد ازعاجك
انت لا تزعجني ووجودك يؤنسني ويبدّد وحدتي... لقد طال الزمن قبل ان يعودوا، اولئك الذين رحلوا الى هناك، هل تراهم يا أبتِ كم أراهم؟... كل موجة تتكسّر على الشاطئ تحمل اصواتهم وتبوح بما يفكرون به وهم يغامرون الى بلاد لا يمكن لاحد ان يكتشفها إلا الملهمين
هذه حقيقة، ان الذين رحلوا ستبقى اصواتهم تتردد في الفضاء الواسع وستبقى الاماكن تحمل بصماتهم، فالزمن مهما طال لا يستطيع ان يحطم أنوار القناديل المضاءة على القمم، وحقاً ايها الكاهن الصالح "الارواح كلما غابت عن انظارنا رأيناها بيننا تحدثنا" لأن الروح خالدة... والخلود لا تقيّده مسافات وتبقى ارواح الراحلين بالقرب منا تسمعنا ونشعر بها والحجر والشجر تتكلم عن الذين غابوا... والزمن يقف شاهداً لهم لا يموت
ويتابع الكاهن الصالح: وبقيت هذه المرأة تعود الى البحر تنظر الى البعيد علّها تشاهد المركب قادماً يحمل الغائبين، وعندما سألها الكاهن: "هل فقدت احباء لك؟" اجابت: نعم ولكن البكاء لا يغيّر شيئاً من الحقيقة
أجل، لأن الحياة صراع متواصل مع الجسد والروح، وعندما تتغلب الروح الجبارة على الجسد الضعيف، تعود الروح من حيث أتت في مركب من النور الى الخلود - الوطن الحقيقي - وينتهي العراك مع التراب الفاني
قصيدة مهداة إلى الشاعر الدكتور جميل الدويهي بمناسبة إطلاق مجموعة من كتبه في 23 تشرين الأول 2015
بقلم الشاعر حنا الشالوحي
بَعْرف زغرتا مْقامها عالي
ونْجومها عا الكَون بتلْالي
يوسف كرمْها فارس الفرسان
سَيفو رسم عا جبينها هالِه
ومِنها رئيس بلادنا سليمان
إلْعا قلبها وعا قلوبنا غالي
ومْعوَّض لْروحو فِدا لبنان
قدَّم ضحيه بْأشرف رْساله
ومنها الدويهي البطريَرك الصان
ركن الكَنيسه وعَيْنها مالي
ومْربَّع بعرش السما سلطان
برتبة طوباوي وحارس ووالي
وعَطْيِت أديب وشاعر وفنَّان
من طِيب شعرو كاسنا حالي
الدكتور جميل الخَضعت الأوزان
لْشعرو تا صار من النقد خالي
ومن كتر ما فنّ الأدب عشقان
ومن كتر ما شِعرو بيحلالي
جايي مع الأصحاب والخلان
نسهر معو وبالفلسفه ننعم
بليلة أدب من أجمل ليالي
يا جَميل بزغرتا الكرامه
بِدمّ رجالها متل الزعامه
وأديب كبير إنتْ طلعتْ منها
وجميل الإسم يا نعم الأسامي
وأخَدتْ من الأدب والشعر عنها
صُوَر بكتاب "معبد روح" سامي
وكتْبك مش عن بتِقبض تمَنها
لأنُّو الفضْل بنفوس الكَريمه
عن أصحابها أصدَق علامه
ليندا اللقيس غصن تكتب عن "في معبد الروح
1
قصدت المعبد للصلاة فوجدت الكاهن الصالح وسط قوم كانوا قد أتوا اليه برجل كافر ليقتلوه أمام المعبد فنهرهم ومنعهم ثمَّ سأل: لماذا أنت كافر يا بنيّ؟
"لست بكافر ولكنني أصلي لإله لا يشبه إلههم"-
"ومن هو الإله الذي تعبده؟"-
."انني أعبد إلهاً وجدته بقناعة نفسي أتضرع اليه وأعمل الخير بين الناس فأطمئن إلى حياتي وآخرتي"-
أجل هذا كفى يا اخي الانسان فمن فعل الخير مع الآخرين مع الإله فاعله، لأن الخير لا يأتي من الشر بل من القلوب الطيبة والأعمال الصالحة التي ترفع الانسان الى الخالق معلّم وسيد الصلاح القائل: "أحبوا بعضكم كما أنا احببتكم" لقد أحبنا كثيرا،ً غفر زلاتنا وشفى أمراضنا قائلاً: لا تدينوا فلا تُدانوا، لا تحكموا على أحد فلا يُحكم عليكم، أغفروا يُغفر لكم، أعطوا تُعطوا في احضانكم كيلاً كبيراً طافحاً لأنه يُكال لكم بما تكيلون
سأل الكاهن الصالح: لماذا تحكمون على هذا الرجل بالموت؟
اجابوا غاضبين: لقد خالف شريعتنا وخان امانتنا فهل نبقي عليه حياً؟
فصرخ كاهن المعبد: سامحكم الله أيها الأحبّة الجاهلون، أفلا تعلمون بأنه قد خالف شريعتي ايضاً؟ ولعل دينه لا يشبه ديني غير اني لا اعاقبه بل استقبله في معبدي واقدم له الطعام والشراب وادعوه لكي يحضر العيد فيفرح قلبه ويتهلل
اجل لقد صدقت ايها الكاهن الصالح في معبد الروح، والمسيح الإله أحب واستقبل الجميع
يخبرنا الكتاب المقدس: صنع رجل عشاء فاخراً ودعا اليه كثيراً من الناس وارسل عبده يقول للمدعوين تعالوا كل شيء جاهز، فاجمعوا كلهم على الاعتذار بأن لكل عمل يجب ان يفعله... فرجع العبد وأخبر سيده بذلك، فغضب رب البيت وقال لعبده: اذهب الى ساحات المدينة وشوارعها وأت بالفقراء والكسحان وسر الى الطريق والأماكن المسيّجة واحمل من فيها على الدخول ليمتليء بيتي ولن يذوق عشائي احد من اولئك المدعوين
اذن مهما كانت ديانتنا المهم ان نحب بعضنا كما احبنا الله ونصلي معاً الى الذي خلقنا بالتساوي الساكن في الأعالي يراقب
يقول الكاهن الصالح في معبد الروح: اذا رأيتم ان الناس يحبون الله ويصلون اليه من الطريق التي لا تسيرون عليها فلا تلعنوهم لأنهم اخوة لكم في الدين وانتم لا تعلمون، وقد يكون الله راضياً عنهم اكثر مما هو راض منكم. ان الله لا يريد ديانتكم بل ايمانكم
كلام جميل ايها الكاهن الصالح. ليتهم يعملون بهذه الأقوال الصالحة القيّمة لكان الكون بألف خير...
اجل ان الله يريد القلوب النقية والايمان القوي ومن اي دين ومذهب كنت لا يهم الكل من الله واليه يعود وقد احب الله جميع الناس... هو الذي يرزق الطير ويرعى زنبق الحقل يعني بالناس والعصافير ويعرف ما يحتاجون اليه، يعطف على الأشرار والاخيار فلماذا تصنف ايها الانسان وخالقك لم يميز وان ميز فالفقير الجائع المشرد واليتيم المسكين، هو في بيوت المعوزين والمرضى والعجزة والمنكوبين، هناك نجده يبلسم الجراح ويشفي المرضى ويواسي المظلومين
فاطلبه يا اخي الانسان في الشدائد تجده مانحاً اياك نعمة الصمود امام اهوال هذه الأيام ومسلسلاتها المرعبة التي لا تنتهي... وتذكر يا انسان كائناً من كنت الكل من التراب والى التراب يعود تاركاً كل شيء الا صراخ الاطفال وعويل الامهات هذه الاصوات ستلاحقك مولولة تطلب العدل عندما تقف بحضرة ربك القائل: "يا جاهل لمن يكون ما اعددته وسفكت دماء الابرياء للتسلط على حطام هذه الدنيا الفانية"؟
اليك هذه العبرة يا اخي الانسان
مرَّ الاسكندر ذو القرنين بالقرب من المدافن فشاهد ديو جينُس الفيلسوف اليوناني وبيده عصا يقلّب بها في أحدى المدافن العظام والجماجم فسأله
عمَّ تبحث؟ أجابه: عن جمجمة ابيك الملك فيليب، هل من تعليق على هذا؟
اذن الكل يرقد هناك في رهبة القبور من الصعلوك الى الملك وحدهاماصحاب القلوب الطيبة والضمائر النيرة الذين عملوا بالخير دون مقابل ينعمون بالحياة الشانية حيث هو صاحب القول: انا نور العالم من يتبعني لا يتخبط في الظلام بل له نور الحياة الأبدية
اعطنا يا الله الحكمة النورانية لنبصر ونسير وراء هذا النور القدوس حيث انت هناك سيدي
2
من هم الصادقون؟
من كتاب في معبد الروح
للأديب والشاعر الدكتور جميل الدويهي
الصادقون هم الذين يرفعون جباههم للشمس ولا يخافون من العواصف والرعود... الصدق هو الوعد الذي قطعه الله للبشر وهم يكذبون والكذب هو الجبانة اما رأيتم الكاذب كيف يتلون ويخاف من افتضاح امره؟ هو القاتل المقنع الذي يقتل الضمير فيه قبل ان يقتل الانسان
معبد الروح هو صلاة فيه نلمس طيبة وصفاء الكاتب الدكتور جميل الدويهي، ورهافة الحس الروحاني المميز به... وفي معبده ترتفع الروح الى خالقها
عين الصواب ما تكتبه ايها الدكتور العبقري الاصيل وانت تصف "الكاذب المقنع الذي قتل الضمير فيه قبل ان يقتل الانسان" و"الصادقين الذين يرفعون جباههم للشمس". هذه الفئة من البشر أين هي الآن في هذه الحقبة العصيبة؟! لقد اصبحت الاقلية الضائعة بين هذه الاكوام البشرية المهرولة الى اين؟ لا احد يعلم... وحده الساكن في الاعالي يعلم
يتسابقون وعلى ذواتهم يكذبون وبمظهر البراءة يتظاهرون، يخافون النور لأنه يكشف الحقيقة وهم أبناء العتمة فيها غارقون، يكذبون ويتذاكون ولكن لكل شيء نهاية وستظهر الحقيقة التي وان نامت أحياناً لكنها لا تموت... اذن ايها الانسان لا تترك العنان للسانك بالثلب والافتراء في غياب الآخرين. انها القباحة الوقحة، والخطيئة الكبرى، وكن من الصادقين لان الصدق فضيلة على جبين الكرام والكذب وصمة عار على جبين الادنياء، فكن من الكرام مرفوع الجبين للشمس، وكالنسور الباسطة جناحيها المحلقة بكل فخر وألق، ولا تكن صرصوراً يستتر في ظلمة الدهاليز لئلا يكشف امره النور... ولا تتلبك في ما تقول قل الصدق وكفى
في معبد الروح : الصادق يتحدث الى الله والله يتحدث معه، والكاذب شيطان اعمى يختفي على الدروب والمفارق ليوقع بين الناس والصدق يجعلكم انقياء والطاهرين والكذب يجبلكم بتراب حالك فكلما تظاهرتم بالبراءة يكون الحقد ظاهراً على وجوهكم ولو غطيتم نفوسكم بثلوج القمم واجنحة الملائكة فان الاصباغ لا تخفي شيئاً عن العيون الثاقبة
اذن تحدث ايها الانسان مع ربك واصغِ الى صوته القائل: احبوا بعضكم كما انا احببتكم
فلا تزرعوا الشوك في طريق الآخرين
بل افرشوا الارض بزنبق المحبة وزيتون السلام... واذا التقيتم بالشيطان الكاذب في الطرقات فاهربوا الى الجبال العالية
من اقوال القديس يعقوب: اذا كانت قلوبكم مملوءة من الحسد والمخاصمة فلا تفتخروا ولا تكذبوا على الحق فمثل هذه الحكمة هي حكمة دينوية، بشرية، شيطانية، وحيثما يكن الحسد والمخاصمة تكن اعمال السوء... واما الحكمة التي تنزل من فوق فهي طاهرة مسالمة تفيض رحمة واعمالاً صالحة، ثمرة اليد تزرع في السلام للذين يعملون من أجل السلام". والكاهن الصالح في معبد الروح يقول
دعوا السلام يعيش ويكبر في بيوتكم وشوارعكم. حبذا ايها الكاهن الصالح لو عمل البشر بهذه الاقوال المقدسة، لكانت الارض واهلها بألف خير وسلام
3
من كتاب "في معبد الروح" للشاعر والأديب الدكتور جميل الدويهي: خذوا اوطانكم معكم الى حيث تذهبون، فالاوطان ليست من طين وماء، هي الوجود الذي لا تحده حدود. هي انتم ومن غيركم انتم لا مكان للمكان
كلما ابتعدت اوطانكم عنكم اقتربت منكم اكثر ولكن اوطانكم هي في قلوبكم واوطانكم هي حريتكم، فاينما حللتم لا تسألوا عن الأرض والسماء والبحار ولا تقولوا: من يحكم هذه البلاد وسكانها؟ بل انظروا اذا كانت الفضاءات اوسع من احلامكم البعيدة. وعندما ترون ان اجنحتكم لا تبلغ الى السماء بل تصطدم بجدران مطلية بالسواد، فعلموا اجنحتكم ان تخترق الحدود والمحيطات، واذا ضاقت عليكم الارض فاسكنوا في الخيال واذهبوا الى جزر لا تصل اليها السفن، وهناك اقيموا مع الصمت والصلاة... ان الصمت هو اجمل العبادة والصلاة هي اجمل الفرح
ستشتاقون كثيراً الى مواطنكم الاولى لانها لم تنفصل عن ارواحكم وما تزال اصوات اجدادكم وآبائكم تطاردكم على اجنحة الريح، فباركوا الريح التي حملت اصوات الغابرين
كلام رائع وعين الصواب ايها الكاهن في معبد الروح الذي يرتدي ثوب الكهنوت في معبده، ايها الاديب والشاعر ونابغة هذا القرن المميز بروح الانسانية والمحبة شريعة السماء الاولى... الدكتور جميل الدويهي، ابن زغرتا الكرامة والشعب الاصيل
أيها الكاتب المخضرم الرافض الثأر والضغينة منادياً بالاخوة الانسانية والتسامح
اشكرك على الكلمة، خاصة وانت تقول: يكبر قلبك وتفرح كلما قرأت لك في معبد الروح.. فالكبار امثالك ايها الدكتور المخضرم خلقهم الله كبار القلوب يحبون السلام ويصنعون الخير، فمعبد الروح مدرسة روحية ترفع الانسان من الدهاليز المظلمة التي يتخبط بها وهو يتمسك بسلال مجممة بالقشور يحرقها الزمن، دخانها الاسود يحجب نور السماء عن الارض
ادامك الله رسول السلام وحقق آمالك لرفع مستوى الفكر الانساني الى خالقه رب العالمين...
4
من كتاب في "معبد الروح" للأديب ونابغة العصر الدكتور جميل الدويهي
الضغينة مقتلة ليس لأنها نقيض المحبة بل لأنها نقيض الفكر والحكمة، إذا حقدت على زوجتك وأولادك تكون عدواً للحياة نفسها، وإذا حقدت على نفسك تتعذب حتى الموت، الحقد بيت أسود تدخلون اليه ولا تخرجون منه إلا وقلوبكم يابسة ووجوهكم صحراء، الحقد يجرّدكم من عقولكم فتصيرون أشباحاً في حقل مهجور
أجل أيها الفيلسوف والكاتب المخضرم... الحقد آفة كريهة سوداء بلون الظلم تلف هذا الكون، تدخل البيوت وتتغلغل في القلوب فتجرد الإنسان من الشعور بالرحمة والمحبة ويصبح مخلوقاً بدون إنسانية
ألا تعلم أيها الانسان ماذا فعل ربك مع الذين لاحقوه وصلبوه؟ الا تعلم ماذا قال عندما سُمِر على الصليب، قال: "اغفر لهم يا ابتاه" هو القدير القوي غفر ولم يحقد او ينتقم بل استعمل قوته الالهية للرحمة... والرحمة لا تحقد ولا تنتقم
ادخل يا اخي الانسان الى "معبد الروح" واسمع نصائح الكاهن الصالح يقول: اذا ضربكم أحد بحذائه فلا تجيبوه بالحذاء بل بالكلمة الحقة التي تنقل الجبال وتحوّل الظلام الى أنوار وكواكب واحذروا ان تكونوا ضحايا في معركة الحق لأن الحاقدين لا يعطونكم عبير الزنابق وحفيف الشجر بل يعطونكم أشواك الحقول وفحيح الافاعي
أجل لا تجيبوه بالحذاء لانكم إن فعلتم كما فعل فأي أجر لكم وما الفرق بينكم وبينه؟ بل كما يقول الكاهن الصالح "بالكلمة الحقة" وانا اقول: بالصمت الحكيم الذي هو أبلغ جواباً من الكلام
يقول الكاهن الصالح: ان الذين يعرفون الضغينة هم الجهلة الذين لا يقرأون ولا يكتبون، اما الذين يعرفون الحب فهم الفلاسفة الذين اكتشفوا طبيعة الله وأين يوجد فكلامهم صلاة وقلوبهم معابد
لا تعاقبوا انساناً على ضغينته لانكم اذا عاقبتموه اصبحتم انتم حاقدين وملاعين، اما اذا اصبحت ضغينته خطراً عليكم فلا تقفوا امامه عاجزين وحائرين بل كونوا اقوياء وعُتاة لأن الضعفاء فقط هم الذين يسقطون على التراب فتدوس عليهم الخيول وتأكل العربات من لحومهم، أما الأقوياء فيتمجدون بقوتهم وينتصرون على الوحوش التي تهاجمهم
أجل سيد التسامح والرحمة عندما هاجمته عصابة يهوذا لاعتقاله قال للتلاميذ: "استعدوا للمحنة". لم يقف مكتوف اليدين فتمجد وانتصر رافعاً يمينه مانحاً السلام... هذا السلام الذي يتعطش اليه هذا الكون سيدي... ايها النور الذي ينير وسط الظلام. يا إله العدل نسألك ان تمنح هذه الشعوب التي احببتها بنفحة من ألوهيتك الشفاء من مرض وبيل... مرض الحقد والكراهية العمياء
نرجوك يا أبا المراحم ان ترفع العالم من الهوة السحيقة وتجعل السلام يغمر الوطن الذي زرته ووقفت على قمم جباله رافعاً يمينك تبارك... هذا السلام المفقود ونحن بأشد الحاجة اليه ليسير العالم بحكمة ورحمة ووئام وليستفيق الضمير من ثباته العيمق ليتغلب الانسان على الشر الكامن في أعماقه
5
إن وصفتك بنابغة العصر فهذا الوصف تستحقه عن حق وحقيقة وليس مجرد كلام... وستبقى على مر الأجيال في عالم الأدب والنبوغ الكاتب المميز لما لك من عظات طيبات في "معبد الروح" قائلاً
"اخلعوا رداء الكراهية وتكلموا لغة السلام"
هذه اللغة التي اصبحت على طريق الانقراض ولم يعد من يفهمها... فلا عليك ايها البطل العبقري الشاهر قلمك تحارب الضغينة والثأر كما حارب البطل الاهدني يوسف بك كرم الظلم والعبودية
فالصادقون الذين تتكلم عنهم في معبدك قائلاً: "الذين يرفعون جباههم للشمس ولا يخافون من الصواعق والرعود". وأنت من هذه الفئة ايها النابغة، وستبقى مرفوع الجبين للشمس فلا تخف من الصواعق والرعود وان كانت لا تضرب إلا القمم، فانت قمة شامخة يحرسها سيد السماء والصواعق لا تستطيع ان تهزها وتذكر أخوة يوسف ماذا ارادوا له... الموت وليمحى أثره فأصبح ملكاً... اذن لا تقلق من تدابير البشر هناك عين لا تنام ترى الخفايا وتعلم النوايا
حفظك الله واخذ بناصرك وحقق امانيك، ومن كان الله معه لا يخاف شيئاً... وان غفا الحق احياناً لكنه لا يموت. ستشرق الشمس وتنبت لك الغابة اشجاراً من الاخضرار تحميك لتحقق احلامك وتصل الى حيث تريد، وكما تقول في معبدك: "الذي يكون في قلب الله لا يخاف ولا يتراجع" وقنديلك الطافح بزيت المحبة ونور السلام تسطع اضواءه مبددة صعوبات المعابر لتصل رسالتك الى الضمائر والقلوب
من معبد الروح: انا من جهة وأنتم من جهة، أنتم مسلحون بالحقد والضغينة وأنا مسلح بقدرتي على الحياة والضغينة لا تقتل الحياة
اغضبوا ما تشاؤون وافتحوا النار كما تشاؤون فالله اعطاني اعماراً كثيرة لاعيش في عصركم فاذا انتهى عمر على أيدي الطغاة حييت في عمر آخر
صدقت فأنت تحيا في معبد الروح الى الأبد وستبقى تتناقله الأجيال الصاعدة مع بقية مؤلفاتك القيمة... ويسرني ان اكون في مركب الصالحين امثالك حيث يقود هذا المركب الربان القدير لينتصر على الأمواج العاتية ليصل الى الشاطئ الأمين وتظهر حمامة السلام تحمل غصن الزيتون علامة خلاص العالم من طوفان الحقد والكراهية والحسد المسيطر على الكون
رائع ما تقول في معبدك
لو كنتم من غير وطني كنت قلت: لعلَّ هؤلاء يكرهونني لأن اجدادي اضطهدوا أجدادهم وليس لي حق على مَن ليس من أهلي، ولو كنت من غير لونك كنت: قلت هؤلاء لم يألفوا اجناس بشر تختلف عنهم فلأدعهم وشأنهم. لو كنتم من غير ديني كنت قلت في نفسي: قد اكون كافراً في نظرهم وهم لا يحبون الكافرين... لكنكم من وطني ولوني وديني فاي وطن علمكم ان تفتكوا بأبنائه؟ واي دين أوعز اليكم ان تقتلوا وتمثلوا بالأجساد
اجل بالله عليكم، اي دين علمكم القتل والثأر والضغينة واي وطن حلل إلى أبنائه أبادة الآخر؟
ارض الوطن تتسع لكل ابنائه كائناً من كان وسيد الاوطان قال: "لجميع الناس على اختلاف احوالهم مكان في ملكوتي وشريعتي هي العدل والرحمة والوفاء، لذلك احب الكل وعلى الخصوص الخاطئين لأنهم بحاجة الى رحمة، فاذا كان الرب الخالق احب الجميع وخاصة الخاطئين وانت يا اخي الانسان تكره الجميع حتى الصالحين الذين من وطنك ولونك ودينك واهلك لأن الكل اخوة بالانسانية البشرية
"سامحكم الله ايها الأحبة الجاهلون" (من معبد الروح)
لقد وصل العالم الى أسوأ الازمنة واختلطت أقدار البشر ودخل الشر القلوب الحسد لامتلاك كل شيء وتدمير الآخر
تقول احدى الحكم
.لا بأس، لا تحاسب كل من اساء إليك وهاجمك ولكن ابتسم لأنه يكون قد وفر عليك اكتشاف شخصيته
6
ليندا اللقيس غصن تكتب عن نصّ
القاتلون بالسيف
من كتاب "في معبد الروح"
يقول في معبده: "ستشاهدون في الأزمنة الآتية أناساً حاملين السيوف يرفعونها في وجه الشمس. يرتدون الحماقة ثياباً ويحملون الجهل زاداً وعتاداً... هؤلاء هم اعداء البشرية واعداء الفكر والتقدم".
أجل ايها الفيلسوف المفكر الذي خصّك الله بالعبقرية مانحاً اياك الرؤية البعيدة للأمور وهذه هبة لا يملكها إلا الأقلية من البشر... لقد عادت مسرحية "القاتلون بالسيف" ويقوم بتمثيل ادوارها جماعة باعت الأذن والعين والضمير، وامتطوا قارباً تتقاذفه الامواج العاتية لا يعلمون الى اين هم ذاهبون وماذا يصنعون وعندما تبتلعهم الامواج سيندمون حيث لا ينفع الندم
:في معبد الروح
سيحل الظلام على الارض وتتهدد الحضارة وتنطفيء الأنوار وسترون المدن مهدمة والمعابد مخلّعة الأبواب ينعق البوم على شبابيكها وتسكنها الضباع، ستشاهدون آلافاً من الناس يلتحفون العراء ويتشردون في المغاور والكهوف والصحارى فلا تبكوا عليهم بل اعطوهم القوة ليثبتوا في ايمانهم وقولوا لهم ان البكاء على الماضي جهل والنحيب لا يصنع الامجاد. وقد يعذبونكم ويقتلونكم ويعلّقون اجسادكم على اعواد المشانق فابتسموا وانتم تفارقون الحياة. ان موتكم كموت الزهرة وانكسار الموج على شاطيء البحر... اما مصير اولئك الذين طفحت اكوابهم بالحقد فالبكاء والظلمة فحياتهم مملؤة بالبؤس وموتهم هزيمة ومقرهم حفرة ابدية ليس فيها إلا الصمت والوحدة
عين الصواب ما تقوله في معبدك ايها الكاهن الصالح فالآن اصبح حقيقة على مسرح هذا الكون الذي لفته غيمة سوداء بلون الظلم حجبت نور الله وتفشت على أرضه التي يتقاتل عليها البشر الكراهية والحقد والانانية العمياء فما الحل سيدي؟ وقد وصل العالم الى أسوأ الازمنة وانتشر رياء الكتبة والفريسيين بين طبقات البشر
يقول الكتاب المقدس: "الويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون انتم أشبه بالقبور المكلسة يبدو ظاهرها جميلاً وما باطنها فممتليء من عظام الموتى وكل نجاسة وانتم تبدون كذلك للناس ابراراً" وها العالم الآن سيدي قد وصل الى هذه المرحلة الرهيبة فما عليك سيدي إلا أن تتدارك الأمر وتخلص العالم من هذا الطوفان الذي سيقضي على الجميع كما نرى
يا إله الرحمة ان البشرية جمعاء تلجأ في عمق شقائها الى رحمتك ورأفتك يا إله الرحمة اللامتناهية ارحم العالم الذي دفعت ثمن خلاصه باهظاً... نجنا من الذين يخفون خُبثهم تحت قناع المحبة هؤلاء القتلة الذين يدمرون بالسيف اللحمي، هذا اللسان
يقول القديس يعقوب في اللسان: "انظروا ما أصغر النار التي تحرق غابة كبيرة... واللسان نار ايضاً وعائم من الإثم ينجس الجسم كله ويحرق الكون به، نبارك الله وبه نلعن البشر المخلوقين على صورة الله" فنجنا سيدي من هؤلاء البشر الذين يملكون هذا اللسان
كتابات للشاعر فواز محفوض - سيدني عن جميل الدويهي
نشر الشاعر فواز محفوض 4 قصائد من أعماله عن جميل الدويهي، في باكورته "كنوز الذكريات". وهي:
تعليق على قصيدة "بوساتها" لجميل الدويهي
قصيدة مطلعها : "كلّ بستان وطيب واغتراب"
من وحي قصيدة الدويهي " تهدّمت مدينة"
من وحي قصيدة الدويهي "مرهم نعس ما لقيت لجفوني"
وقصيدة مطلعها "ضحّكتني وبسمة فرح بجوانحك"
ومن قصائد الشاعر محفوض التي لم تنشر في الديوان قصيدة كتبها ردّاً على نصّ للأديب جميل الدويهي:
"قالت لي: تعال نصعد إلى هذا القطار، فلعلّه يأخذنا إلى مدينة بعيدة، ليس فيها سوى أنت وأنا.
قلتُ لها: أفضّل أن ندفعه بأيدينا، لكي يتوقّف، ولا يذهب إلى أيّ مكان".
القصيدة (23 شباط 2021):
في لحظةٍ
أذكى الوداع
مدامعي
وترقرقت حبّاتُها
وعلمت أنّي راحلٌ
ولربّما طال الرحيلُ
بلا رجوعْ...
كان القطار مزمجراً
يمضي على جسد الحديد
قالت: كأنّ العمر ينقص
كلّما استيقظتُ في يوم جديد...
سقطت كما سقطت
دموعي في الوداعْ
كم كنت أخشى مرّة
أن لا نعود إلى مدينتنا
وينسانا القطارُ
مع التساؤل والضياعْ.
واهتزّ
وانطلقت به عجلاتُه
وبكت عيون العاشقين
ما أوقفته الشمس
والإعصار
والمطر الحزين
ومضى مضي
والكل فيه غائبٌ
عن ذاته
وعن السنين.